مقدمة
تحتل العنجهية السعودية وأوهام كسر الإرادة اللبنانية في مواجهة مفتعلة ، عناوين يوميات هذا الأسبوع كما توثقها صباحاته ، ويشرق جورج قرداحي كأيقونة لمفهوم السيادة والكرامة الوطنية ، ووفقا للصباحات ومعادلات الثبات فإن استعادة رعاية سعودية لتسوية جديدة في لبنان من بوابة الحصار وربط النزاع ، احلام سراب ينتمي لزمن انتهى زمانه ، واوان يستحي من أوانه ، فتنبض الصباحات بالكرامة ، وتأتي المشاركات بساتين ورد وثمر بين مقال ومقام وشعر وادب وحب وحرب وفيها زاوية جديدة للكاتب والفنان الأردني سميح التايه تحت عنوان دبوس ، وجبة من الأدب الساخر تزين الصفحة
دبوس
أنوف
تتحدّث إحدى الدراسات الفرنسية عن علاقة ما بين الأنوف الكبيرة والعبقرية العسكرية … ويستشهدون بذلك بكلٍّ من نابليون بونابرت و الإسكندر المقدوني و الجنرال الإنجليزي بيرنارد مونتجمري و شارل ديغول … يخلصون إلى نتيجة مفادها أن الأغلبية الساحقة من القادة العسكريين العظام كانوا يتمتّعون بأنوفٍ كبيرة .
شخصيّاً أعتقد أن هذه النتيجة من الممكن أن تنسحب على أيّ مكان في العالم عدا منطقتنا العربيّة … " عبد الحكيم عامر " قائد الجيش المصري في حرب أل ٦٧ كان يتمتّع بأنف عظيم … إلّا أن معركته ضد " إسرائيل " في حرب الستة أيّام كانت كارثة بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى … لقد ركضنا مذعورين في كلّ اتجاه … في البراري والبطاح … في السهول والجبال … في الصحاري والوديان طلباً للنجاة من هول الضربة الأولى… لقد ركضنا ركضاً لم يركضه ثورٌ في كرنڤال إسباني نتيجة لحماقة " عامر " و غبائه العسكري … ياسر عرفات كان يتمتّع بأنفٍ عملاق ، رغم ذلك ، كنا نجد أنفسنا عقب كل معركة عسكرية خاضها في مكان أكثر بعداً عن التماس المباشر مع العدوّ … فمن الأردن إلى لبنان … ومن لبنان إلى تونس … ومن يدري … لو قيِّض له أن يكون موجوداً بين ظهرانينا الآن ربّما كان مقاتليه يتجوّلون في شوارع " ساو باولو " في البرازيل ، يمارسون هواية الثرثرة على أنغام " الكوندور باسا " في بعض مقاهيها … المضحك المبكي أنه كان دائماً يصرّ على أن يدعى " الجنرال " .
سميح التايه
القهوة وكحلتي السوداء وفيروز وكورونا
لا طقوسَ خاصّةَ لديّ عندما يحتلّني التعبُ من فرطِ المسؤوليّاتِ اليوميّةِ الملقاةِ على عاتقي كوني أمّاً لثلاثة أطفالٍ في ظلّ ظروفٍ عامّةٍ لا تخفى على أحدٍ
و بالتّأكيد لن أبوحَ بظروفي الخاصّة فلكلّ منّا مساميره التي تستنزفُ ماتبقّى من روحهِ
لكنّ الفاصلَ الوحيدَ الذي أخلقهُ لنفسي عدّة مرّاتٍ في كلّ يومٍ هو شربُ فنجانٍ من القهوةِ .
فمنذ اللحظةِ الأولى لاستيقاظي أضعُ ركوتي الصغيرةِ على النّارِ و أنا متلهّفةٌ لأسمعَ صوتَ غليانِ الماءِ بينما صوتُ فيروزَ يصدحُ في أرجاء قلبي
( أهواك أهواك بلا أملٍ )
و أنا أتلذّذُ برائحةِ البنِّ بانتظار غليانِ الماءِ ،
أضيفُ البُنَّ إلى الماءِ المغليّ فأشعرُ أنّ رائحةَ القهوةِ تطوفُ كغيمةٍ فوق رأسي لترافقني إلى أنْ أصبَّ فنجاني و أجلسَ إلى طاولتي الصّغيرةِ في المطبخِ لأبدأ بوضعِ ماكياجي المعتادِ
(مرآة ، كحلتي السّوداء ، فيروز ، و قهوة)
هكذا أبدأُ يومي و بعدها تأخذني المشاغلُ اليوميّة داخل البيتِ و خارجهُ و كلّما شعرتُ بالتّعب الجسديّ أو الرّوحيّ أهرعُ إلى المطبخِ لأكرّر طقسيَ المقدّسَ
قد يطلب منّي أحدُ أطفالي أمراً ما
فأخبرهُ أنّني سألبّيه حالما أنتهي من شربِ قهوتي
و فعلاً فور انتهائي من شربِ القهوة أشعرُ بأنّني استعدتُ قواي المنهارة و كأنّ شيئاً قد رمّم ما تصدّع في القلبِ
مع كلّ فنجانِ قهوةٍ أشعر أنّ يومي قد بدأ من جديد حتّى لو كان الوقتُ مساءً !!!
