حديث الجمعة

 

 

 

 

 

مقدمة 
غليان السياسة وشؤون المعيشة يحضر في الصباحات لكنه رغم السواد لا يجلب اليأس لنفوس المؤمنين الثابتين برؤية بوصلة الصراع ، فجوهر ما يدور من حولنا كله يرتبط بوجهة واحدة هي الصراع التاريخي والوجودي الذي يدور بيننا وبين الكيان الهجين المقام بقوة المستعمر فوق تراب فلسطين ، فهل كانت الحرب على سورية لولا امن هذا الكيان ، وهل كان الحصار على لبنان ، وبقاء الاحتلال في العراق والعقوبات على ايران ، كلها صور واضحة عند الذين يمسكون البوصلة بثبات  لايتزحزحون ، ولذلك فهم لا يتوهون عن اعتبار خيار المقاومة ردا كفيلا بجمع  جبهات القتال السياسية والاقتصادية والتحديات العسكرية والامنية ، فيمسكون بخيارهم كالقايض على الجمر ، ومع الصباحات تأتي المشاركات لتضيف روح الحيساة وتنوع بساتين الزهر افكارا وخواطر ووجدانيات وقصائد ، هذا هو حديث الجمعة هذا الأسبوع .

اوفياء وخائنون  
حين نقرأ حكم الفلاسفة وأقوالهم، ونعبر صفحات ومنشورات الأصدقاء التي تطالب بالمحبة والإخلاص والوفاء، ونستمع إلى نصائح الشيوخ والخوارنة والمعلّمين والكتّاب والشعراء ونقتفي توجيهات الأهل والأحبة والرّفاق، نجد أن الحياة مدينة فاضلة وأن جميع سكّانها يتحلّون بالمبادئ والقيم الإنسانية وأنّ البشر الخائنين الذين نتوجّه إليهم لا يمتّون لكوكبنا بصِلة. في الحقيقة نعم، جميعنا كاذبون وصادقون وخائنون واوفياء جميعنا لدينا من يحبّنا ومن يكرهنا ومن لا يرى إلا جمالنا ومن لا يركّز إلا على عيوبنا. جميعنا اختبرتنا الحياة ومررنا بمواقف متشباهة اختلفت فيها ردات أفعالنا. فربّما تكون بالنسبة إلى شخص العالم كلّه وإلى آخر مجرّد عابر حديث. وحين تدير وجهك للشمس تشرق ملامحك الصادقة وعند المغيب يتجلّى نصفك المعتم. جميعنا نعلم أننا بشر نصيب ونخطئ ونتعلّم ولكن الأهم أن نتقبّل بعضنا البعض ونحاول أن نفهم طبيعة الحياة والبشر والكون لأننا لسنا الأمثل ولا الأصدق ولا الأوفى.
ناريمان علوش


ثلاث نقاط
انها الساعة السادسة صباحاً في باريس 
لست بباريس والأمر لا يهمني 
أحببت فقط أن ألتفت الى الوقت 
في مكان غير مكاني 
ووقت غير وقتي
انها عادة سيئة 
لكنا
نحن الشعراء هكذا 
نعتاش على العادات السيئة 
كأن نوقظ الوقت فجأة في غير موعده 
او كأن ومن دون اي سبب 
نقتل وردة

****
نختم الرسائل بنقطة 
بثلاث نقاط 
أو دونما شيء 
ونبقي كل ما قد قلنا فيها 
مفتوحاً على البياض 
آيلا للانتحار 
هزمتنا أوقات ضعفنا 
وقبلها أوقات حبنا 
وقبلها كل وقت جاء في غير موعده 
الأوقات الضائعة 
لم تكن حقاً ضائعة بل 
كانت تخطط كيف حين نلحظها
سوف تذبحنا 
مياه عنقي
كانت آخر ما قلته
وأول ما نسيته...
لولا رينولدز

 

