العالم يستعد لمرحلة ما بعد نصر اليمن والأسد
كتب ناصر قنديل
ناصر قنديل
- خلال ست سنوات ونصف مضت على حرب اليمن ، كانت سورية مع بدايتها في ظروف شديدة الصعوبة عسكريا ، وكان الرهان على الوصول الى تسوية مع روسيا عنوانها سورية بدون الرئيس السوري بشار الأسد ، كانت المعادلة الدولية والإقليمية تشهد ترتيبات عنوانها ، الإستعداد لمرحلة ما بعد الرئيس السوري وما بعد حسم سعودي في اليمن ، وفي هذه الأيام مع تسليم العالم البعيد والقريب بنصر سورية ، يستعد العالم للتسليم بنصر اليمن ، حيث لا يمكن قراءة كلام معاون وزير الخارجية الأميركي الأسبق ديفيد شنكر ، عن قرب ساتحواذ انصار الله على مأرب ، وإعتبار النصر فيها اعلان انتصار نهائي في الحرب ، واعتبار ذلك أسوأ سيناريو ممكن لكل من الرياض وواشنطن ، دون رؤية معنى ذلك كتسليم بنهاية دراماتكية مفجعة للأميركيين وحلفائهم ن غير متوقعة ، في اليمن .
- الوقائع العسكرية الآتية من جبهات اليمن ، تتحدث عن إنهيارات في صفوف جماعة الحلف الذي تقوده السعودية ، وتجميع قوات ، وانسحابات ، من كل الجبهات ، اعترفت بها قيادة قوات التحالف ووصفتها باعادة الإنتشار ، وهو المصطلح الرائج لتوصيف ما يصيب الجيوش عند تلقيها ضربة مؤلمة تضعضع قواتها ، وفي الوقائع هروب قيادات والتحاق أخرى بأنصار الله ، وشيوخ قبائل يفاوضون على مستقبل أدوارهم في السلطات المحلية او المركزية الجديدة ،وأبواب مقرات المنظمات الأممية تشهد كثافة حضور من كوادر الأحزاب المناوئة لأنصار الله طلبا للحماية أو الإجلاء ، ومشهد يكاد يشبه مشهد كابول قبيل الإنسحاب الأميركي .
- مرحلة ما بعد تثبيت نصر الأسد ونصر اليمن ، ستكون مختلفة جدا على الصعيد العربي والدولي ، فكل من البلدين محوري في الجغرافيا السياسية والاستراتيجية وصاحب تأثير حاسم في توازنات المنطقة لا تسمح بتجاهل ما يجري فيه ، كما لم تسمح من قبل ن واحد يمسك بالبحر المتوسط وآخر بالبحر الأحمر ، واحد يمسك بأمن كيان الإحتلال وآخر يمسك بأمن الخليج .
- الجميع يضع اليوم تخيلاته الافتراضية لشكل العالم الناشئ عن هذين الإنتصارين ، وكيفية التعامل معهما ، والتسابق لفتح قنوات الإتصال بالمنتصرين قد بدأ ، وهذا ليس غريبا ، فالعالم فعلها مع طالبان ، فكيف لا يفعلها مع قوى وقيادات ورئاسات وحكومات ثابتة على خطاب الإنفتاح والإعتدال ،والتمسك بالقانون الدولي، وفي مناطق استارتيجية يصعب تجاهلها .
2021-11-11 | عدد القراءات 1245