و كلُّ عدّة أيّامٍ أشربُ فنجاناً من القهوة مع جاراتي العزيزات فأراهنَّ يضعنَ إبريقاً كبيراً من القهوةِ و يشربنَ عدّة فناجين في الجلسة الواحدةِ
أمّا أنا فلا أستطيعُ شرب أكثر من فنجانٍ واحد في كلّ جلسةٍ فتتعجّبُ جاراتي و يسألنني :
"ع أساس بتحبّي القهوة ؟!"
فأجيبهنّ :
"لأنّي بحبها بشرب منها فنجان واحد بكلّ قعدة مابحب أحسّ أنّي شبعت منها عالآخر
بدّي ضلني مشتقتلها"
الآن و بعد زيارة كورونا لجسدي و نهبهِ لحاسّتَي الشّمّ و التذوّق لم تعد تخطرُ القهوةُ على بالي
و لم أشربها منذ عدّة أيّامٍ
فقدتُ حاستَي اللّتين أحببتُ القهوةَ بهما و فقدتُ شهيّتي تجاه حبيبتي و فقدتُ طقسيَ الحبيبِ
فلا طعم و لا رائحة
بانتظارِ عودةِ إحدى الحواس على الأقلّ
سأبقى من عشّاقِ القهوةِ
ريم رباط
( انقطاع وسائل التواصل الاجتماعي وتبعاته )
إن العالَم اليوم أصبح ـ رغم اتساعه ـ صار في مقدورنا أن نقرأ أحداثه ونتابع تفاصيله أولا بأول ، ذلك لأن في يد كل واحد منا هاتفاً ذكيّاً ، فتح مغاليق الأسرار في الكون الفسيح ، وأوصل لكل أهل هذا الكوكب كل خبر ، وصوّر له لحظات الأفراح والأتراح جميعا ،
منذ توغّل هذا ( الهاتف الذكيّ ) في مشاعرنا وقلوبنا ، صار جزءاً من حياتنا ، بل صار هو حياة الكثيرين منا ، نعَم ، له حسناته التي يسديها لنا في صورة ثورة ثقافية ، وتلميح حضاريّ ، وتفاسير تاريخية ، حسناته التي تضمّنت تصويرا حيّا لكل بلدان العالم ، إلماماً بتصرفات الناس وعاداتهم ، حتى في المأكل والملبس والمشرب والتجول والعطلات والتسوق ، ممّا جعل الكثيرين منا لا يكاد هاتفه يفارق يده أو جيبه أو سيّارته ، وربما اندفعنا خلف هذا السلوك ناسِين أنفسنا وأهلِينا وأعمالنا ، أو فقل : مقصّرون في شئوننا أجمع بسبب احتلال هذا الجهاز لعقولنا ومشاعرنا ،
لو يعود بنا الزمن عودةً طويلة الأمد ـ مثلا لوجدنا الألفة والمحبة أسمى وأنبل الصفات بين الأحبة والجيران وزملاء العمل .. لوجدنا الأرحام موصولة غير مقطوعة ، لوجدنا في عُرس جميع أهل قرية يفرحون ويتقاسمون الابتهاج ، ويتبادلون الابتسامات ، لوجدنا أنّ مريضاً اجتمع حوله أهله وأقرباؤه وأقرانه يخفّفون عنه ويواسون ألمه ، لوجدنا الفِطرة وكأنها لم تُخدَش .. حقل ممتد الظلال ، وساقية دائمة العطاء ، وأسرة ملتصقة لكأننا نحسبهم جميعا شخصا واحداً .. نعَم ، فِطرة سليمة من عبث الإنسان وجشعه وحروبه ..