اقتطاع مفاجئ
في كلّ مرّة، نُؤجلُّ طُقوسَ الحُزنِ الكبير..
ونجهلُ مَن علّمنا هذا الهَرَب!
وَاليوم، حتى قُلوبنا ندسّها في حقائبنا
فما عَادَ في القلبِ، سقفٌ وَلا حتّى عمودٌ واحدٌ 
لِنحتَفي بالناجي القادرِ على 
حمايةِ بَداهةِ اعترافات الشُعور..
عمتِ مساءً، كُلّ مساءٍ أيتها الخيبات
أيتُها الأجِنّة التي لَمْ تصل حتى لرفاهيةِ الوَأد!
وَالتي لَن تَطال حتى رحمةَ الموت..
عَلى هامشٍ من اليوميات التي يعرفها الجميع، أرّخْنَـا زَمانًا يُناسبُ فَوضانا، يومهُ الأول: ميلاد مَوتنا المُعاش
عدد أيام السنةِ فيه، طَاقتنا!! 
فكُلّما سقطنَا بتمامِ عجزنا، نتشهّقُ الفَزع؛ تكون قدّ مرّت سنة في تقويم هشاشتنا.
وُجوهنا مثل أصواتنا، تصويرٌ بطيءٌ لاغتصابِات الأمل
وَذهننا، مثل هذا النَص.. هكذا مجرد اقتطاعٌ مُفاجئ.
ميساء الحافظ 


‏وردٌ وورد، وكلّ الوردِ جميل.. 

وردٌ في آنية، يتوسّط طاولةً فخمة في غرفة استقبال لا تُفتح إلّا لمسحِ غبار أثاثها ولزائرين يسمّيهم أهل الدار "الأكابر"..
وردٌ في حديقة مرتّبة يصطفُّ في أحواض تحيط بعشبٍ "صناعي"، تراه واقفًا كأطفال افتتاح دورات الألعاب الأولمبية.. يأنس لمن يتحلّقون حوله كي يخطفوا معه صورة..
وردٌ بأسماء عجيبة، يتمدّد في آوان فخاريّة معدّة لاحتوائه.. هشٌّ كطفل أفسده الدلال. تجده مغشيًا عليه إذا نسيت وقت ريّه، وإن زدت في جرعته من الماء تعفّن.. 
وردٌ في كفّ الأمهات دلاله.. ينتظر أصواتهنّ كي "يفرفح" كرمى لأعينهنّ..
وردٌ في الحقل.. لا يلتفت إن مرّت به النظرات، لا اسم له فلا يُنادى إلّا بما اختارته له أصوات الفلاحين وأهل التراب.. لا ينتظر الروى موقنًا بسخاء الغيم ومسلِّمًا لحتمية اليباس يومًا ما.. ينمو في كنف التراب الحرّ لا يأبه لما قد يحوي التراب.. لا ضير عنده إن علا العشب حوله وأخفاه، ولا يوجعه أن تمرّ عليه خطوات المسرعين إلى وجهاتهم.. وردٌ بريّ مشاكس في لطفه، عزيز في انحناء عطره قبلةً على خدّ الأرض.. 
ووردٌ بشوكٍ كثير كثيف، يبدو عدائيًا ويُساء برقّته الظنّ، يحوي ذاكرات المدى، ويضمّ مرتجفًا دم مَن جرّحهم بغير قصد..
وردٌ ووردٌ ووردٌ وورد.. لو كنتُ وردة، أيّهم سأكون..؟
ليلى عماشة 

