ماكرون والحنين الإستعماري كتب ناصر قنديل

ماكرون والحنين الإستعماري 

كتب ناصر قنديل

- فتح الحديث الذي أدلى به الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون حول الذين قالتوا الى جانب الإحتلال الفرنسي متجاهلا الدور الإرهابي واللاإنساني للإحتلال ، ومتجاهلا أيضا الدعوات الترايخية للإعتذار من الشعب الجزائري والدولة الجزائرية عن التاريخ الإستعماري لفرنسا وخصوصا في الجزائر ، وجاء الرد الجزائري على الرئيس ماكرون فرصة لفرنسا لتراجع وتتراجع .

- أمعن ماكرون في موقفه العنجهي والمتعالي مجسدا نموذجا للمستعمر ، كاشفا ضحالة فكرية وثقافية وإنحطاطا أخلاقيا وإنسانيا ، وجاءت المناظرة التي جمعته بشخصيات ثقافية أفريقية تحت عنوان فرنسا وأفريقيا لتفضح محدودية فهم ماكرون للمواضيع التي يتحدث عنها ، وشكل كلامه عن أن الجزائر لم تكن موجودة قبل أن تحتلها فرنسا ، مستطردا بأن فرنسا هي من أوجدت الجزائر ليرد عليه مؤرخون فرنسيون بطريقة الإستهزاء بسطحيته الثقافية وتطاوله على البحث التاريخي خلافا لبيهيات ما يعرفه المؤرخون .

- في النقاش مع الشخصيات الثقافية الأفريقية ظهر ماكرون كمجرد رجل أبيض مشبع بالعنصرية والروح الشوفينية العدائية للشعوب التي دفعت ملايين الشهداء في طريقها الى الحرية ، والتي لا يمكن للدول المستعمرة ان تزعم سعيها لعلاقات طبيعية معها دون مراجعة موقفها من تاريخها الإستعماري والإعتذار عن الجرائم التي تم إرتكابها خلال الحقبة الإستعمارية .

- بعض اللبنانيين الذين يحجبون عن أعينهم ههذ الحقيقة لا ينتبهون ان المقاربة الفرنسية للبنان لا تختلف في العمق عن المقاربة الفرنسية للجزائر .

2021-10-11 | عدد القراءات 1474