ما الذي جعلنا متفكّكين تائهين حيارَى ؟ إنها عقولنا المشتتة بين ألف خبر على مواقع التواصل ، وقلوبنا التي ملأها شغف المعرفة الدائم بكل جديد على تلك المواقع ، وكيف لا .. ونحن محدِّقون في شاشات هواتفنا معظم أوقاتنا ، وكأنما نحن مخلوقون لذلك لا لعمارة الأرض ، وصيانة الأعراض ، ونشر الإخاء ، أضف على ذلك ذاك الزحام الممتدّ في رأس كلٍ منا بكيفية ( شحن الهاتف ) و ( صيانة الهاتف ) و ( تطبيقاته وتتبّعه إذا فُقِد ) و ( الهرولة نحو هاتف أذكى ، صاحب قدرة أعلى ) إذن ـ الهاتف بالفعل غزَانَا فكريّا وعاطفيّاً ..
منذ أيام انقطعت وسائل التواصل بضع ساعات ، في فيس بوك وماسنجر وواتس وإنستجرام ، ولو أنصفنا في وصف هذه الساعات لقلنا :إنها كانت أثقل على نفوسنا من إعصار أو حرب عالمية ، كل أهل الأرض بكل لون ولغة أصبح يسأل : ما السبب ؟ وهل هو هاكر صينيّ ؟ أم عطل طارئ ؟ أم طامّة كبرى ؟ وبعضنا سيَّسَ المسألة بادعائه أن الصين تستعرض قوتها لتثبت للدنيا أنها أقوى من أمريكا ومارك ،
مأساة الناس بعد مرور هذه الساعات لمسناها في كتاباتهم على مواقع التواصل نفسها ، ومن زحمة كلمات الحزن تحسب أن كل واحد كان ينعي أخاً له فارق الحياة شابّا يافعاً ، وبعد بضع ساعات نظرت السماء نظرة رحمة للأرض فألهمت ( مارك ) فكرة أو اختراعا يمنع القتل والجريمة والحرب والزلازل والبراكين والأعاصير ،
مجرد حرماننا من التطلع في الشاشات لبضع ساعات تركنا نرى الحقيقة واضحة تماما ، وهى أننا لم تعد تُحتَلُّ أراضينا بصواريخ سكود أو قنابل نووية ، بل أصبحنا نُحتَلُّ نحن بهذه المواقع ، حدَّ التسليم والتصديق بأنها الحياة ، أو الحياة دونها جحيم مقيم ، وهول وفاجعة وسعير ،
هذه الدول عرفتْ كيف تغزو عقولنا وتُلهينا عن العمل ، نعم ، تراجعت أسهم مارك بنسبة ٥ % لكن علينا أن نسأل أنفسنا : كم شهرا انقطع تيّار الكهرباء عن قرى كاملة في مجتمعاتنا دون النظر إلى المشافي أو التجارة أو .. أو .. ؟ وكم مليارا اكتنزه عِلية القوم على حساب الجوعى والمهضومين واليتامى ؟ كم وكم وكم وكم .. ولم تتراجع أسهم أحد ، بل تزداد ثرواتهم بعظيم باطلهم ، ونزداد نحن انتظارا للحظة فرج ، وقطرة غيث ، ورغيف خبز ،
لقد نجح مارك ـ رغم تراجع أسهمه ـ في هدفه الذي هو سطر من كتاب كبير .. اسمه : كيف نغزو البشر ـ أو بعضهم ـ ونملك عقولهم دون مجنزرة أو صاروخ أو قنبلة ؟
وفشلنا نحن في تفسير انهيار علاقاتنا ونقمة الله علينا ، إذ نسينا أو تناسينا أننا يجب علينا أن نأخذ من النحلة عسلها ، وأن نحذر لدغتها في ذات الوقت ، وأن نكتفي من الطعام بما يُقيم الجسد لا بما يُتخمه ويُمرضه ويُقعده ، وأن نكتفي بشربة من النهر ، لا امتلاكه واحتكاره طالما أنه يجري عذباً زلالاً ..