القوة في أضعف الحلقات ..
في واحد من أعظم أعمال الكاتب والمؤلف الشهير (ستيفن كينغ) يكتشف شاب يدعى " جيك" بوابة داخل حجرة المؤن في منزله يمكنها أن تأخذه عبر الزمن إلى عام 1958م، وبعد قيامه ببضع زيارات وتجارب ، ظن " جيك" أن بوسعه تغيير التاريخ ، وبينما أمضى فترة طويلة في الماضي ، لم يمضِ على الوقت الحاضر الذي أتى منه سوى دقيقتين فحسب ، لذلك قرر العيش في تلك الحقبة حتى عام 1963م، حتى يتمكن من منع اغتيال الرئيس جون ف. كينيدي ، معتقداً في قرارة نفسه أنه بهذا التغيير سيسهم في بناء مستقبل مشرق للإنسانية . 
عندما رجع إلى الحاضر كان يتوقع مكاناً أفضل نتيجة لما فعله ، لكن بدلاً من ذلك حدث العكس ، إذ عاد إلى واقع حيث الزلازل منتشرة في كل مكان ، ومنزله القديم محطم ومخرب ، وقد دمرت الحرب النووية أجزاء كبيرة من المعمورة .
في الواقع جميعنا يعتقد أننا لو استطعنا تغيير شيء بسيط في الماضي ، فإننا سنحيا الحياة التي نحلم بها ، لكن لو كان بإمكاننا العودة إلى الوراء لنفعل ما نعتقد بأنه الصواب ، لرأينا بأمّ أعيننا أن الواقع الجديد بعد التغيير الذي أحدثناه سيغدو مخالفاً تماماً لما توقعناه ، إذ إن التغيير البسيط الذي أجريناه على الماضي سيحدث جملة من التبدلات والنتائج الكبيرة على مدار السنوات اللاحقة . 
هذا ما يدعى بنظرية ( أثر الفراشة ) والتي يشرحها التعبير القائل : " رفرفة جناح الفراشة في الصين يمكن أن تتسبب في حدوث إعصار مدمر في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط " 
يمكن تشبيه أثر الفراشة بالدومينو المؤلفة من عدد متفاوت من القطع ، ما إن تسقط القطعة الصغيرة الأولى حتى تتداعى بقية المجموعة وصولاً إلى أكبر قطعة من السلسلة . 
حرب واحدة تحدث خراباً وويلات عالمية ، تربية منزلية فاشلة تحدث أثراً سلبياً يمتد لأجيال .
قوة أي أمة لا تكمن بيد أصحاب النفوذ فحسب ، بل في الشعب أيضاً الذي يعتبر أساس كل حضارة ، ابتداء من الفرد الواحد إذا أولينا تربيته منذ الصغر اهتماماً كبيراً ، لغدا في المستقبل واحداً من المشاركين الحقيقيين في عملية النهوض والتنمية .
الواقع ينقل لنا نماذج حيّة تدل بشكل صارخ على أننا كلما أدركنا أهمية أضعف حلقة في السلسة ( الفرد) حققنا المزيد من التقدم والقوة للأمة بأسرها .
السلسلة لا تقوى إلّا بأضعف حلقاتها ، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض إلّا ولوجوده معنى وقيمة كبيرة ، وبإدراكنا لهذه الحقيقة وسعينا إلى الاسترشاد بها نرتقي بأمتنا .
لم يعش من عاش بعينين لكنه أحادي النظر ، ولم يعش من لم يجرب اضطرابات الموج في أعالي البحار 
صباح برجس العلي 

 

