ملف العلاقة مع سورية بين لبنان والأردن
كتب ناصر قنديل
- يقع الأردن سياسيا على الضفة التي يطالها التشكيك بمحاباة محور المقاومة ، وهذا يفترض أن تنسيق لبنان مع الأردن لا يقع على خط تماس سياسي يستفز الأطراف اللبنانية المناوئة للمقاومة ، والتي فاجأها ما جرى في لحظة متسارعة مع إقتراب وصول المازوت الإيراني الذي جلبه حزبي الله عبر سورية ، وفتحه لمسار تشبيك إقليمي بين لبنان وسورية والأردن ومصر ، كان ممنوعا من الجانب الأميركي بقيود العقوبات الأميركية على سورية ، أملا بأن يوفر بديلا لسفن كسر الحصار المحملة بالنفط الإيراني نحو بانياس لتعبر لبنان عبر الحدود البرية ، والمفترض أن ما مر من الوقت على تلك اللحظة ، وما أعقبها من إشارات متلاحقة دوليا وإقليميا لجهة سقوط الحظر الأميركي الذي يقيم له بعض اللبنانيين حسابا كبيرا ، لعلى أي تعاون مع سورية .
- من المهم الإنتباه الى المغزى السياسي للخطوات التي يقوم بها الأردن نحو سورية ، من زاوية موقع سياسي مخالف لسياسات محور المقاومة ، وهي خطوات متلاحقة تلت اللقاء الوزراي الرباعي المخصص لإستجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري الى لبنان عبر سورية ، فجاءت الدعوة الأردنية لزيارة تنسيق وتعاون لوزير الدفاع السوري تزامنت مع الحسم العسكري في جنوب سورية ، في ظل تعاون أردني نع الجيش السوري ، وتلاها لقاء وزير الخارجية الأردني بوزير الخارجية السوري في نيويورك ، ليتوج الأمر بالإعلان عن إستئناف العمل برحلات الطيران السورية والأردنية وقتح الحدود البرية أمام إنتقال المسافرين والبضائع ، وهذا يعني أحد أمرين ، إما أن الأردن يتصرف في ظلال ضوء أخضر من واشنطن ، رغم بعض الكلام الأميركي المخصص للإستهلاك الإعلامي ، وفي هذه الحالة تصير الخطوات الأردنية مصدر تساؤل عن سبب التردد اللبناني بفعل المثل ، أو أن الأردن يجتهد ليرسم تحركه ضمن هوامش يرسمها بنفسه وفقا لقراءته لمضمون المتغيرات الحاصلة وملاقات تلك التي ستحصل ، وهنا يصير السؤال للحكومة اللبنانية أشد إحراجا ، فهل يعقل ان يكون الأردن الذي تربطه علاقة تحالف مع أميركا وعلاقة خصومة مع سورية أكثر إستقلالا وشجاعة من لبنان وحكومته ؟
- بين لبنان والأردن علاقات تاريخية ومصلحية متشابكة ، ويربط لبنان وسورية والأردن أكثر من الجوار الجغرافي ، ففي التوقيت الراهن ، يتشابه إقتصاد البلدين بضعف موارده الإنتاجية ، ويتقاطع البلدان في حجم الأثر الكبير لملف النازحين السوريين ، وبحجم مكانة الإقتصاد السوري وقطاعاته الزراعية والصناعية في السلة الإستهلاكية التقليدية للأردنيين واللبنانيين ، ويلتقي البلدان على كونهما من البلدان الصغيرة الحجم كمساحة وسكان ، بين جيران عرب بحجم العراق ومصر ، يتطلع كل منهما لدور إقتصادي وسياسي يستثمر على الجوار ، ما يتيح للبلدين التحرك معا ، نحو صيغة إقليمية تضم الأردن ولبنان ومن حولهما سورية والعراق ومصر ، في مناخ دولي وإقليمي متسارع الخطى نحو إقفال ملفات تنتمي لمرحلة المواجهات الكبرى ، التي تستعد للترجل .
- تأتي زيارة رئيس الحكومة الأردنية الى لبنان ومعه وفد مرافق سياسي وإقتصادي ، ويملك لبنان التعامل مع هذه الزيارة بصفتها عنوان لمبادرة فتح الباب أمام لبنان لإستيعاب الرسائل المشفرة التي يتردد المسؤولون اللبنانيون في التعامل معها بشجاعة ، فهل نتفاءل بأن تكون هذه الزيارة موضع عناية المسؤولين اللبنانيين لكيفية التعامل مع المتغيرات الحاصلة والمرشحة للحصول ، بما يتخطى واجب الترحيب بالضيوف الأردنيين ، وهو ترحيب واجب طبعا .
2021-09-30 | عدد القراءات 1535