بضع ساعات كانت كفيلة بترتيب أفكارنا ومراجعة أنفسنا ، وتوجيه اللوم علينا في تقصير بعمل أو قطيعة رحم ، أو إهمال مسئولية ، بضع ساعات أرجعتْ القلوب إلى نبض الفطرة السّويّة ، بعيدا عن شرود الأذهان وهموم البال ، وأشجان النفوس ، فلا تسألوا بعد قليل : هل ستنقطع وسائل التواصل مرة أخرى ؟ وهل سنعاني من شؤم التصاقنا بهواتفنا ؟
أجيبك : لن تعود هذه التجربة ، فقد كانت مؤشراً واضحاً لمؤسسةٍ ما ، أو لدولةٍ ما ، أو لكيانٍ ما بأنَّ هناك غزواً حديثاً ، ليس لأرض ولا لثروة وإنما غزو لأكمل قيمة في الإنسان ، هى قيمة عقله ، الذي إذا احتاج ابتكر ، وإذا فكّر نجا ، لكنه إذا تشتّت وتمزّق أذاق صاحبه مُرّ التعلق الزائف ، وجمّل له قبيحاً وقبّح له ذميماً ،
صباح برجس العلي
29-10-2021
صباح القدس لمأرب فمنها حسم يقترب ، وحرب شمسها تغرب ، وفيها القطبة المخفية ، للانفعالات الهستيرية ، والسعي لرفع السقوف العالية ، باللغة المتعالية ، وشعار المهزوم اضرب ، فان لم تصب ربما تعلم ، وهو ما تعلم ، ان اليمن شعب يعرف كيف يصبر ، وكيف يتألم ، لكنه لا يبيع الكرامة بالخبز والأمان ، ليحيا حياة العبيد ، وهذا ما قاله من لبنان الوزير العنيد ، لن نقبل الإبتزاز ، وبكل إعتزاز ، سنقول رأينا ، وندافع عن الحق ، فلا تنازل عن الحرية ، في سعينا ، وسنرفض الرق ، والعبودية ، وليس خافيا ان الغضب المفرط نابع من الشعور بالمأزق ، والسعي لتصيد الضغط من كل مفرق ، والرهان على الضغوط ، لفتح الباب لوضع الشروط ، اولها حديث عن إقالة الوزير ، كي يرضى الأمير ، ويليها بحث بأوهام ، ان يفنح الباب ، لمساومات تستدرج التأثير في اليمن ، وجوهر الكلام ، بالأسباب ، نابع من أن الحرب تفقد التلاعب على الزمن ، ويفقد صاحبها السيطرة ، ويعرف انها صارت عبثية ، ولهذا يريد استدراج التدخل ، فلم تعد هناك مسطرة ، ولا قضية ، ولا أمل بالتبدل ، والغريق يتعلق بقشة ، وقد وجد في القضية ما يؤنس الوحشة ، وفق معادلة نترك لكم الحكومة ، فساعدونا في حالنا المأزومة ، والمطالب معلومة ، حزب الله وانصار الله توأمان ، فليتبادلا المصالح ، فنرتاح ونصالح ، والجواب عند الحزب والأنصار واحد ، بحساب الكرامة قبول هذه العروض غير وارد ، الحل في لبنان ان تتعلموا احترام السيادة ، وفي اليمن ان تفكوا الحصار وتوقفوا العدوان ، وان قررتم الإعادة ، ستسمعون ذات الكلام في اليمن ولبنان ، والذين يرتضون معاملة الرقيق ، حالهم يحتاج الى تدقيق ، فبعد مجزرة الطيونة سقطت رهاناتهم ، وخابت خياراتهم ، وانتصر الدم على الجزار ، وتراجع بقوة الدم البيطار ، وجعجع ينتظر المساعي ، بعدما تحرك الراعي ، ومن حفر الحفرة ، مأزوم ألف مرة ، وبدلا من أن يعين صاحب الحرب في حربه ، ينتظر من صاحب الحرب ان يذكره في دربه ، فعسى تتاح المفاوضة ، او تقبل المقايضة ، فكيف لمأزوم ان ينصر مأزوما ، أو للزوم أن يغسل زوما ، وان يخترع لعدم اللزوم لزوما ، وان يكفل العصفور الزرزور ، او ان يصلح العطار ما أفسد الدهر من أمور ، والأمور في لبنان محسومة ، القرداحي هو الحكومة ، والحياة وقفة عز ، وصحاب الحق لا يبتز ، فسارعوا للخروج من حربكم الفاشلة ، وفكوا حصاراتكم القاتلة ، وفكروا بعقل الأخوة ، بدلا من الشراء بالمال والتهديد بالقوة ، فقد انتهى زمن الإستحمار ، وولى عهد الإستعمار ، واقبلوا نصيحة الصديق ، الذي انتفض على لغة الرقيق ، لكنه ناصح بقوله الدقيق ، فالصديق من صدقك لا من صدقك ، ولا تصدق ولا تصادق من وضع رسنه في مرفقك ، فمن يرتضي الرسن في الرقبة ، يبيع رأسه لألف عتبة ومن لا يعطي عطاء الذليل ، لا يحتاج في الصدق دليل