صباحات 
12-8-2021
صباح القدس لبدء التحول في لحظة قاتمة ، والضرب على اليد الظالمة ، فقد اتخذت المقاومة قرارها ، وبدأت بخطة تحفظ للناس استقرارها ، فاستيراد المحروقات ليس شأنا معيشيا فقط ، بل اعلان بأن نظام الاحتكار قد سقط ، وان قرار فتح الأسواق يكسر الحصرية ، فاليوم تبدأ المحروقات وغدا كل السلع الضرورية ، ولان المقاومة ليست بتاجر ، فهي تفتح الطريق ولا تتاجر ، تحمي خيار منع التجويع ، ولا تشتري ولا تبيع ، فغدا الأدوية التركية والسورية والروسية في الصيدليات ، ومن لا يرغب يمكنه شراء الدواء الغربي بالدولارات ، ومثله في كل انواع البضائع ، المواطن لن يكون حقه ضائع ، والخطوة الأولى في مسار الألف ميل ، تعادل المستحيل ، رغم انها لن تقلب الأوضاع ، لكنها لن تترك الناس تحت الأوجاع ، ستفتح طريق تغيير كبير ، والذين لا تهمهم المظاهر ويعنيهم المفعول لا ما هو ظاهر ، سيجدون حلولا رخيصة الكلفة ، للكثير من السلع المكلفة ، بينما من كانت تحجب عنه السلع الغربية بذريعة لعبة الدعم المشؤومة ، والاسعار الملغومة ، فسيجد مطلبه في الأسواق ، بأسعارها المعلومة ، لأن كذبة الدعم انتهت ، بعدما سرقوا الدولارات باسمها ، والناس بكل اسف التهت ، بخطوط لعبة الطوائف ورسمها ، ففعلوا ما شاؤوا وتلاعبوا باوجاع الناس ، والناس تنقسم على توزيع الملائكة طوائف واجناس ، وهم يسرحون ويمرحون ، وبجني المال الطائل يفرحون ، حتى دقت ساعة النهاية  ، وظهرت بوادر الجوع في البداية ، قالت المقاومة كلمتها ، بأنها  لن تترك الناس تحتاج لقمتها ، وليخرس الذين يتشدقون بالدعوة للثورة ، وهم عند السفارات يتآمرون ويدورون ويلفون الف دورة ودورة ، وهم يعلمون ان للثورات اصول ، والثورة تبدأ بالعرض لا بالطول ، فتنحاز للفقراء ضد الاحتكار ولا تضم مصرفيا ولا سمسار ، ولا  محتكرا وتاجر عقار ، ولا  تنادي بالإحتلال ، ولا تمارس الإحتيال ، ولا يصير النصاب ثوريا ، ولا يقف وراء باب السفارة دوريا ، فهؤلاء لا يختلفون عن الذين سرقوا وافسدوا ، كلهم صنف واحد وبالألوان تعددوا ، تديرهم لعبة اجنبية ، يشتركون بالعداء للمقاومة ، والسباق بينهم على من يأتي برأسها أولا ، فينال الجائزة ، شركاء في اللعبة الجهنمية ، شركاء في المساومة ، لا يريدون تغييرا ولا تحولا ، بل ينتظرون اعلان الجهة الفائزة ، والرابح سينال الحكم والسلطة ، وذلك سر هذه الخلطة ، يتشاتمون ويتبادلون سيئ الكلام ، وكلهم في قفص الإتهام ، شركاء في ذبح الناس والبلد ، ولا يستثنى منهم أحد ، وبعد الخطوة الجديدة ، الناس ليست وحيدة ، فمعها مقاومتها شجاعة رشيدة ، تتألم لآلامها ، وتتكلم بكلامها ، وحتى لو انها لا تملك عصا سحرية لتغيير الأحوال ، فيكيفي انها قالت ما يجب ان يقال ، وترجمت أقوالها بالأفعال ، وكما كانت في القتال ، كانت في سائر الأحوال ، الوعد الصادق يبقى صادقا ، والتتمة تأتي لاحقا -
11-8-2021
صباح القدس للأسئلة الدقيقة تصيب كبد الحقيقة ، فماذا تعني قمة يدعو اليها رئيس حكومة العراق العائد من واشنطن ، تضم الدول الفاعلة والمخاصمة في الإقليم وكأن شيئا لم يكن ، ان يجتمع السيسي و أردوغان ، والملك السعودي ورئيس إيران ، والسيسي ورئيسي ، وقمة القمم أن يلتقي الأسد بأردوغان والأسد بالملك سلمان ، ولأن أصل الخصومة مع الأمريكان ، فهل يعقل أن تحمل بغداد عبئا بحجم هذا القرار لتفشل ، أم أنها ضمنت تشجيعا أميركيا لما سيحصل ، السؤال ليس عن