الفشل السوداني اخر فضائح "الربيع العربي " كتب ناصر قنديل

الفشل السوداني اخر فضائح "الربيع العربي "

كتب ناصر قنديل

- خلال سنوات ما عرف بالثورة السودانية راجت تحليلات غربية وعربية تعتبرها اول الثورات التي تحمل تجمعات مدنية ، والمقصود غير دينية ، الى سدة الحكم ، وتم التبشير بنسخة منقحة للربيع العربي تختلف عن النسخة الأولى التي انتهت بسيطرة الأخوان المسلمين على الحكم لفترة لم تلبث ان بدأت بالتراجع اما لصالح نموذج النظام السابق او نحو الفوضى والحرب الأهلية أو نحو الفشل الكامل .

- النموذج السوداني كان يمكن ان النظر اليه كتعبير غير مبرمج ومعلب لو ان أي من القوى المشاركة الوازنة سجلت اي تحفظ على عناوين لا يمكن تخيل انها موضع اجماع لدى الشرائح الحية في الشعب السوداني ، مثل المشاركة في حرب اليمن ، والتطبيع مع كيان الإحتلال ، واداء شروط الطاعة للأميركي  طلبا لشطب اسم السودان عن لوائح الإرهاب .

- سلكت القوى العسكرية والمدنية معا تحت لواء خيار سياسي سقفه حكومات الخليج والسعي لإسترضاء الأميركي ، وقالت للشعب السوداني معا ان هذا سيكون طريق الرخاء وتجاوز الأزمات المعيشية الخانقة ، لكن ما جرى تكفل بتكذيبها واسقاط مصداقيتها فبدأت تتقاذف كرة الفشل ، والتسابق على الامساك بالسلطة ومراكز النفوذ ، وكان كافيا النظر لاتفاقها على اطول فترة انتقالية تسبق الانتخابات وتمتد لأربع سنوات ، كان معلوما انها ليست الا فترة امساك هذه القوى بما يتيح لها الفوز بانتخابات ستفشل في خوضها اذا جاءت بعد شهور من تشكيل اول حكومة انتقالية كما هو حال اي ثورة طبيعية وغيرمعلية وتعبر عن المزاج الشعبي  بصدق .

- يبدو السودان ذاهبا نحو مسار أهلي صعب يتراوح بين التقسيم والحرب الأهلية والفوضى ، بعدما حصل الأميركي على ما يريد والإسرائيلي على ما يريد ، ولم يحصل الشعب السوداني على شيئ مما يريد .

2021-10-26 | عدد القراءات 1609