30-10-2021
صباح القدس لانكشاف الاوراق والذهاب في اللعبة الى نهاية الزقاق ، فقطع العلاقات السعودية ووقف الواردات اللبنانية ، يقول ان القضية ليست بتصريح قديم لوزير ، بل قضية مصير ، محاولة الهاء للرأي العام ، عن الحدث المثير للإهتمام ، فما يجري في اليمن ، يمثل لهم أم المحن ، فاختاروا لبنان مكسر عصا ، لأن فيه ساسة تجلبهم العصا ، ويلهثون طلبا للرضا ، ولو علموا ان شيئا لن يتغير ، فلا يتعلمون مما مضى ، عندما استقالوا وزيرا للاسترضاء ، فما تغيرت لغة العداء ، والهدف هو استقالة الحكومة ، وسيكتشفون اذا اقالوا الوزير او استقالوه ، ان السعودية المأزومة ، لن تأخذ حرفا مما قالوه ، وستمضي حتى تستقيل الحكومة بالإيحاء انها تريد المزيد ، وان ما كان يجدي قبل يومين ما عاد ينفع بعد التصعيد ، لأن المطلوب ان يبقى لبنان بلا حكومة ، وبلا انتخابات ، وبلا رئاسة ، حتى تستعيد السعودية حق الفيتو ،في السياسة ، بانتظار التسويات ، وفي انتظار ان تتبلور اوضاع المنطقة ، واليمن وحده امة ناطقة ، لا يريدون للبنان ان يتنفس ، ويهمهم ان تكون الكلمة فيه للفوضى والازمات والانهيار ، ويكفيهم بضعة اقلام واصوات وبنادق تتجسس ، وتنقل الفتنة من دار الى دار ، فمثالهم لنا هو جعجع ، وعقدتهم في اصبع ، ولمن يريد ان يعرف الفارق بين اليوم وزمن العروبة الجميل ، فليتذكر عندما ارادوا لبنان العوبة ومسرحا للقال والقيل ، فعام 67 فعلت السعودية شيئا مماثلا ، وكان ظل عبد الناصر امامها ماثلا ، فوقفت الحكومة بعنفوان ، وانعقد البرلمان ، ورد التحدي ، وقرر لبنان التصدي ، فتراجعت السعودية ، وبقي لبنان حضنا للقضية ، اما اليوم وفي لعبة الطوائف ، وما تخرب من النسيج الوطني منذ الطائف ، ورغم عظيم العزة وفائض الكرامة ، في زمن انتصارات المقاومة ، ليس غريبا ان تنتصر لغة العبيد ، وان ترتفع الدعوات لاسقاط الذريعة ، لتفادي القطيعة ، وان يخرج من يقولها ويعيد ، العروبة هي السعودية ، والكف برقبته متر بعدما اعتاد العبودية ، وان يخرج سواه ويقول ، لو سلمنا انها خطة تخريب ، فلنقطع طريق الوصول ، على مخططهم القريب ، متجاهلا ان التنازل عن السيادة ، وتحويل قرار لبنان الى الرياض وتسليمها القيادة ، له بداية وليست له نهاية ، فان استقلتم الوزير ، وخضعتم للامير ، سيقول لكم وماذا عن وزراء لحزب الله يؤيدون اليمن ، ولن نتعامل مع حكومة تضم حزبا نصنفه على لوائح الإرهاب ، وستكتشفون انكم اغلقتم بابا وفتحتم للذل ابواب ، وتخلصتم من نصف ازمة ودخلتم في الفتن ، وستندمون ، لان المطلوب هو الاخضاع والاذلال ، والرد بوقفة الفرسان والرجال ، كما فعل الرئيس رشيد كرامة ، ردا على انذار الوزير السقاف ، قائلا ان لبنان بلد الكرامة ، ومن عنده كرامة لا يخاف
1-11-2021