احتمال عقد القمة أو تأجيلها ، أو الذهاب الى اجتماع وزاري تمهيدي او بديلها ، فالأهم هو رسم المسار ، وماهية القرار ، وفي ضوء ما يجري في أفغانستان ، وما سيتم في فيينا ، فإن كل شيء يقول إن بايدن وراء ال "إن" ، رسالة أميركية يحملها العراق ، بأن واشنطن تبحث عن إتفاق، لكنها تقرر البقاء وراء الستار ، كي يبقى لها تحديد المسار ، فهي تريد تخفيض سقف الشروط ، وانسحابها مشروط ، وهي لا تمانع تحسين العلاقات مع سورية لكنها لا ترفع العقوبات حتى يتم التفاهم ، ولا تعارض حوار إيران والسعودية لكنها لا تساهم ، وهي تريد قبل كل شيء ان تترك لمطالب انسحاب إيران من سورية ان تصير مطالب دول الإقليم ، فتأتي بلسان مصر وتركيا والسعودية ، ليصبح الحديث عن الانسحاب بالتعميم ، تحت شعار القوات الأجنبية ، وتريد تعويم الأردن وقد نصبت فيه قاعدة بديلة ، فهو رابط مصر والعراق ، وتفتح الباب لنقاش حول الأكراد بين تركيا وسورية والعراق ، فالقضية المستحيلة هي الإستحقاق ، ويصير انسحاب الأتراك من سورية والعراق مطلب الجميع ، وتأمل واشنطن أن تغيب قضية فلطسين او تضيع ، وأن يحجب النقاش عن التطبيع ، فحجم القضايا العالقة ، والملفات المرافقة ، سيتكفل بأعمال الملوك والرؤساء ، أو من يمثلهم من الوزراء ، ولو بعد حين ، فهذه مهمة اللقاء ، ليست فلسطين ، لكن لا تجري الرياح بما تشتهي سفنهم ، فالزمن لم يعد زمنهم ، وحضور سورية وإيران يكفي ، ليحرج الحضور ، ليس من باب التشفي ، بل من باب طبيعة الأمور ، فكيف يبحث بالإستقرار ، وأصل الأزمات بالإحتلال والعدوان ، وليس هناك من خيار ، إلا بالتذكير بأن للمنطقة عنوان ، يبدأ منه استرجاع القرار ، فلسطين هي القضية ، وهي الهوية ، وهي الديار ، بند رئيسي في البيان ، ولذلك تبدو الدعوة من بغداد ، تمهيد وجس نبض وبالون اختبار ، تحت شعار استقرار البلاد ، واسترداد القرار ، وتحقيق المصالحات ، فتصير القضية في الصراعات الإقليمية ، وليست بالاحتلال الأجنبي ، بل بصراع فارسي تركي عربي ، لكن الأمور ليست كما يشاء صاحب المخطط ، وقواته موجودة في المنطقة باللباس المرقط ، وكيان الإحتلال يهدد الأمن بكل اتجاه ، وما كانت الأزمات لولاه ، وما جاء الأميركي للمصالحات وهو صانع العداوات ، لو تحقق له ما يريد ، فهو يعترف بالفشل ، فخطته كانت إسقاط قوى المنطقة ، والقمة خطة انسحاب ملفقة ، وقرار بفتح الأبواب المغلقة ، واستعداد لمرحلة قادمة ، بعد الفشل أمام محور المقاومة ، وإيجاد كواليس للمفاوضة ، بجمع القوى المتعارضة ، وخلط الأوراق ، وهل أفضل لذلك من العراق
9-8-2021
صباح القدس للوقائع تنصف الحق الضائع ، فالذين قالوا إن المقاومة تسلك الدرب الذي يورط لبنان بالحرب ، جاء تثبيت الردع بمدة قصيرة يؤكد إصابتهم بعمى البصر والبصيرة ، والذين تذرعوا بأن لبنان تعب من الحروب طالبين الخضوع لمعادلة الإحتلال ، أظهرت دعواتهم للجيش للحرب على المقاومة ما في عقولهم من اختلال ، والذين قالوا ان المقاومة تصادر قرار الدولة بالحرب والسلم ، يظهر التاريخ والحاضر ان القرار كان بيد الاحتلال من باب اخذ العلم ، وان مافعلته المقاومة هي شل يد العدو عن مصادرة القرار ، ومن يريده للدولة يطلب منها امتلاك الاقتدار ، ويطلب من الجيش الرد على العدوان ، بدلا من قمع المقاومة ، والا فهو يكشف حقيقة الخيار ، الذي يريده للبنان ، بين الاستسلام والمساومة ، ويريد شراء التهدئة مع العدو بالخنوع باسم