ليس هناك محور مقاومة في السودان وليبيا كتب ناصر قنديل

ليس هناك محور مقاومة  في السودان وليبيا 

كتب ناصر قنديل

- يصر عدد من الكتاب  وصناع الرأي العام في المنابر الممولة والمشغلة من كل مناوئي فريق المقاومة في المنطقة ، على تسويق تحليل قوامه ان محور المقاومة يتحمل مسؤولية أزمات المنطقة ، بعيدا عن الإنقسام حول القضية الفلسطينية والصراع مع كيان الإحتلال ، ويضيفون أنه حيث حل محور  المقاومة أو حيث تواجد حزب الله أو حيث كانت إيران ، حلت الحروب وحل الخراب .

- طبعا هؤلاء لا ينفون ان من يحضر مقابل محور المقاومة حيث يكون حاضرا ، هم "جماعتهم" أي مشغليهم ومعلميهم ومموليهم ، سواء كان المعني الأميركي أو الخليجي او الإسرائيلي ، ومن حق داعمي محور المقاومة هنا أن يقولوا العكس ، انه حيث حل الأميركي حل الإرهاب وأن يقدموا العراق بل الإحتلال الأميركي وبعده مثالا ، وسورية قبل الحرب وبعدها مثالا ، وأن يقولوا انه حيث حل المشروع الذي يحمله اركان الحلف المعادي للمقاومة على تنوع مشاربه وتعدد مكوناته وعمق اختلافاته ، حمل معه الحروب والخراب .

- يبقى الجدل بلا اثبات بين الفريقين الا اذا تمكن احدهما من الإتيان بمثال او أكثر على خراب وحروب يحلان حيث يكون الوجود محصورا بخصمه ، وبالطبع لن يكون سهلا على خصوم المقاومة الإتيان بمثال يقول ان ثمة بلد يتواجد فيه محور المقاومة وحيدا حلت فيه الحروب والخراب ، لأن الأزمات الوحيدة التي يمكن ملاحظتها في هذه البلدان ، هي تلك الناتجة عن العقوبات والضغوط التي تتعرض لها من الخصوم .

- التحدي الذي يواجه خصوم المقاومة هو تقديم تفسير ينسجم مع نظريتهم العبقرية "وجود محور المقاومة وحده يفسر الحروب والخراب " ، لأسباب عمق الأزمة وحجم الحرب والخراب ، والعجز عن وقف تمادي الحرب والخراب في بلدين كبيرين هما السودان الذي وعدوه بجنات تجري من تحتها الأنهار اذا سار بالتطبيع ، وليبيا التي قالوا انها نموذج الديمقراطية والرخاء الوافدين الى المنطقة تحت عباءة التغيير ، وهما اليوم مثال صارخ للبلدان حيث تدور الحرب ويتعمق الخراب ، بينما النفوذ والحضور فيهما حصرا لدول وقوى تدور في فلك إقليمي دولي سقفه واحد هو واشنطن ، فالصراع في السودان والصراع في ليبيا ، يدوران بين مكونات سقفها مرة اماراتي فرنسي مصري وسعودي نسبيا ، او تركي قطري مرة مقابلة ، او اماراتي مقابل قطري في السودان بركلة ترجيح اسرائيلية ، بانتظار الموقف السعودي والسقف الاميركي .

- انكار أن الحروب والخراب في المنطقة بتلازمان مع حضور مشروع الفوضى المنتقلة الذي وضعته السياسة الأميركية وادواتها ، على الطاولة ، يتوقف على اثبات مسؤولية  محور المقاومة  عن الإنهيارات الكارثية على كل المستويات في ليبيا والسودان .

2021-11-05 | عدد القراءات 1256