الترسيم البحري والعلاقة مع سورية
كتب ناصر قنديل
- فتحت الإستدارة الأميركية التي تجسدت بتسريع تشكيل الحكومة أملا بتجميد إندفاعة المقاومة نحو فرض وقائع جديدة تحت عنوان كسر الحصار ، من نوع الدخول في ملف التنقيب عن النفط والغاز الذي أشار إليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، الباب لتطورات كبيرة في ملفي ترسيم الحدود البحرية لثروات النفط والغاز كصمام أمان مطلوب أميركيا لتبريد التوتر على الحدود الجنوبية ، والسير قدما بإستعادة الحيوية للعلاقة اللبنانية السورية كبوابة لمواجهة العديد من الملفات التي رافقت تفاقم الأزمة الإقتصادية ، كتبعات العقوبات التي فرضها قانون قيصر وقضية عودة النازحين السوريين .
- يدرك الأميركيون انهم بتبني رفع الحظر عن البوابة السورية عبر استجرار الغاز والكهرباء الى لبنان عبر سورية ، وتسريع ولادة الحكومة ، قد تبنوا بنودا في جدول أعمال المقاومة ، أملا بالتخلص من البنود الجديدة الوافدة الى جدول اعمالها مع قوافل السفن ومعادلة نقل الردع الى البحار ، وهم بذلك يخرجون من الرهان على القثدرة بالإمساك بزمام المبادرة كما توهموا بعد الإنسحاب من افغانستان بقدرتهم على التحكم بتوقيت لحظة التراجع ، فجاءت سفن المقاومة تبلغهم بأن المبادرة باتت في مكان آخر ، فاستداروا نحو جدول أعمال المقاومة يقبلون بنوده القديمة تفاديا لبنوده الجديدة .
- لبنان الرسمي معني بإلتقاط اللحظة والمضي قدما وبسرعة وبقوة بفرض وقائع جديدة في هذين المجالين ،مجال ترسيم الحدود البحرية وفقا لخطوط السيادة اللبنانية بلا إفراط ولا تفريط ، ومجال توسيع نطاق التعاون اللبناني السوري ، ومن المعيب ان ينتظر المسؤولون الضوء الأخضر الأميركي لكل خطوة مطلوبة ، فيكفي الإنطلاق من الإرتباك الأميركي لفرض مساحة التراجع عن الحظر وتوسيع نطاقها بالوقائع ، وهذا يستدعي مغادرة مناخ الذعر من وهم قدرة إسرائيل على المخاطرة بإدخال ملف الغاز والنفط منطقة التوتر والتصعيد ، واليقين بأن إثارة العقد مع شركة هاليبرتون له وظيفة واحدة هي فتح مسار التفاوض مجددا .
- المطلوب ان يلتقي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة لوضع خارطة طريق توافقية لهاتين المهمتين ، وحمايتهما من التجاذبات ومعارك تسجيل المواقف ، في مناخات تطغى فيها الحسابات الإنتخابية على الإعتبارات الوطنية في الكثير من القضايا .
2021-09-24 | عدد القراءات 1490