التعب ، ولا يأبه لشراء الحرب بين الجيش والمقاومة باسم السيادة ، ولا يظهر الانحراف الا زعم اطفاء النار ممن يشعل لها الحطب ، وهذا هو سر فشل القيادة ،  في حال العرب ، اقوياء على بعضنا منبطحون امام الاعداء ، الا المقاومة جاءت رحمة من السماء ، رحماء فيما بيننا اشداء على الاعداء ، فانظروا للمقاومين المدججين بالسلاح ، يرفضون اطلاق النار على من يعترض طريقهم ، يعضون على الجراح ويبلعون بريقهم ، وما معنى الوطنية ان لم تكن تضحية سخية لاجل الوطن بشجاعة متفانية ، وتحمل وصبر وتضحية بماء الوجه اذا واجهت في الوطن سياسة زانية ، حتى عندما واجهت المقاومة العملاء بعد التحرير ، وهم من قتلوا عائلات المقاومين ، واغتصبوا نساءهم ، كظم المقاومون غيظهم لأجل الإنجاز الكبير ، يفعلون ما يرضي الله وضميرهم غير آبهين ، بما يشعرون وما ساءهم ، فهل لنا بمثلهم بينكم ، نقولها ونضع عيننا في عينكم ، هاتوا مثالكم عندما خرجتم تتهمون المقاومة زورا بنترات المرفأ ، وانتم تعلمون ان جماعاتكم جاؤوا بها وحملوها للارهاب ، والمقاومة تغضب لكنها ترفأ ، بمن سقط ابناؤهم وتقدر جليل المصاب ، وتكتفي بمتابعة التحقيقة ، وتطرح الأسئلة الدقيقة ، وتقول للقاضي بكل شجاعة أن يصحح أوضاعه ، فيكشف نتائج تحليل ساحة التفجير للناس ، وأن يضع لتوجيه الإتهامات مقياس ، فلا صيف وشتاء على سطح واحد ، وملاحقة لرئيس او وزير بلا اساس ، وتغاض عن قاض اورئيس حكومة او  قائد ، كونوا ببعض أخلاق المقاومة وعارضوها ، فيستقيم البلد ، ولا تصيبكم من قوتها عقدة النقص بل عقدة الذنب والندم ، والحقيقة ليست ملككم كي تقايضوها ، ولا انتم ام الولد ، وكونوا كالراعي الذي يقود القطيع  ولا يترك الحق يضيع  ، وفي حفلة استحضار الأفاعي تحضر عصا موسى ، كما تقول الرواية ، وموسى كان نبيا لكنه يرعى الغنم ، لكن عصاه معكوسة ، تداوي ما في العقول من ألم ، يهش بها على اغنامه ويشق بها البحر عند الضرورة ، والأهم ان له بها مآرب أخرى عند اكتمال الصورة
7-8-2021
صباح القدس لسيد المقاومة يضع النقاط تحت الحروب وفوق الحروف ، ويضيئ بالنار والنور الدروب ويشرح بالنور المعايير ودقة الظروف ، فقيمة السلاح وتقنياته المتقدمة ، أنه بيد كوادر متعلمة ، لكن قيمته الأعظم أنه تحت قيادة فيلسوف ملهم ، هو فيلسوف العصر في رسم المعادلات ، وقراءة الاستراتيجيات ، و حرب العقول والمعنويات ، وهو فألنا الحسن ونصرنا من الله ، تجمعت فيه خصال القادة النادرين ، من العلم والأخلاق والشجاعة والدين ، فهو يقرأ التاريخ ، بذات شروط اتقانه  لحرب الصواريخ ، ويحمل هموم الناس ، بذات الدقة والقياس ، لإهتمامه بقانون الحرب ، ومعرفته بأحوال الكيان والغرب ، ويجمع الشجاعة والأخلاق كاجتماع دجلة والفرات في العراق ، وروافد المعارف لديه وانضباط المقاومين بين يديه رساميل لا تنضب ، وثقة بلا شروط من شعب يتحمل الضغوط و يعرف كيف ومتى يغضب ، وأمام جمع الملفات المتداخلة ، من صراعات متعددة الوجوه ، يعرف كيفية تنظيم الأولويات بقوة البصيرة ، ويتقن فن المداخلة ، وتمييز العفوي من المشبوه ، ويرسم قواعد الطلقات بين الطلقة الأولى والطلقة الأخيرة ، وعندما يطل هذا المساء ، سينعقد الجمع حول كلامه ، بين شعب يئن من آلامه ، وعدو يتوسل سلامه ، والفتنة الجوالة ، واعلام ينطق عن اسياده بالوكالة ، وفقا لحجم الحوالة ، وفي بحر الأزمات والحروب ، لا تضيع عليه بوصلة ، فقد حدد حربه واختار