صباح القدس لإرتباك معكسر الخصوم ، فواحد بعد الإنسحاب من أفغانستان مأزوم ، والآخر في حرب اليمن مهزوم ، والبيت الأبيض لا تنقصه الهموم ، وثمة من يتوهم ان تشمير السعودية عن زنودها قوة ، وينسى انه اعلان افلاس قبضايات الفتوة ، فلو نجحت الأدوات في المهمة ، لما اضطرت لهذه الخطوة ، وقد خسرت أوراقها المهمة ، وتراهن اليوم على اسقاط الحكومة ، فجاءها الأميركي برسم سقف اللعبة تحت عنوان الاستقرار ، وهو لم ينس دروس سفن كسر الحصار ، وحلم الرياض بالعودة بلبنان الى عشية الطائف ، حيث الفوضى وحروب الطوائف ، بإنتظار تسويات كبيرة ، يصير لبنان ضمنها ، فيضمن لها حصة صغيرة ، في معادلة ترتيب المنطقة وأمنها ، فبعدما خسرت سورية واليمن ، وتعثرت في العراق ، صارت تهيئة المناخ للفتن ، مدخلها للشراكة في الإتفاق ، ووضعها الأميركي مع فرنسا في سباق ، الشراكة الإقليمية لمن يمسك بالمعادلة ، فليجرب حظه كل واحد بالمحاولة ، والاسرائيلي العاجز عن خوض الحروب ، يلاقي كل فرضية للعبث والتخريب ، وقد قرر الهروب ، وتفادي الخطر القريب ، فالتصعيد السعودي حرب نفسية ، لن تغير المعادلات ، الا اذا سقطت الحكومة ، وان سقطت سيكون الاميركي صاحب القرار ، لأن الفرنسي متمسك بها لحفظ مصالحه تحت عنوان الاستقرار ، وفي هذه الحالة نعود الى المربع الأول ، مربع الرهان على الفك والتركيب ، لكنهم يتجاهلون انهم يفكون في ميادين نفوذهم ، ويعيدون تركيبها ، ولن يكسبوا من مساحة تحالفات المقاومة شبرا واحدا ، ولأن الزمن تحول ، فالاحداث ستقودهم ، بعيدها وقريبها ، ان ليس لبنان ورقة اقليمية ، وقد صار حزب الله في الإقليم قائدا ، وانه لم تعد القضية فرنسا ام السعودية ، فحزب الله هو القوة الإقليمية ، وعندما تريد واشنطن دخول التسويات ، لن تعدم التوصل معه الى تفاهمات ، فألف متبرع بدور الوسيط ، للتفاوض غير المباشر ، وسيخرج الإسرائيلي والسعودية الى متاهات ، ومسلتهم لا تنفع للتخييط ، ما دامت مأرب ترسم حدود المخاطر ، وما دامت الصواريخ الدقيقة معادلة الحرب القادمة ، فملء القوت الضائع ، بعرض البضائع ، وكلها كاسدة ، لا يغير الحقيقة ، فلا من يبيع ولا من يشتري ، ولا تفيد المعاندة ، في الخروج من المأزق ، وورقة المعايدة ، ستكون للأحمق ، بعد مارب كلام جديد ، أفهمت أم نعيد ، والقرداحي لن يستقيل ، وحرب اليمن عبثية ، فليفهم الأصيل والوكيل ، انه بلسانه سيعيدها الف عبثية أملا بوقفها ، وعندها ستكون المقاومة قد رفعت سقفها
2-11-2021
صباح القدس للحقيقة ، في قضية قرداحي ، بأن الأزمة بالسلاح الصاحي ، والصواريخ الدقيقة ، كما قال وزيرهم ، وان المعركة مع هيمنة حزب الله على الدولة ، عنوان هذه الجولة ، كما هدد زيرهم ، وقيمة القول بكونه يحسم الجدل ، حول حل يعالج السبب ، فتسقط الدعوة للإعتذار والإستقالة ، بإعتبارها محاولة لإذلال بطل ، قال الحق وما ارتعب ، لكن تقديمه كبش فداء لا يعني نجاح المحاولة ، ويبقى الأهم في الكشف عن السبب ، انه يكشف قلة عقل المتذرع ، فلم يستعن بصديق او متبرع ، ليشرح له عقله او صدره ، ويقضي بعضا من امره ، بأنه لم يكتشف البارود عندما قال مشكلتنا مع حزب الله ، فهو أعلن هذا من حرب تموز الى ما شاء الله ، فماذا حصد ، وما الذي تغير في المشهد ، فالذي تأزم هو البلد ، ولم يضعف حزب الله بل زاد قوة وحضورا في لبنان والمنطقة ، كما تقول التقارير الأميركية الموثقة ، فما جدوى تكرار المحاولة في ظروف أشد صعوبة ، اليست وصفة مقاتلة الحكومة للمقاومة هي التي اعطيت للسنيورة بقطع شبكة الاتصالات ، واتصل الملك يومها بالوزراء فردا فردا يوزع التطمينات ، وماذا كانت النتائج ، في حسابات الثور الهائج ، سوى الخسران والخيبة ،وزيادة الشيب على الشيبة ، وكم تكررت محاولات ، كانت فيها