نصرالله : سنرد على كل غارة طيران - الرد لا ينتظر الإجماع - الصبر سلاحنا في الداخل
التحقيق بلا التقرير الفني ووحدة المعايير مسيس - مجزرة خلدة وحادثة شويا في عهدة الدولة
حردان : الجنوب وراء المقاومة...والراعي :ليمنع الجيش الصواريخ...والمسار الحكومي مجمد
كتب المحرر السياسي
طغت على المشهدين الداخلي والإقليمي ، الرسائل التي حملتها كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى الخامسة عشرة للنصر في حرب تموز 2006 ، على خلفية عملية القصف الصاروخي التي نفذتها المقاومة ردا على غارات طيران الاحتلال في محاولة تغيير قواعد الاشتباك وعودة الطيران للإغارة على المناطق اللبنانية للمرة الأولى منذ خمسة عشر سنة ، وقد جاءت التطورات التي تبعت رد المقاومة لتؤكد صوابية تقديرها للموقف مخيبة آمال الذين حذروا من أنها تورط لبنان في حرب إسرائيلية ، بدا بوضوح أن "إسرائيل" تحسب ألف حساب قبل التفكير بخوضها ، وجاءت كلمة السيد نصرالله لحمل رسائل واضحة للإحتلال أهمها أن المقاومة سترد بصورة مناسبة ومتناسبة على كل عدوان خصوصا العودة لغارات الطيران ، دون أن تقيد ردها بمحور معين على الحدود في مزارع شبعا او غيرها ، وهي تعمت القولانها درت في مناطق مفتوحة لأن الغارات تمت على مناطق مغتوحة ، وهذا هو مفهوم الدر المناسب والمتناسب ، مؤكدا ان الحساب الخاص بالقصاص على اغتيال شهيدي المقاومة علي كامل محسن ومحمد طعان لا يزال مفتوحا ، لكن الفارق فيه ان الزمن ليس جوهريا في تسديده بمثل الرد على خرق قواعد الاشتباك ومحاولة التسلل خلسة لتعديلها ، منبها قادة الإحتلال من اي سوء تقدير للموقف ، فجهوزية المقاومة وردها لا يتأثران بالأوضاع الداخلية ولا ينتظران الإجماع الداخلي الذي لم يكن موجودا يوما ، ورغم ذلك انطلقت المقاومة واستمرت حتى تحقق التحرير ومن ثم تثبتت معادلات الدرع التي تحمي لبنان اليوم وتوفر الإتسقرار والهدوء للجنوب ولكل لبنان .
تناول السيد نصرالله الأحداث التي هدفت لإستدراج المقاومة وبيئتها إلى الفتنة سواء في خلدة او في شويا ، فأكد ان من نفذوا الحادثتين ليسوا أبرياء ولا يعبرون عن انفعال عفوي بل هم مجرمون قتلة يجب على القوى الأمنية والقضائية سوقهم ومعاقبتهم ، لكن المقاومة وبيئتها لن تنجر للفتن المبرمجة وترفض شيطنة اي بيئة لبنانية بذريعة تورط بعض المنتمين اليها بأعمال مشبوهة ، وسيبقى الصبر سلاحها في الداخل وهي تترك للدولة ومؤسساتها ملاحقة هؤلاء ، وهي تتابع عن كثب تفاصيل ما تقوم به الأجهزة الأمنية والقضائية بصدد مجزرة خلدة وستاتابع مثلها ملاحقة مفتعلي حادثة شويا ، مختتما بالقول ان لكل حادث حديث .
توقف نصرالله أمام التحقيق في تفجير مرفأ بيروت فتوجه لأهالي الشهداء معزيا كأب لشهيد ، داعيا اياهم لمنع أي متاجرة بدماء ابنائهم وتحويلها إلى بضاعة سياسية ، قائلا لهم اذهبوا الى قاضي التحقيق وأسالوه لماذا لا يفرج عن التقرير الفني لتعرفوا ويعرف الجميع كيف تم التفجير ، لأن لكل سيناريو للتفجير شكل مختلف من الملاحقة ، فهل هو تفجير عفوي ام مدبر وهل هو صاروخ اسرائيلي ام اهمال وتقصير ، ولماذا يحتجز القاضي التقرير الفني الذي يتوقف على الإفراج عنه الإفراج الموازي عن أموال التأمين التي تقدر بمليار ومئتي مليون دولار ، وهل من علاقة بين الأمرين ، وسأل السيد نصرالله القاضي لماذا غابت وحدة المعايير عن الإتهامات التي وجهها ، فكيف يلاحق رئيس حكومة حالي دون وزراء حاليين ويلاحق وزراء سابقون دون رؤساء حكومات سابقين ، قائلا إن وحدة المعايير هي معيار عدم التسييس .
كلام السيد نصرالله تبعته ردود أفعال تناولت رد المقاومة على العدوان الإسرائيلي ، كان أبرزها ما قاله كل من البطريرك بشارة الراعي معارضا للرد وداعيا الجيش اللبناني لمنع اطلاق الصواريخ ، وكلام رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي النائب أسعد حردان الذي أكد أن المقاومة بتكريس معادلة الدرع أكدت مسؤوليتها عن حماية لبنان وفقا لمعادلة ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة ، مضيفا تعليقا على حادثة شويا ، أن الجنوب موحد وراء المقاومة .
في الشأن السياسي يلتقي اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي وسط انخفاض منسوب التفاؤل وشبه اجماع الاوساط السياسية والنيابية على جمود المسار الحكومي عند عقدة المداورة حيث بدأت تظهر بوادر انتقال تصويب فريق رئيس الجمهورية نحو حقيبة المالية والإسم المقترح لها من رئيس مجلس النواب ما يشير إلى تعميق المأزق الحكومي .
2021-08-09 | عدد القراءات 1756