صباح القدس لصواب الرؤية والتحليل والحقيقة لا تقوم على التأويل بل على حسن الإسترشاد بالدليل ، وكل شيئ يقول ان اميركا هزمت في أفغانستان وانها ليست ضمن خطة منسقة مع طالبان ، الا في العقول المهزومة ، التي لا تستيطع أن ترى ان واشنطن مأزومة ، وتراها سوبر قوة عقلية ، وسوبر قوة عسكرية ، وترى أنها حتى عندما تهزم ، قد كانت تعلم ، وخططت لكل التطورات ، ورسمت لها المسارات ، وان بديلا جهنميا قد اعد كبديل ، حتى لو خرج قادتها يقولون هزمنا وتفاجأنا ، وتحدث قادة الناتو عن الخروج الذليل ، وقالوا لو عرفنا الخاتمة ما بدأنا ، سيخرج من يقول هذا تمثيل ، ويضحكون علينا لنصدق بالقول أخطأنا ، أليس هذا ما حدث عندما هزمت إسرائيل ، وقالت بدأنا الحرب وعلقنا ، فقال البعض انها لا تهزم الا اذا شاءت ، وان الاحوال قد ساءت ، فتلك عقول مصابة بعمى الألوان ، وضعف البصر والبصيرة ، وثمة متلازمة العلاقة بين الضحية والجلاد تسكن عقول المصابين بالإستعباد ، وليسوا بالضرورة عملاء ، يسوقون لنظرية القوة التي لا تقهر ، بل بينهم شرفاء مصابون بعقدة النقص و أكثر ، ويبقى الأهم ان صفحة جديدة تفتح في الشرق ، وان ايران غدا ستصعد بقوة البرق ، كقوة تدير ملفات الإستقرار والإقتصاد ، من أفغانستان الى البحر المتوسط ، والنموذج سيبقى في كيف تدار البلاد ، وكيف تخطط ، سيتعلم الأفغان كيف يمنحون للإسلام مضمون الحرية ، وتجربة إيران تسهل عليهم المنهجية ، وطالبان بالمناسبة ليسوا من السلفية الجهادية ولا من الوهابية ، بل هم حنفية صوفية ، لا يؤمنون بالتكفير ، ولا بالحروب المذهبية ، ولو اعلنوا جمهورية أو إمارة ، المهم انهم ليسوا صناعة السفارة ، أليس بيننا من يصفق لممالك وامارات ، تحكمهم السفارات ، ولمن يريد معرفة الأصول فهم طلاب الشريعة واسمهم من هنا ، والحكاية تطول عن تحولاتهم السريعة بعيدا عن الخيارات المرتهنة ، وهم بخلاف القاعدة وداعش والنصرة ، حركات بلا اوطان ، فهم حركة من الأفغان ، مشروعها استلام الحكم في بلادها ، تخطئ وتصيب وتتعلم وتحاول ، ومقتضيات الحكم ستفرض عليها الكثير من الواقعية ، لتكتشف ان الحفاظ على امجادها ، يفرض حفظ الجار في الدول والمنازل ، والإبتعاد عن الأفكار الرجعية ، والأهم أن ليس بمقدورهم خوض حروب عبر الحدود و قبله خطر الفتنة الداخلية موجود ، فينفجر انجازهم ، ويسقط اعجازهم ، وتتشتت ريحهم ، ويبهت تصريحهم ، وكل هذا في كفة ، والهزيمة الأميركية في كفة ، فما كتب قد كتب ، بمعزل عن الغد ، ان الغزو قد شطب ، كطريق لحكم اي بلد ، وان الذين انبهروا بالاحتلال وهللوا ، يعضون اصابعهم اليوم من الندم ، ويقولون انهم ضللوا ، وهم يعانون الألم ، فهل من عندنا مثلهم حللوا ، او حسبوها بالورقة والقلم ، كيف ان الاميركي سيد الانسحاب السريع ، وأول من يشتري ويبيع ، وان ليس للناس الا اوطانها ، وان لا خير للبلاد الا بسكانها ، فتلك هي العبرة الاساسية ، وتلك هي المدرسة السياسية ، ومنها انك قد لاتضطر لتربح الحرب ان تطرد الاحتلال ، فقد يفاجئك بالانهيار ، وما عليك الا الصمود والانتظار ، فعندما يصيبه اليأس من الإنتصار ، سيبدأ بالتشكك ، بمبرر البقاء ، ويبدأ بالتفكك ، عندما يوقن بحتمية الفناء ، وهذا ما يجب ان نضعه في الحساب ، عندما نفكر بالمقاومة لكيان الإحتلال ، بأن بعض الصبر والعذاب ، سينتهي به بالزوال ، فهل سمعنا البكاء والعويل ، كيف يصدر من اسرائيل ، عن الخيانة الاميركية ، وخطورة اعتماد الكيان على حسابات واشنطن ، وهي بتعدد لغاتها ، بالف لهجة ترطن ، فقد تبيع عقوباتها ، لتتجنب المواجهة ، وقد تجد اسرائيل انها ذات يوم فاتها ، ليست الا واجهة ، وعندما تدق ساعة النفير ، لن تجد بجانبها أحد ، وستجد بوجهها كل شعوب المنطقة ومقاوماتها ، وسيخرج لها ابناء البلد ، وتخرج الأمة بقاماتها ، لتعلن ان الحرب انتهت ، وان الرياح لم تجري كما السفن اشتهت ، فاحزموا الحقائب يا مستوطنين ، لقد سقط الكيان اللعين ، ومن لا يصدق فليسأل ان كان ممكنا توقع مشهد الطائرة ويعلق على الاجسام المتطايرة ، ويعرف ان مستقبل المجتمع المدني المعلق بالدولاب ، كمستقبل الإرهاب ، ولا مناص من التسليم بالحقيقة ، سواء بالحبر او بالصواريخ الدقيقة - ناصر قنديل
2021-08-18 | عدد القراءات 1866