السعودية اقوى ، وانتهت حروبها بلا جدوى ، منذ منع السياحة الى لبنان ، وتصنيف حزب الله ارهابيا كما جاء في الإعلان ، ولم تكن هناك حرب في اليمن ، وكانت اميركا وفرنسا تسرج الخيول ، واسرائيل تقرع الطبول ، والعنوان تسريع الفتن ، وما هي الحصيلة ، عندما احتجز الحريري بصفته شيخ القبيلة ، وعوقب لانه لم يقاتل ، وليسأل السعوديون انفسهم عن سبب انسحاب الفرنسي والاميركي من الحصار ، أليس لانهم تأكدوا من خطورة الذهاب الى الانفجار ، بعدما شقت البحار وجاءت السفن من إيران ، وادركوا ان اللعبة الناعمة وحدها تنفع في لبنان ، وها هي تجربة الطيونة ، تظهر فشل الخطة المجنونة ، وهم يصرون على تكرار التجربة في ظروف تزداد عليهم صعوبة ، ويتوهمون ان اللبنانيين كأتباعهم ألعوبة ، يكذبون عليهم فيصدقون الأكذوبة ، ويصرون على حصاد فشل جديد ، ومثلما تراجعوا بعد خطة السنيورة المقبورة ، وقبلوا وساطة قطر ، وذهبوا يصالحون سورية على عجل ، ويرسلون اليها الحريري للإعتذار ، عما حصل ، وادركوا حجم الخطر ، سيعيدونها مرة ثانية ، فهم مولعون بالإعادة ، إعادة الخطط الفاشلة ، والتنكر للنتائج الحاصلة ، لإعادة الفشل ، وإعادة الإعتذار ، فانظروا لحروب العزم والأمل ، وما ينتظرهم في مارب ، محاصرون بألف مخلب ، ومن لا يتعلم من تجاربه لا يتعلم من تجارب الآخرين ويكرر حروبه المهزومة ، تسكنه العنجهية ، فتلك مشكلة جينية ، وعقلية مأزومة ، وثقب في الذاكرة ، وبعض جنون ، ومن تنقصهم المذاكرة ، دعهم في غيهم يعمهون ، ستراهم كما كل مرة قادمون ، يقدمون الإعتذار من بوابة الشام ، ويحملون اتباعهم الصغار ، ويتركون خلفهم الأيتام
3-11-2021
صباح القدس قل الحقيقة ولا تخاف ، ولنعد الى اصل الخلاف ، فالمقاومة رغم الغضب ، لم ترفع شعارا محقا هو نفط العرب للعرب ، ولم تتدخل في شكل الحكم والنظام ، وتقول هذا حكم لا علاقة له بالإسلام ، ولم تقم مسافتها مع الحكومات على أساس استقلالها عن الدول المنتدبة ، ولا على اساس البرلمانات المنتخبة ، وحتى بالحديث عن اليمن ، فحجتهم مردود عليها ، فهم يحاصرونها منذ زمن ، ويحصون الأنفاس منها واليها ، وهل مشكلة اليمن بالمقاتلين ، وشعبه يملء الساحات بالملايين ، وقبل اليمن لماذا حرض الملك باتصال شخصي مع الوزراء ، لقطع شبكة اتصالات المقاومة ، ولم يكن ذلك في الخفاء ، بل كان على الهواء ، ووضعوا شرط تسليم السلاح في أول القائمة ، وقبلها في حرب تموز ، اليس الملك من وصف المقاومين بالمغامرين ، وقال سيدفعون ثمن أفعالهم ، وعندما قطع الشك باليقين ، وكذبت المقاومة أقوالهم ، قرروا فرض الحصار ، وقالوا لاحكومة مع حزب المقاومة ، كأنهم القضاء والقدر حيث لا مساومة ، وبقي تمام سلام عشرة شهور ، يلف ويدور ، حتى جاء قرار الأميركي بتشكيل حكومة لملء الفراغ الرئاسي ، وانصاعوا كما كل مرة لمشغلهم الأساسي ، وهذه المرة ليست القضية بكلمة من وزير ، ولا بغضب أمير ، انه اصل الخلاف منذ تحرير الجنوب ، واسقاط اكاذيبهم عن فشل الحروب ، وبعدها تأكيد المؤكد في تموز ، بأن المقاومة تفتح للحرية دروب ، وأن الإستسلام أمام العدو جرم لا يجوز ، وان هذا الكيان اوهن من بيت العنكبوت ، وأن فلسطين حق لا يموت ، واحيت المقاومة قضية فلسطين كبوصلة للشعوب ، بعدما ظنوا انها صارت نسيا منسيا ، وان الزمن مفتوح للتطبيع ، والتسليم بنهاية الحروب ، وتوهموا أن الأمة تساق