الطرق الموصلة ، فلا يتوه في الدروب ، وفي الخوارزميات يتقن علم الحوصلة ، يقولون أنهم في الكيان سياسيين وعسكر قريبهم وبعيدهم ، قد الغوا الليلة مواعيدهم ، رغم ان السبت عيدهم ، وانهم على رجل ونصف ينتظرون ، ما سيقوله لقطع الشك والظنون ، فقد صار كلامه القاطع مصدر الثقة ، أكثر من التقارير الموثقة ، وصار العدو والصديق ، متشابهان في الإنتظار ، ومن غاب عن كلامه فاته القطار ، فهو صانع السياسة الأول ، والذين يخاصمونه يريدون بمخاصمته أن تكبر احجامهم ، وهم يدركون أنهم لا يقدمون ولا يأخرون بتصعيدهم او احجامهم ، لأنهم يواجهون من انتصر في حربه على القوة الأعظم التي قالوا انها لا تقهر ، وبات الكل يعلم أنها محاصرة وتنهار ، وفي الحربين مع الإحتلال والإرهاب انتزع نصره الأكبر ، من بين المخالب والأنياب ، وصنع من الليل النهار ، وفتح للمقاومين آفاقا جديدة ، وأثبت للدول العظمى الصديقة ان الفرص متاحة ، فغير المعادلات باسقاط سطوة القطبية الوحيدة ، ولم يكن بيده الا شعبه وسلاحه ، فكيف وقد صار اليوم بعدما استنهض العالم النائم ، وتغيرت معادلات الصقور والحمائم ، ودخلت على الاشتباك الكبير ، دول بحجم روسيا والصين ، عدا عن موقع ايران ، فقد صار اقرب الى فلسطين ، وبات قادرا على الإعلان ، أن القدس تعادل حربا إقليمية ، وأن الحرب حرب وجود وهوية ، لا يأبه لجعجعات الحديث عن غزو الفرس ، وقد تجندت المنطقة حوله من أجل القدس ، وهو يعلم ان الفتنة النائمة هناك من يريد اشعالها ، وان الحرب باتت خطة يائسة لمن يريد إفتعالها ، وأن الحكمة والانضباط تعادل الشجاعة في ساحات المواجهة ، وأن بينهما ربط وارتباط ، في تصدر الواجهة ، ويكفي ان ننظر الى صورة هذا المقاوم أمام الأهالي ، وهو مدجج بالسلاح ، يحمل الجرح ولا يبالي ، فقد قصف الصواريخ وضميره مرتاح ، ومثله كان المقاومون يدفعون في خلدة دما بلا حساب ، فيعضون على نزيفهم وهم يعلمون انها خلايا الارهاب ، لأنهم يعلمون انها الفتنة النائمة التي يريدوها العدو بديلا لحربه الفاشلة ، فيحاصر المقاومة بمثل ما هو محاصر ، وأن لم ينجح سيكرر المحاولة ، ويجند ما كان مقدرا لخوض الحروب ، لجعل الفتنة هدفا بديلا ، ويقول ان المقاومة لا تقتلها الا حرب في زاروب ، لأن الفوز عليها في الحرب صار مستحيلا ، وكل مخابرات الحلف المعادي للمقاومة ، صار  همها ايقاظ الفتن النائمة ، وبعدما كانوا يراهنون على الكيان ، صار الكيان معهم شريكا في تغيير الرهان ، والأولوية بدل الحرب صارت للفتن ، وللضغط بمزيد من المحن ، وهكذا سيجيب سيد المقاومة ، على جمع التحديات ، وتداخل الملفات ، من تشكيل الحكومة ، الى الناس المحرومة ، وفلسطين المظلومة ، والأجوبة كما اعتدناها تروي الغليل ، ولا تعرف المستحيل ، فالقائد زارع الأمل ، والوعد الصادق ، والحكيم والبطل ، وللنصر بيارق ، ومثلما ينتظر العدو متربصا كاللص ، واقفا على رجل ونص ، ينظر المحبون اليك ، ولسان حالهم لبيك
6-8-2021
