هل يملكون شجاعة الإعتذار ؟
كتب ناصر قنديل
- تقدم تجربة استقدام سفن المحروقات الإيرانية من قبل حزب الله ، بالإضافة لتداعياتها على المشهد السياسي الإقليمي والمحلي ، سواء لجهة بدء تفكيك نظام عقوبات قانون قيصر الذي فصل سورية عن جوارها وخصوصا لبنان ، أو لجهة تسريع المسار الحكومي ورفع الحظر الأميركي الذي منع ولادتها لأكثر من سنة ، فرصة أخرى لا تقل اهمية لمعاينة المشهد السياسي والمستوى المرضي الذي يقع تحت وطأته .
- خرجت قيادات عريقة ومتمرسة في العمل السياسي والحزبي مع بدايات الإعلان عن مجيئ السفن ، يستحضرون معادلات تحدثوا عنها بثقة ، ومع مرور أقل من شهر تهاوت كلها كبيوت الرمل ، فقالوا ان ليس لدى إيران مازوت وبنزين ترسله الى لبنان ، وثبت العكس ، وقالوا ان ليس للإعلان عن السفن الا للإستهلاك الإعلامي وغير قابل للتنفيذ ونفذ ، وقالوا ان مجيئ اي سفينة من ايران الى لبنان او الى سورية ونقل مخزونها برا الى لبنان سيجلب عليه العقوبات الأميركية ، فاذ بواشنطن تنقلب نحو فك بعض هذه العقوبات عن لبنان وسورية لتسهل استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري ، ولا عقوبات ولا من يعاقبون ، وقالوا ان مسار السفن لن ينجو من تعريض لبنان لخطر حرب اسرائيلية ، لكن "إسرائيل" انكفأت وإختبات من المواجهة .
- أمام قوة الوقائع ليست القضية قضية رأي مختلف بل صدق وكذب ، ورهان على التعبئة العدائية بمعلومات ملفقة رغم فرص التحقق من صحة المعطيات ، فيظهر بصورة لا لبس فيها ان الذي يجري لا يمت للسياسة بصلة ، فهل يعتذر اصحاب الخطاب الذي تهاوى بالضربة القاضية ، وهل تتحرر بعض الأقلام التي كانت تمتدحهم وتوجه اليهم سهام النقد ، فيعود للرأي قيمة ، وهل يحاسب الرأي العام الذي تعتبره هذه القيادات جمهورها ، قياداته على استخفافها به واطعامه مجموعة أكاذيب بخلفية الحقد والكيدية فقط ؟
- ان لم يحصل شيئ من هذا سيكون واجبا علينا التحقق من موت السياسة في لبنان ، بكل أسف !
2021-09-15 | عدد القراءات 1624