الأسد : سنستعيد كامل التراب السوري ...الجيش السوري شمالا ...وقسد تتراجع ...وتركيا تراقب
مصدر دبلوماسي فرنسي رفيع ل"البناء": ماكرون سيضع لبنان في أولويات منتدى السلام الخميس
الراعي يتصل بالبخاري ...واستقالة قرداحي سحبت عن الطاولة ... احتمالات تنحية بيطار
كتب المحرر السياسي
جذب الشمال السوري الأنظار من مأرب ، التي شهدت حراكا قبليا بإتجاه قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي ما يوحي بقرب التوصل الى حل سياسي يضمن دخول الجيش واللجان والأنصار الى مأرب دون قتا حقنا لدماء اليمنيين ، أما في شمال سورية فبعد ايام من إعلان الرئيس التركي بعد لقائه بالرئيس الميركي جو بايدن على هامش قمة العشرين في روما ، عن حملة عسكرية ترجمتها حشود برية نحو مناطق سيطرة الجماعات الكردية المسلحة (قسد) التي تحظى بالعاية الأميركية ، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن عزم الدولة السورية على غستعادة كامل التراب الوطني السوري ، وتوجهت أرتال من الجيش السوري بإتجاه الشمال ، لتنتشر في بلدات كانت تقليديا محسوبة تحت سيطرة قسد ، كبلدة عين عيسى ، ووصفت مصادر عسكرية المشهد بالهادئ حتى منتصف ليل أمس حيث لم يتحرك الأتراك ، وتراجعت الجماعات الكردية لأكثر من عشرة كليومترات خلف خط الحدود مع تركيا ، مع تقدم الجيش السوري ، وسط معلومات عن لقاءات شهدتها دمشق بين قيادات كردية والقيادة السورية ، واستقبال موسكو لوفود قيادية كردية رافقها تموضع وحدات روسية في مناطق تواجد الجماعات الكردية ، من بينها طائرات روسية في مطار القامشلي حيث السيطرة لا تزال للجيش السوري .
في الشأن اللبناني تواصلت الإتصالات السياسية بين المعنيين بتداعيات الأزمة الناشئة بين لبنان والسعودية ، في ضوء كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد عودته من لندن ومشاركته في اسكتلندا في مؤتمر المناخ واللقاءات التي اجراها هناك ، وتراجع الفرص أمام ترجمة ما وصفه بخارطة طريق للخروج من الأزمة ، بعدا حقق منها تثبيت مسافة بينه وبين ثنائي حركة أمل وحزب الله في ملفي القاضي طارق بيطار ، ووزير الإعلام جورج قرداحي ، فتححق بذلك قدر من الحصانة لموقعه في شارعه الإنتخابي ، وتحييده من الهجوم السعودي ، فيما بدا انه حصيلة تفاهم بينه وبين الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون لترجمة التوافق الأميركي الفرنسي بالحفاظ على الحكومة وعلى الإستقرار ، وقد عبر تشجيع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لميقاتي عن إيجابية سعودية بالواسطة ، فسحب ملف استقالة أو إقالة قرداحي عن الطاولة لحين تبلور صورة واضحة لخارطة طريق حقيقية تفتح باب نهاية الأزمة مع السعودية ، وتكون الإستقالة جزءا منها ، بينما نقل المسؤول الإعلامي في بكركي عن الإتصال الذي أجراه البطريرك بشارة الراعي بالسفير السعودي وليد البخاري ، إشارة سعودية إلى إعتبار إستقالة أو إقالة قرداحي نقطة البداية في أي تجاوز للأزمة ، وفيما بقي الملف القضائي عالقا في السياسة بعد كلام ميقاتي عن رفض فتح الباب لبحثه في مجلس الوزراء ، وفقا لما يطلب ثنائي حركة أمل وحزب الله ، ظهرت بوادر ملفتة في المسار القانوني والمراجعات القضائية التي قدمها المتضررون ، رفعت احتمالات تنحية قرداحي التي بدت معدومة حتى تاريخ قريب .
تبقى الأزمة بين لبنان والسعودية العنوان الأبرز للتطورات ، خصوصا لجهة جذب الإهتمام الدولي ، الذي سيشهد تطورا بارزا يوم الخميس المقبل ، انعقاد منتدى السلام السنوي في باريس ، الذي يحضره الرئيس امانويل ماركون وعدد من رؤساء الدول والحكومات وشخصيات الرأي العام وقيادات المجتمع المدني ورجال الأعمال والثقافة ، بما يشبه منتدى دافوس ، ووفقا لمصدر دبلوماسي فرنسي رفيع قال ل"البناء" أن الرئيس ماكرون سيجعل من قضية لبنان ، واحدة من أولوياته في المؤتمر ، ويضيف المصدر ان جهودا للوساطة الفرنسية مع السعودية لم تتوقف ، ويقودها وزير الخارجية جان ايف لودريان ، مستفيدا من علاقاته التاريخية بدول الخليج والسعودية خصوصا منذ ان كان وزير للدفاع من عام 2012 ، وتتولاها من بيروت السفيرة الفرنسي آن غريو ، بالتنسيق مع السفيرة الأميركية الموجودة في واشنطن والسفير السعودي وليد البخاري الموجود في الرياض ، والثلاثي غريو وشيا والبخاري كان قد شكل خلية أزمة عندما كان موضوع تأليف الحكومة على الطاولة ، وكان الموقف السعودي سلبيا في ظل حماسة فرنسية وعدم ممانعة أميركية لولادتها ، ويضيف المصدر الفرنسي ان شراكة السفيرين العراقي والمصري بدت ضروروية في ضوء نتائج قمة بغداد لدول جوار العراق التي حضرها الرئيس الفرنسي و باتت مكونا إقليميا فاعلا ، خصوصا ان فرنسا تعتقد بأن أحدا لن يقدم على الدفع بالعلاقات اللبنانية السعودية نحو تجاوز الأزمة ما لم تعتبرها فرنسا قضيتها ، ويرفض المصدر الفرنسي اعتبار الحركة البدلوماسية لحكومته تعبيرا عن مصالح نفطية او خشية من ملف النازحين ، معيدا الإهتمام الى المكانة التاريخية للبنان عند الفرنسيين ، واستكمالا لإعلان المبادرة الفرنسية وضمان نجاحها ، مضيفا سببا جديدا للإهتمام الفرنسي هو القلق من خطر جدي لتداعيات الأزمة ما لم تتم السيطرة عليها وفتح طرق الحل أمامها ، دون توضيح ماهية الحل مكتفيا بالقول ان الهدف هو فتح قنوات الحوار لاكتشاف الشكل الانسب لاحداث اختراق في جدار التصعيد ، كما يرفض اختصار الأزمة مع السعودية بتصريح الوزير قرداحي ، وتفادى المصدر اي توجه خاص نحو حزب الله الذي لا يعتبره ممسكا بالكثير من اوراق لبنان ، لكنه يفصل بين الخلاف الطبيعي مع توجهات الحزب ، وبين تمسك فرنسا بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.
2021-11-06 | عدد القراءات 2175