صواريخ على قاعدة التنف الاميركية على الحدود السورية العراقية ...والبيت الأبيض سنعود للإتفاق

صواريخ على قاعدة التنف الاميركية على الحدود السورية العراقية ...والبيت الأبيض سنعود للإتفاق
تفجير ارهابي في دمشق ...اصابع الإتهام نحو تركيا بتشجيع أميركي إسرائيلي ...والقومي يدين 
المبعوث الأميركي يستكشف فرص عودة المفاوضات ...ورسالة تطمين حول الإستثناء من العقوبات 
كتب المحرر السياسي 
تلقى اللبنانيون ثلاثة ضربات على رؤوسهم ، فجاءتهم الضربة الأولى مع الإرتفاع المتزايد في سعر الصرف وأسعار المحروقات بلا آمال قريبة بمعالجات تزيد قدرتهم على الصمود والعيش ، وجاءت الضربة الثانية مع تزايد القلق السياسي من الفشل الحكومي بعد تعقيد امكانية التوصل لحل توافقي لقضية التحقيق في انفجار المرفأ ، لا يزال الرهان على قدرة مجلس القضاء الأعلى على الإصغاء لنداء أهالي شهداء وضحايا انفجار المرفأ اذا تعذر الإضغاء للإحتجاجات والمراجعات النيابية والحكومية ، وتجسدت الضربة الثالثة في بقاء اللبنانيين تحت حال الذهول التي أصابتهم إثر أحداث الخميس الماضي وما اثارته من مخاوف إستعادة الصور القاسية لمشاهد الحرب الأهلية ، بينما في مواجهة كل ذلك بدت عودة الناس الى الشارع فرضية مستبعدة بعد التجربة المرة التي عاشتها الناس عندما حاولت مغادرة علبها الطائفية والحزبية نحو شارع عابر للطوائف تجمعه المصيبة ففوجئت بمحاولات تجييرها لخدة أهداف طالما كان الخلاف حولها محور إنقسام لبناني كبير وتاريخي ، كالموقف من المقاومة وسلاحها ، فعاد محبوها الى شارعهم وعاد خصومها الى شارعهم ،وبدا التقابل بين الشرعين في االخميس الأسود بديلا مرسوما لفراغ الشارع الذي جمعهم تحت عنوان الغضب والفقر .
وسط ضياع اللبنانيين وتشتتهم وشعورهم بوطأة الكارثة المركية التي ترسم مستقبلهم ، جال الموفد الأميركي الخاص بترسيم الحدود البحرية اموس هوسنتتشين على المسؤولين اللبنانيين ، متداولا معهم بفرضيات استئناف مفاوضات الترسيم ، والسيناريوهات المتوقعة للتفاوض ، وحدود التوقعات الممكنة من دور الوسيط الأميركي فيما وصفه بمحاولة بلورة تصور أولي حول دوره كوسيط ، بينما سجلت وسائل التواصل الإجتماعي إنتقادات قاسية لإستقبال المبعوث الأميركي الذي سبق وخدم في جيش الإحتلال ويحمل جنسية كيان الإحتلال والتساؤل عما اذا كان يمكن توقع دور الوسيط النزيه من هذا المبعوث ، بينما أكدت مصادر مواكبة ان المبعوث الأميركي ابلغ المعنيين ان وزارة الخارجية الأميركية وزعت رسائل تطمين على الدول المعنية بأن التعاون في استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية الى لبنان عبر سوري’ ، لن تسري عليه العقوبات المنصوص عليها بقانون قيصر الأميركي الخاص بفرض العقوبات على سورية .
وقبيل منتصف ليل أمس تواترت المعلومات التي تؤكد تعرض قاعدة التنف الأميركية للقصف بواسطة طائرات مسيرة وتلقيها عددا من الوصاريخ الموجهة ، واشتعال النيران فيها ، لم يلبث الجانب الأميركي أن إعترف بها على لسان الناطق بلسان القيادة الوسطى للقوات الأميركية ، وبقي غير معلوم ما اذا كان الهجوم قد اسفر عن سقوط ضحايا اميركيين ام لا ، فالبيان الاميركي قال ان لا ضحايا وفقا للمعلومات الاولية مبقيا الباب مفتوحا لإعتراف لاحق بسقوط ضحايا ، بينما معلومات قوى المقاومة تحدثت عن ان الاستهداف تم بخمسة طائرات مسيرة ، وثلاثة صواريخ مركزة ، وانها سقطت على اماكن تواجد الضباط والجنود ، وربط مراقبون عسكريون بين الهجوم وبيان غرفة عمليات حلفاء سورية التابعة لمحور المقاومة الذي صدر قبل أيام معلنا العزم على الرد على الغارات الإسرائيليىة  على منطقة تدمر وما اسفرت عنه من سقوط شهداء وجرحى ، واشارة البيان الى ان الغارات شنت بتسهيل من قاعدة التنف عابرة الأجواء الأردنية ، وكان ملفتا التازمن بين التحقق من الهجوم من عدة مصادر إعلامية أميركية ، وصدور بيان عاجل عن البيت الأبيض يعلن الإستعداد للعودة الى الإتفاق النووي مع إيران على قاعدة الإلتزام المتماثل ، وهو تعبير يستخدمه الأميركيون للمرة الأولى وكان الإيرانيون يدعون اليه على قاعدة اعادة الامور الى ما كانت عليه عشية ايار 2018 ، قبيل قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الإنسحاب من الإتفاق النووي ومبادرته لفرض سلسلة منا لعقوبات على إيران ، بقيت إدارة الرئيس بايدن تراهن على امكانية ابقاء بعضها في ظل العودة للإتفاق .
الهجوم على التنف بين كونه ردا اوليا على الغارات الإسرائيلية ، او كونه ردا سريعا على التفجير الإرهابي الذي استهدف دمشق واسقط عددا من الشهداء ووضعته سورية في دائرة دعم الجماعات الإرهابية التي تعاني الضغط العسكري للجيش السوري في منطقة ادلب ، وسط اتهامات لتركيا بالوقوف وراء التفجير بتشجيع اميركي اسرائيلي ، مع تشبث اميركي تركي ببقاء  قوات الاحتلال داخل سورية ، وتصعيد اسرائيلي جسدته الغارات الاخيرة ولحقتها عملية اغتيال الأسير المحرر مدحت الصالح على خط الحدود مع الجولان المحتل برصاص قناص من جيش الإحتلال ، والتفجير الذي هز دمشق وسقط فيه ثلاثة عشر شهيدا لقي ادانة واستنكار روسي وايراني ، وفي لبنان صدر بيانان عن كل من حزب الله والحزب السوري القومي الإجتماعي يدينان التفجير الإرهابي ويعلنان التضامن مع سورية وقيادتها وشعبها وجيشها .

 

2021-10-21 | عدد القراءات 1309