لبنان يودع اليوم إمام الفقراء والإعتدال والمقاومة ...وبري : كنت ترابا يمشي ...بأمان الله يا مولانا
ستة أسرى فلسطينيين يشقون نفق الحرية ...كيان الإحتلال في ضياع ...الإرادة تقهر التفوق
المسار الحكومي في العناية الفائقة حتى الأربعاء ...لتظهير الصورة الملونة للأبيض والأسود
كتب المحرر السياسي
إستفاقت المنطقة ومنها لبنان على نبأ هز كيان الإحتلال وأطلق الفرحة بين صفوف الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ، مع نجاح ستة اسرى فلسطينيين محكومين بالسجن المؤبد ، بكسر الأسر والخروج الى الحرية ، عبر شق نفق إستغرق شهورا وربما سنوات ، فشلت مخابرات الكيان وأجهزة أمنه في اكتشافه او الوصول اليه ، ونجح الأسرى المقاومون في بلوغ الخوايتم التي رسموها لخطتهم المتقنة ، ولاقوا شمس الحرية صباح أمس خارج السجن ، مؤكدين قدرة الإرادة على هزيمة التفوق ، بينما إستنفر الإحتلال جيشه ومخابراته ، وفشل حتى ساعة متقدمة من صباح اليوم من معرفة أي معلومة يمكن ان تقوده اليهم ، وسط تكهنات متفاوتة بين لجوئهم الى بلدتهم جنين أو تجاوزهم لحدود فلسطين نحو الأردن او الجولان او جنوب لبنان ، كما قالت تحليلات مخابرات كيان الإحتلال ، بينما إنشترت تحذيرات فلسطينية من أي تفعيل لصيغ التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلطسينية ومخابرات الإحتلال ، وصولا لتصنيف كل من يمد يد التعاون للإحتلال بالخائن الذي يستحق الموت ، بينما خرجت بيانات للفصائل ومن بينها حركة فتح تفخر بالإنجاو وتدعو لإحتضانه خصوصا ان الأسرى الأبطال ينتمي خمسة منهم الى حركة الجهاد الإسلامي والسادس هو زكريا الزبيدي أحد قادة كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح ، التي يشغل الزبيدي عضوية مجلسها الثوري .
أما اليوم فينشغل لبنان بوداع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ، الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان ، الذي تشارك اللبنانيون في نعيه على إختلاف إنتماءاتهم الدينية والسياسية والمناطقية ، بعدما جسد خلال مسيرته الطويلة مواقف ثابتة في الحرص على الوحدة الوطنية والتمسك بمشروع الدولة القوية العادلة ، ورفضه للتمييز الطائفي والتعصب والتطرف ، وكفاحه المستميت بوجه الفتنة بمثل نضاله المستمر بوجه كيان الإحتلال والعدوان ، دفاعا عن لبنان ونصرة لفلسطين ، مستحقا بمواقفه وتاريخه لقب إمام الفقراء والإعتدال والمقاومة ، وقد تواصل تقبل التعازي برحيله لليوم الثاني أمس وسيتواصل اليوم وليومين لاحقين ، بينما كتب رئيس مجلس انلواب في وداعه كلمة مؤثرة عبرت عن رفقة الدرب الطوليلة التي جمعتهما ، فخاطبه بالقول ...يا مولانا بأمان الله ، وعهدنا ان يبقى جسدك الذي كان تراباً يمشي… بأن يصبح تراباً تشرئب منه أشجار بحجم قامتك الكبيرة نعلّق عليها ابداً ودائماً فاتحة الكلام .
الملف الحكومي وسط التوقعات التي صارت جزءا من معركة التجاذب بين المعنيين بالتأليف ، عبر التسريبات التي يتولاها الفريقان المعنيان ، فريق رئيس الجمهورية وفريق الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة ، وفقا للإتهامات المتبادلة ، بإعتبار الإيحاء بقرب التأليف نوع من الضغط على الرئيس المكلف لتحميله مسؤولية عدم تأليف الحكومة ، كما يقول القريبون من الرئيس نجيب ميقاتي ، أو تسريب التشاؤم التي يتهم التيار الوطني الحر فريق الرئيس المكلف بالوقوف ورائها لتوجيه الإتهام لرئيس الجمهورية بالتمسك بالثلث المعطل .
المصادر المتابعة لمسار التأليف تؤكد ان أمس لم يكن موعدا متوقعا لولادة الحكومة رغم التقدم البطيئ المحقق في حلحلة العقد ، وفقا لجدول الأعمال الذي وضعه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ، وقد نجح بتذليل عقبة تسمية أحد الوزيرين المسيحيين الخيرين اللذين يشكلان عقدة رئيسية في طريق ولادة الحكومة ، وبقيت تسمية الوزير الثاني ، ومعها حل قضية مبادلة حقيبة الإقتصاد بحقيبة أخرى لنقلها الى حصة الرئيس المكلف ، وتثبيت بديل مقبول لها في حصة رئيس الجمهورية .
المصادر تقول ان المسار الحكومي في العناية الفائقة ، وليس هناك ما يقول انه في دائرة الخطر فحالته مستقرة ، والتحسن بطيئ ونسبي لكنه مستمر ، والأربعاء موعد مناسب للتقييم لمعرفة نتائج الصورة الملونة وتظهيرها ، بالخروج من الأبيض والأسود ، فيظهر ما اذا كانت الولادة وشيكة أم أن الأمر يحتاج للمزيد من الوقت ، طالما ان الإعتذار مستبعد ، والفشل ممنوع ، وفقا للمناخات الخارجية والداخلية المحيطة بفريقي التأليف ، وقد باتت متعددة ويصعب تجاهلها ، مع دخول التنسيق الفرنسي الإيراني على الخط ، وتحرك ثنائي المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خلايل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل على خط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، رغم إنشغالهما بمراسم العزاء برحيل رئيس المجلس افسلامي الشيعي الأعلى ، فيما سجلت إتصالات أميركية مباشرة على مستوى أعلى من السفيرة الأميركية في لبنان بمراجع معنية بالمسار الحكومي تأكيدا على الحاجة لتسريع ولادة الحكومة العتيدة .
2021-09-07 | عدد القراءات 1724