سفينة المقاومة انطلقت من إيران نحو لبنان ...وواشنطن تسابقها برفع عقوبات لتمرير الغاز والكهرباء
نصرالله : السفينة أرض لبنانية * لتسريع الحكومة *معادلة القدس قائمة * العراق الساحة المقبلة
هل يسحب الأميركي الفيتو عن اقلاع المسار الحكومي لقطع الطريق على تحول السفن الى مسار؟
كتب المحرر السياسي
رغم السجال الحاد المتعدد الأطراف الذي شهدته الجلسة النيابية ، في ظل المقاربات الخلافية حول مضمون رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمجلس النيابي على خلفية الموقف من قرار حاكم مصرف لبنان التوقف عن تمويل الإستيراد بدولار مدعوم على سعر ال3900 ليرة للدولار ، لم يخطف هذا السجال الضوء عن قرار حزب الله الذي أعلنه أمينه العام السيد حسن نصرالله ببدء مسار سفن المحروقات من إيران إلى لبنان وما رافقه من تداعيات ومواقف ، فالسجال الذي إنتهى بمواقف قواتية عبر عنها النائب جورج عدوان بلغة تهكمية على مقاربة التيار الوطني الحر للملف الحكومي ، وبتلويح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بإستقالة نوابه ، ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري عليه بالقول ، لا أحد يهدد المجلس النيابي ومن يريد الإستقالة فليستقل ، لم يتحول الى الحدث السياسي الأول الذي بقي محجوزا مكانه لمسار التسابق الذي أطلقته واشنطن عبر سفيرتها في بيروت مع سفن المقاومة بإعلانها عن خطوات أميركية لرفع العقوبات من طريق خطوات كان لبنان يطلبها منذ زمن لتسهيل استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية ، وكانت واشنطن تعطلها بعقوباتها المفروضة على سورية ، رغم تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي والملك الأردني عبدالله الثاني .
خطوة حزب الله التي أعلنها السيد نصرالله في كلمته في ذكرى عاشوراء ، أرفقت بكلام واضح لنصرالله موجه للأميركيين و"الإسرائيليين" يرفع مستوى حماية السفن الى حد الإتسعداد للدفاع عنها بالقوة ، وفق معادلة نصرالله "السفن أرض لبنانية " ، وكانت كلمة السيد نصرالله قد شددت على الدعوة لتسريع تشكيل الحكومة ، بينما ركزت إقليميا على تثبيت معادلة الدفاع عن القدس يساوي حربا إقليمية ، وعلى تأكيد الهزيمة الأميركية في أفغانستان وإعتبار العراق ساحة المواجهة المقبلة حتى اخراج القوات الاميركية منه ، وجاء رد الفعل الأميركي السريع بما حملته السفيرة الأميركية دوروتي شيا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إتصال هاتفي حول تلبية الطلب اللبناني بإستثناء إتسجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية من عقوبات قانون قيصر المفروض على سورية ، ليؤكد ان حزب الله أقام حساباته بدقة وأن واشنطن قررت الهروب من المواجهة الى التسابق لخلق واقع لبناني يقيد حزب الله ويحول دون تحول خط البواخر الى مسار ثابت .
مصادر إقتصادية قالت ان بقاء الأزمات المفتوحة في قطاع المحروقات مع رفع الدعم وغياب الحكومة سيجعل حزب الله معنيا بتثبيت مسار السفن بما يلبي الحاجات ىالساسية للسوق اللبنانية ، خصوصا المستشفيات والأفران والمولدات ، ورأت ان لهذا المسار نتائج كبرى على السوق ، فهو سيسقط منظومة الإحتكار والتهريب بدخول لاعب كبير غير قابل للإغراء بتقاسم الأرباح الى السوق ، وسيسحب من طريق الطلب على الدولار كتلة ضخمة هي تلك المطلوبة لتمويل إتسيراد المحروقات ، والتي تمثل اليوم 60% من الطلب على الدولار ، ما سينعكس تثبيت لسعر الصرف بعد تحسن سعر الليرة ، وهذه النتائج كافية للقوا بأن سياسة واشنطن لإسقاط لبنان على رأس حزب الله قد إنقلبت على أصحابها فسقط لبنان في حضنه ، كما حذر الإسرائيليون وصرخوا مناشدين أصدقاءهم وحلفاءهم العرب والغربيين وفي طليعتهم أميركا ودول الخليج لعدم ترك لبنان لخطة حزب الله ، كما قالت صحيفة معاريف قبل أسبوعين على لسان كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية الحاليين والسابقين ، واذا قرات حركة التفاعل الأميركي السريعة باتجاه تجاوز العقوبات كتعبير عن مكانة الملف على طاولة الإهتمام الأميركي ، على أعلى المستويات التي يستدعيها قرار بحجم رفع العقوبات ، فإن الساؤل المطروح هو هل ستصل واشنطن الى الضغط لتسريع ولادة الحكومة وتزيل التحفظات التي كانت تضعها وتشكل مناخا لتعقيد المشهد الحكومي ، فتصير معادلة حكومة سريعة لإرباك مسار السفن بدلا من لا حكومة لإرباك المقاومة بالفراغ والفوضى ؟
2021-08-21 | عدد القراءات 2006