كالقطيع ، ليكتشفوا ان عقلهم كان أحمقا وغبيا ، ولما جاؤوا الى الحرب على سورية ، وقالوا للمقاومة انت مكرسة لإسرائيل ، فتمسكي ببوصلة لا تحيد ولا تميل ، قالت المقاومة لن ندع قلعتنا تسقط ، وظهرنا يكسر ، فاذ بهجومهم يحبط ، وحظهم يتعثر ، ولما فبركوا داعش سما للعراق ، فوجئوا بالمقاومة تصنع الترياق ، واهم ما قدمته المقاومة لليمن في القتال ، انها الهمت شعبه بقوة المثال ، لذلك غيظهم مبرر ، بما فعلوا واكثر ، وأصل الخلاف ليس لبنان ولا اليمن ولا العراق ولا سورية بل فلسطين ، التي ظنوها موءودة دفنوها في الجاهلية ، وخرجت لهم في زمن المقاومة أحلا صبية ، (واذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ، واذا الصحف نشرت ، واذا السماء كشطت ، واذا الجحيم سعرت ، واذا الجنة ازلفت ، علمت نفس ما حضرت )،(فأما من أوتي كتابه بيمينه ، يقول هاؤم اقرأوا كتابيه ، اني ظننت اني ملاقيا حسابيه ، فهو في عيشة راضية ، في جنة عالية ، قطوفها دانية ، فكلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الأيام الخالية )
4-11-2021
صباح القدس لإطلاق النار يتصدر الأخبار ، وللحرس الثوري يحسم الميدان ويقدم الإعلان من بحر عمان ، بأن الأميركي نمر من ورق ، قشة كبريت واحترق ، فبعيدا عن الكذب المفضوح ، الذي ينتصر هو الروح ، والمعادلة المستعادة ، من موقع السيادة ، أن من يثبت جهوزيته للمضي قدما مهما كانت المخاطر ، يربح الحرب اذا استعد كفاية وتحمل الخسائر ، وكان مدافعا عن حق ظاهر ، وهذه المعادلة القديمة الجديدة ، تعم الساحات القريبة والبعيدة ، وتظهر ان الاميركي الذي ينسحب من المواقع ، ويتقدم في الإعلام ، مجبر على التراجع عندما نتقدم الى الأمام ، اليس هذا ما قالته سفن كسر الحصار ، وما قالته شيا في وضح النهار ، عن التخلي عن العقوبات ، وتسهيل جر الغاز والكهرباء ، تفاديا للأعظم من الخطوات ، التي بشر بها سيد الأوفياء ، وما ينطبق في بحر عمان ، ينطبق على لبنان ، وكما شهدنا التراجعات الأميركية ، سنشهد تراجع السعودية ، فالمهم هو الثبات ، والنتيجة لا تحتاج الى اثبات ، ما دامت قد تجرأت قطر ، على مواجهة الخطر ، فما الذي ينقص لبنان غير القرار ، لمواجهة الحصار ، وقد بات صراخهم من مأرب ، أقرب فأقرب ، وسنشهد في مفاوضات النووي ، معادلة بحر عمان ، تحكم كل بحث تسووي ، فالكلمة للميدان ، ولصاحب الإيمان ، وحامل القضية ، والمستعد للتضحية ، والمجهز بكل اسباب الإستعداد العسكرية ، ومن شاهد التسجيلات ، لا يحتاج شرحا ولا توضيحات ، فمن مسافة الأمتار ، كانت الحرب تدار ، وتقابلت المدمرات والزوارق ، والصورة تحمل الحقائق ، كيف ضربوا وكيف انسحبوا ، وتكفي صورة الإنزال ، لتحسم الجدال ، فلكل الخائفين من المواجهة ، هذا درس لأصحاب الحسابات التافهة ، والسياسات التائهة ، والمستائلين عن موازين القوى الفعلية ، لا عن ارقام وكيبيديا والموسوعات العسكرية ، حسمتها ايران بضربة موضعية ، وصفرت المعادلة السعرية ، وقالت بالفم الملآن ، انها لا تقيم حسابا للبحر وما فيه ، ما دامت الروح هي التي تقاتل ، وتردد قول الإمام علي ان خفت من شيئ فقع فيه ، فتلك الفلسفة في حل المسائل ، فهل يفهم اللبنانيون ، انهم ان تعايشوا مع الحصار ، اسقطوا اقوى اوراق الاخضاع ، وان من أعظم مصادر القوة هو القرار ، وما من حق تحميه قوة ضاع
2021-11-05 | عدد القراءات 1892