نصرالله :السفن مسار وليس باخرة او بواخر ...ولدينا عرض إيراني للتنقيب عن النفط والغاز تداعيات سفينة المقاومة : تأمين الدعم على ال8000 ليرة حتى بدء العمل بالبطاقة

نصرالله  :السفن مسار وليس باخرة او بواخر ...ولدينا عرض إيراني للتنقيب عن النفط والغاز 
تداعيات سفينة المقاومة : تأمين الدعم على ال8000 ليرة حتى بدء العمل بالبطاقة 
ميقاتي يحدد نهاية الشهر كمهلة لولادة الحكومة ...والأمتار الأخيرة بلغت الوزيرين المسيحيين
كتب المحرر السياسي 
على إيقاع ما بعد الهزيمة الأميركية في أفغانستان ونهوض المقاومة في فلسطين ، تحركت سفن المقاومة من إيران ، وفرض هذا المشهد المثلث حضوره على السياسات الأميركية ، مطلقا تحركا لمسابقة المقاومة وسفنها تحت شعار إسقاط أسبابها ، بالإيحاء بأن زمن الحلول الأميركية قائم وقادر على مواجهة التحديات ، التي خلقتها السياسات الأميركية نفسها أملا بإسقاط المقاومة في مستنفع هذه الأزمات ، وواشنطن اليوم تكتشف ان المقاومة نجحت بتحويل التحدي الى فرصة وراحت ستابق الزمن لإغلاق الباب أمام الفرصة ، وبحساب الزمن يبدو ميدان السابق الوحيد المجدي والذي يحكم من خلاله على الجدية الأميركية هو تسهيل ولادة الحكومة الجديدة ، التي لا يزال بيد الأميركيين مفاتيح ولادتها وأقفال منعها من الولادة .
في جديد تداعيات خطوة المقاومة ببدء إستيراد المشتقات النفطية من إيران بالليرة اللبنانية ، كانت عودة مصرف لبنان عن قرار وقف الدعم وإبتداعه مخرجا يسمى بإقراض الدولة لمواصلة الدعم على سعر ال8000 ليرة للدولار ، وهو مخرج كان موجودا قبل إنطلاق سفينة المقاومة ، لكنه كان مرفوضا من المصرف وبقدرة قادر او تدخل سفارة صار ممكنا ، كما كان رفع الحظر عن عبور الغاز المصري والكهرباء الأردنية للأراضي السورية ممكنا وممنوعا وصار مسموحا ، والقرار الحكومي الذي ترجم هذا التبدل في موقف مصرف لبنان سيعني تأجيل رفع الدعم حتى ولادة البطاقة التمويلية وتفعيلها قبل نهاية أيلول ، ما يعني ان الأزمة ستنتقل عندها الى مرحلة جديدة تجعل السفن الإيرانية ضرورة قصوى سواء لتأمين المشتقات النفطية بسعر معقول عند رفع الدعم ، أو لتخفيف الضغط على سوق الصرف وفرملة الإرتفاع المتوقع لسعر الدولار وبالتالي لأسعار المشتقات المتسوردة ، طالما ان السفن الإيرانية وحدها سيتم تسديد قيمتها بالليرة اللبنانية .
المقاومة تحدثت بلسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، وأعلنت أن الأمر ليس سفينة ولا سفن بل مسار ممتد ومستمر طالما البلد في أزمة ، وطالما الناس تعاني ، مؤكدا ان المشتقات المستوردة ستخضع في توزيعها لسلم أولويات ينطلق من كونها مخصصة لكل الشعب اللبناني وليس لحزب او فئة او طائفة او منطقة ، مشيرا أن المستشفيات ومصانع الأدوية والأمصال والأفران تقع في طليعة سلم الأولويات ، وكان ملفتا ترحيب السيد نصرالله بما أوحت السفيرة الأميركية دوروتي شيا أنه قيد التنفيذ ، لجهة مشاريع نقل الغاز من مصر والكهرباء من الأردن ، متمنيا النجاح لهذه الخطوات لتخفيف المعاناة اللبنانية ، رغم ما اوضحه مما تفضحه الموافقة الأميركية على رفع الحظر لجهة مسؤوليتها عن الحصار والمنع ، مضيفا ان هذه المشاريع تستدعي التحدث مع سورية بصورة لائقة من جهة وإلى وقت لا يقل عن ستة شهور من جهة أخرى ،  لكن السيد نصرالله فجر مفاجأة جديدة في إطلالته أمس ، تشبه ما سبق وأعلنه عن العرض الإيراني لتأمين المشتقات النفطية بالليرة اللبنانية ، قبل ان يقول ان المقاومة ستضطر للقيام بمهمة الإستيراد طالما ان الدولة تلكأت عن التعامل بالجدية اللازمة مع هذا العرض ، وفي الجديد قول نصرالله ان هناك عرض إيراني لإستخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية بعيدا عن إنتظار الإذن الأميركي والقبول "الإسرائيلي" ، داعيا للتعامل مع هذا العرض بجدية ، وهو ما قالت مصادرسياسية أنه قد يسلك طريقا مشابها لطريق إستيراد المشتقات ما لم يتم النظر اليه جديا من المؤسسات الرسمية .
المسار الحكومي الذي يشكل الإمتحان الأهم لكشف حجم الحركة الدولية وفي طليعتها التسهيل الأميركي لمعالجة الأزمات المتراكمة ومنع الإنهيار ، يدخل مرحلة مفصلية خلال الأسبوع المقبل ، وفقا لمصادر سياسية تتابع بإهتمام الحوار بين رئيس الجمهورية العماد ميش ال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ، فالإمتحان داخلي ايضا كما هو خارجي ، وفي الشق الداخلي كشفت المصادر عن أن المهلة التي حددها الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة هي نهاية الشهر الجاري ، وأنه ما لم تنته الأمور بولادة حكومة قبل نهاية المهلة فالإعتذار سيكون هو الخيار المطروح على الطاولة ، وتقول المصادر أن الأمتار القليلة التي أشار إليها الرئيس ميقاتي قبل أسبوع تم التقدم منها الى نهاية المنسار رغم التبدلات التي لحقت بهيكلية توزيع الحقائب والطوائف في ضوء طلبات الكتل النيابية ، وأن المتبقي عمليا الإتفاق على إسمي الوزيرين الأخيرين ، اللذين كان موضع إتفاق مبدئي على تسميتهما  بالتشارك بين الرئيسين ، وفيما تقول أوسط تكتل لبنان القوي أن الرئيس عون منفتح بكل إيجابية على صياغة هذا التفاهم وتذليل بعض العقبات التي تمثل روتوشات على ما تم إنجازه ، تقول أوساط متابعة لحركة الرئيس ميقاتي ان النقاش حول إسمي الوزيرين سيكشف قضية الثلث المعطل فمرونة رئيس الجمهورية في التوصل لتلفاهم عليهما تعني صدقية الإعلان عن عدم سعي رئيس الجمهورية لثلث معطل والتعنت في مقاربة التسمية عند أسماء معينة تحتسب ضمنا على الفريق الرئاسي سيعني التمسك بالثلث المعطل وبالتالي فشل المسعى الحكومي ، وعندها سيكون إعتذار الرئيس ميقاتي على الطاولة .

 

2021-08-23 | عدد القراءات 1245