الحكومة فرصة... أمامها فرصة
كتب ناصر قنديل
- كثير من الملاحظات التي وردت في كلمات بعض النواب على تركيبة الحكومة وبيانها الوزاري تقع في مكانها ، وبعض الكمات المعارضة للحكومة ببيانها وسياقها تجذب السامع وتستثير القبول ، لكن في النهاية لا يمكن مقاربة الملف الحكومي الا من زاوية النزاهة الفكرية والأخلاقية ، القائمة على كون الذاهب لحجب الثقة عن الحكومة يفترض ان يكون داعيا لالآخرين الى فعل الشيئ نفسه ، وهذا يفترض به امتلاك جواب على سؤال ماذا لو لم تنل الحكومة الثقة ؟ هل يذهب البلد الى حال أفضل ؟
- الأمر الأول في التعامل مع هذه الحكومة ينطلق من كونها فرصة للبنانيين للخروج من خطر الفراغ والفوضى ، وقد كان الخطر داهما وحقيقيا ، حيث بات مبدأ وجود الحكومة مطلبا بذاته بعد أكثر من سنة من الفراغ ، مع مخاطر حقيقية لزحف الفوضى وتحولها الى خطر انفلات أمني .
- الأمر الثاني ان الحكومة تأتي في مناخ تغيير جوهري في المنطقة والمعطيات المحيطة بالتعامل الدولي عموما والأميركي خصوصا مع لبنان ، فقد بلغت سياسة الحصار سقفها ، وانتجت عكس كشيئة أصحابها مع مسار سفن المحروقات وتداعياته ، بحيث برزت مخاطر إنتقال معادلة الردع الى البحار ، فبدأت مراجعة أميركية أنتجت تراجعا ترجمه رفع الحظر الذي فرضه قانون قيصر ، وشهدنا البحث الجدي بإستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية الى لبنان عبر سورية بعدما كان مجرد الحديث بذلك محظورا .
- هذه المناخات تجعل الحكومة فرصة للبنانيين ، لكنها تمنح الحكومة فرصة الناج بتحقيق إختراقات عديدة في جدار الأزمة ، لكن عليهاان تدرك بأن أحدا لن يعرض عليها مكرمات ، بل عليها أن تمتلك شجاعة الإقدام وإتخاذ قرارات السير بجرأة نحو ما يترجم المصلحة الوطنية لتوسيع مساحة الحركة ، وفي رأس الأولويات قدرة الإنفتاح على سورية في ملفات عديدة أهمها فتح الأوساق والحدود ، وحل قضية النازحين ووقف النزيف الناتج عنها ، وصولا لدور لبنان وشركاته ومصارفه في إعادة إعمار سورية ، وتشغيل خط النفط العراقي الى طرابس ، وربط مرفأ بيروت ضمن خطة إعادة البناء بسكة حديد تصل الى دمشق وبغداد ، لتستعيد بيروت مكانتها كمرفا للمشرق على المتوسط .
- نالت الحكومة الثقة وتستحق التهنئة رئيسا وأعضاء ، على قاعدة الأمور بخواتيمها .
2021-09-21 | عدد القراءات 1645