اللقاء الخماسي كتب ناصر قنديل

اللقاء الخماسي 

كتب ناصر قنديل

- في ذروة الإندفاع الأميركي في مواجهة سورية والمقاومة ولد إطار إقليمي حمل إسم الشام الجديد ، يضم مصر والأردن والعراق ، وكان واضحا من الإسم الذي حمله الإطار بغياب الشام الأصيل ، الطابع الإصطناعي لمهمته ، ومع كشف بعض المشروعات التي تم التداول بها ظهر ان القصد هو عزل العراق عن إيران وسورية ، عبر نقل الغاز والكهرباء من مصر الى العراق كبديل عنا لغاز والكهرباء الإيرانيين ، وبدا بالتوازي أن الفصل بين سورية والعراق المشتركين بحدود طويلة ، والتشاركين بالحرب على الإرهاب ، مستهدفان بمحاولة الفصل والعزل .

- في الفترة ذاتها كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يدعو لمجلس مشرقي يضم لبنان وسورية والعراق والأردن ، لقيام سوق مشتركة وتعاون أمني وإقتصادي ، وهو ما كان الحزب السوري القومي الإجتماعي قد دعا إليه قبل سنوات ، مع ظهور تنظيم داعش افرهابي كخطر محدث بدول وكيانات الإقليم مضيفا فلسطين الى الإطار .

- خلال المحاولة الأميركية للرد على سفن كسر الحصار ظهر اللقاء الرباعي الأردني المصري السوري اللبناني ، الذي جمع وزراء الطاقة في الدول الأربعة ، كنقطة إنطلاق للعديد من المشروعات التي يمكن أن تضم هذه الدول .

- التراجع الأميركي مرشح للمزيد من الوضوح والتبلور ، ومع هذا التراجع سيفقد مشروع الشام الجديد وظيفته ، خصوصا بعدما ظهرت لاواقعية المشاريع التي تم الحديث عنها ، فظهر ان الوجهة الطبيعية للغاز المصري والكهرباء الأردنية هي لبنان عبر سورية وليس العراق ، لكن ظهر أيضا أن النفط العراقي الخام الذي يربطه بكل من سورية ولبنان أنبوب يصل الى كل من بانياس وطرابلس كمحطات نقل بحري ومصافي للتكرير ، ويشكل رابطا إقتصاديا إتسراتيجيا بين العراق وسورية ولبنان ، كما أظهر الإهتمام الدولي بمرفأ بيروت فرص تحوله الى مرفأ لتخيدم الأسواق العراقية على البحر المتوسط ، والحاجة لربطه بخط سكك حديد الى دمشق وبغداد .

- الإطار الواقعي الذي يجب فتح العين عليه رسمته الجغرافيا وحركة المصالح ، فصيغة تجمع مصر والأردن والعراق وسورية ولبنان ، قابلة للحياة وتعد بالكثير من الخير للدول الخمسة ، وإطار للتنسيق السياسي والمني والتعاون الإقتصادي .

2021-09-28 | عدد القراءات 1490