استعداد أميركي "إسرائيلي" لعودة الإتفاق النووي
كتب ناصر قنديل
- خلال شهور الإنتخابات الرئاسية الإيرانية وما رافقها وما تلاها ، إنقلبت القراءة الأميركية وتاليا الإسرائيلية ، لمسار التفاوض حول الملف النووي الإيراني ، وقد سيطر على مفاوضات فيينا في جولاتها الستة ، مناخ أميركي مساند إسرائيليا ، عنوانه أن إيران تحتاج العودة للإتفاق أكثر مما تحتاجه أميركا و"إسرائيل" ، وان مزيدا من الضغط والتشدد سيسمح ببلوغ الهدف وجعلها تدفع ثمن هذه الحاجة .
- كان الرهان الأميركي الإسرائيلي على مقايضة تقوم على رفع نسبة اساسية من العقوبات الأميركية على إيران ، والحفاظ على بعضها بصورة مموهة وملتبسة ، مقابل عودة ايرانية للإلتزامات وفوقها ضمانات لأمن "إسرائيل" ، تتراوح من إعادة رسم خريطة إنتشار الحضور الإيراني العسكري ، ومعها قوى المقاومة ، خصوصا في سورية والعراق ، وتصل الى الآمال بفتح التفاوض على سلاح الصواريخ الإيرانية ، وعدد من الملفات الإقليمية في الخليج خصوصا .
- خلال الأيام القليلة الماضية تغير الخطاب الأميركي الإسرائيلي جذريا ، فبدأ الحديث عن خطأ جسيم وقعت فيه التحليلات الأميركية والإسرائيلية للنظرة الإيرانية للملف النووي والعقوبات ، انطلاقا من التسليم بأن إيران لاتبدو مستعجلة للعودة الى التفاوض ، وأن إيران تستثمر على الوقت الفاصل عن العودة للإتفاق لمراكمة المزيد من الإنجازات في ملفها النووي ، ما يجعلها اقرب لما يسمونه باللحظة النووية الحرجة ، اي امتلاك مخزون من اليورانيوم المخصب على درجة عالية يكفي لصناعة قنبلة نووية ، ومعه الحديث عن خيار التعاون الإستراتيجي بين الصين وإيران كبديل لرفع العقوبات ، وصولا للإستنتاج ان إنقاذ الإتفاق يتوقف على تسليم أميركي إسرائيلي بأن العودة الى النسخة الأصلية للإتفاق بكامل مندرجاتها كاف كهدف ، وأن اي وهم بنيل ما يزيد عنه سيعرض العودة للإتفاق للخطر ، وأن إيران قد لا تكون راغبة بالعودة الا من باب التزامها بتوقيعها اذا أحرجها الأميركي بالعودة غير المشروطة .
- عندما يقول الإسرائيليون بلسان رئيس حكومتهم ووزير خاجريتهم ان لا بديل جيد للإتفاق النووي ويقول الأميركيون أن لواشنطن مصلحة أكيدة بالعودة الفورية للإتفاق ، فهذا كاف لتظهير موازين القوى الفعلية التي كابر الأميركيون في ولايتين رئاسيتين لإنكارها .
2021-09-18 | عدد القراءات 1618