معارك بحر عمان من السر الى العلن
كتب ناصر قنديل
- ما كشف عنه الحرس الثوري الإيراني من تسجيلات مصورة للمعركة البحرية التي دارت رحاها في بحر عمان حول السيطرة على ناقلة نفط نجحت ايران باستعادتها ، وفرضت كلمتها العليا في نهاية المواجهة على الأسطول الخامس الأميركي ، حدث فريد وغير مسبوق ، في ظرف حساس ودقيق ، وفي منطقة شيدية الأهمية .
- الملفت أن الأميركيين الذين خسروا الجولة الحاسمة تغافلوا على الخبر ، مطمئنين الى ان عدم نشر ايران لأي معلومات عنه ، سيساعدهم في تجنب فضيحة مدوية ، فاختارت ايران التوقيت الذي يناسبها لكشف المعلومات ونشر التسجيلات التي توثق المعركة ، وبعد انكار وارتباك في موقف واشنطن وحلفائها ، اعترف البنتاغون وادعى انه اخفى الخبر رغبة في تسهيل العودة لمفاوضات فيينا .
- أهمية هذه المعركة في الخليج بين سلاحي البحرية الأميركي والإيراني أنها ترسم موازين القوى ، الأبعد من حساب أنواع السلاح وكميتها ، بل بتحديد من يملك إرادة الإستعداد للذهاب في المواجهة الى النهاية اذا اقتضى الأمر ذلك ، وهذا ما قالته المعركة ، أن واشنطن التي تتحدث يوميا عن بقاء كل الخيارات على الطاولة وبدأت تروج مجددا لتعويم الخيار العسكري في مواجهة إيران فضلت التراجع على المضي قدما خشية وقوع مواجهة أوسع ، بينما فعلت إيران العكس مضت قدما ولو كانت الكلفة مواجهة أوسع .
- معادلة معركة بحر عمان ستحكم مفاوضات فيينا ، وهذا معنى الهروب الأميركي من الكشف عنها ، وهو بالضبط تفسير الكشف الإيراني عنها ، والمعادلة هي ، ان إيران جاهزة للمضي قدما ولو كانت الكلفة مواجهة أوسع ، وأن أميركا التي تتحدث كثيرا عن خيارات أخرى غير التفاوض ، عندما واجهت ساعة الحقيقة فضلت التراجع خشية التورط في مواجهة أوسع .
2021-11-04 | عدد القراءات 1801