صباح القدس للحقيقية قبل العدالة وشرطا لها ، فالعدالة دعوة جميلة لكنها نهاية طريق تشكل الحقيقة أولها ، فتعالوا ندقق بمعنى الدعوة للعدالة بدون الحقيقة ، فما هو المعيار وما هي الطريقة ، انها خداع بصري يقوم على وضع الدماء في كفة وطلب ثمن يقابلها ، وهكذا تصير العدالة ارضاء للغضب وثأرا من غير الذي كان السبب ، وبدلا من العدالة الواحدة ، تصير العدالة بلا الحقيقة وجهة نظر ، فتخفي تصورا لحقيقة وفقا للإنتقام ، وبدلا من أن يكون القضاء فيها المبتدأ يصير الخبر ، ويتحول الحق إلى لعبة صانع الإعلام ، وبدلا من انتظار القضاء ننتظر القدر ، لهذا نسمعهم يقولون بالعدالة ولا يقولون بالحقيقة شرطا سابقا ، لأن المطلوب أن يبقى الحق في فوضى الروايات غارقا ، والكذبة الرائجة ان من ليس لديه شيئ يخاف منه ، يمتثل لطلب القضاء وان كان بريئا يعفو عنه ، فهل هذا صحيح ، وهل تقول التجربة السابقة بصحة التصريح ، ألم يصدق الضباط الأربعة قبل سنين ، انهم بتصرف العدالة لن يظلموا امام المحققين ، وماذا كانت النتيجة ، غير الظلم بداعي العدالة قبل الحقيقة ، أو تزوير الحقيقة والشهود بألف طريقة وطريقة ، والغبي وحده يسلك الطريق المفخخ مرتين ، الم يكن التحقيق الدولي موضع الثقة ، وقيل ان القضاء اللبناني لا يملك اهلية البحث عن الادلة الموثقة ، ولا تقنيات البحث ونزاهة عدم التسييس ، ومن زور التحقيق الدولي وتلاعب بالوقائع ، سيلعب بالمحقق العدلي في الوقت الضائع ، فتعالوا الى الحقيقة والحقيقة تحرركم ، والحقيقة تبقى أصل المسألة ، وهي بسيطة ببساطة الجواب على الأسئلة ، هل جاءت النترات الى مرفأ بيروت بمحض صدفة وبقيت بمحض اهمال وانفجرت بمحض تقصير ، وان كانت كذلك فيجب اتهام اليونيفيل المسؤولة عن مراقبة البحر ومنع تسلل اي سلاح او مصدر للتفجير ، او مطالبتها اولا وقبل الآخرين بتقديم تفسير ، فقبل سؤال الوزير والمدير والسؤال واجب ومشروع ، وجب سؤال من يفتش حمولة انابيب المياه خشية استعمالها في صناعة السلاح ، هل غاب عنه او تغابى عندما اتصل الامر بالاف اطنان المتفجرات ، وان لم تكن محض صدفة ومحض اهمال ومحض تقصير بل مؤامرة ، يعود السؤال لفرق التفتيش الحاضرة ، لماذا تغاضت عن تهريب وتوضيع المتفجرات في هذه الخاصرة ، وبالمناسبة وفقا لتقنيات التفتيش السائدة ، ستضيئ أجهزة الرقابة كلما مرت في البحر بموازاة ابواب العنبر  ، فلم كانت اعصاب المفتشين باردة ، ولم تطلب التخلص السريع من مصدر الخطر ، أما كذبة الحديث عن حاجة الدولة السورية فتلك هاتوا غيرها ، لان مصانع النترات في سورية بقيت تنتج أضعاف هذه الكمية ، وطريق الاستعمال المنطقي الوحيد للمتفجرات البدائية ، يعرفها حتى الذين يحتاجون في علوم المتفجرات إلى محو أمية ، فالجهة الوحيدة الممكنة هي مجموعات محاصرة عدائية ، تفخخ السيارات وتملؤها بالنترات لنقص المتفجرات ، وهذا قد يفسر سر التغاضي ، في ذروة حرب كان البعض الداخلي والخارجي شريكا فيها ، وهل تذكرون في الماضي ، تزويد جماعات الإرهاب بالحليب والحفاضات ، واستقبال قادتها كرموز للمعارضات ، وكيف وزعت عليهم اوسمة الديمقراطية ، ولم ننس وزير خارجية فرنسا الذي قبل جبين الحاراتي ، وقال انه يرى فيه مستقبل سورية الآتي ، فهل كانت البحرية الفرنسية من سهل دخول المتفجرات ، ولهذا سارع رئيسها للحضور وجلب المساعدات ، ولهذا تهربوا من دعوات البعض لتحقيق دولي ، لستر الفضيحة ، ومنعا لطرح سؤال اولي ، بصورة صريحة ، عن دور الرقابة البحرية ، في ترك المتفجرات تدخل وتبقى بكل حرية ، ولذلك تبقى الحقيقة الصحيحة ، اساس العدالة المنشودة ، والا صارت العدالة لعبة مكشوفة ، لتصفية الحسابات ، والعدالة ليست انشودة ، والحقيقة ليست ارجوحة ، ومن يخشى من كشف المستور  وحده يفبرك شهود الزور ، هكذا كان الفيلم الأميركي الطويل  ، ومثله الفيلم الفرنسي الهزيل .

2021-08-13 | عدد القراءات 2222