كتب المحرر السياسي
أن يجد مدير المخابرات الميركية وليم بيرنز في ذروة الإنشغال بلمفي تطورات أفغانستان والتحضير لمفاوضات فيينا ، مساحة للإهتمام بمتابعة التفاصيل اللبنانية ، فذلك لأن واشنطن التي تتهيأ للرحيل من المنطقة تسعى لتوفير توازنات تحيط بكيان الإحتلال تمنع الإنزلاق الى مواجهات باتت على يقين انه عاجز عن مواجهتها متفردا ، بمثل اليقين بأن عليها تجنب الإنزلاق إليها ، لذلك تعتقد مصادر واكبت زيارة بيرنز الى بيروت التي كشفت عنها صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي يمولها ولي العهد السعودي ، أن الحركة الأميركية تتركز على قطع الطريق أمام توافر الشروط التي تعتقد ان حزب الله ربط تدخله في سوق المحروقات بتوافرها ، فهي تدرك ان اللحظة التي يجلب فيها حزب الله المحروقات من إيران ستشكل تحولا كبيرا في المسار اللبناني ، حيث سيتسع حجم سوق المحروقات المستهدف ليطال الفيول للكهرباء ويشمل كل احتياجات السوق اللبناني وليس الضروري منه لحال الطوارئ كما قد تكون البداية ، وهذا سيعني تأثيرا إيجابيا على سعر الليرة يجهض كل تداعيات التأزيم التي يعيشها الوضع الإقتصادي ، فإلغاء الطلب على الدولار لإستيراد المحروقات سيعني انخفاض سعر الدولار الى 7000 ليرة حسب الخبراء ، وهذا بديل أفضل من الدعم لأن سعر صفيحة البنزين سيثبت عند ال80 الف ليرة وسعر صفيحة المازوت سيثبت عن سعر ال50 ألفا ، وستكون الإنعاكسات الأخرى لتثبيت سعر الصرف المنخفض أكثر من أن تحصى ، وسيكتب ذلك الإنجاز لحزب الله وإيران ، أما الشروط التي يسعى الأميركيون لعدم توافرها فهي ، كما فهمت من كلام سابق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، اليأس من قيام الدولة بمسؤولياتها والمدخل هو وجود حكومة تتحمل المسؤولية ، والرفع الكامل للدعم دون وجود بدائل تخفف على الناس ، وهذا يعني ان على الاميركي التحرك لتسريع تشكيل الحكومة والحفاظ على الدعم حتى يبدأ العمل بالبطاقة التمويلية وتوفير تمويلها ، وقد حملت الساعات الماضية ما يوحي بأن حركة السفيرة الأميركية دوروتي شيا قد نجحت بترجمة خطة بيرنز ، فقالت مصادر سياسية ان شيا نقلت تمنيا للرئيس السابق سعد الحريري بوقف حملاته التي يفهم منها السعي لعرقلة ولادة الحكومة ، وطلبت من الرئيس المكلف تقديم كل تسهيل ممكن لولادة سريعة للحكومة ، كما نقلت لحاكم المصرف المركزي التمنيات بعدم وقف الدعم ، واعدة بتسهيلات أميركية لفتح الإعتمادات لدى المصارف الأميركية ، وقالت المصادر ان نتائج ذلك لم تعد خافية سواء في ملف الدعم وفتح الإعتمادات ، أم في ملف الحكومة .
2021-08-18 | عدد القراءات 1698