سماح سهيل ادريس
كتب ناصر قنديل
- رحيل الكاتب والمناضل سماح سهيل ادريس صاحب دار الآداب التي أسسها والده الراحل سهيل ادريس ، والتي واظبت في عهديهما على خط ثابت في الوفاء للقضية الفلسطينية ، خاتمة مسيرة لنموذج للمثقف الذي فشلت محاولات التطبيع والتمييع والتتبيع في اغرائه ، رغم ما تمليه ضرورات دور النشر من بحث عن الأسواق حيث المال ، وعن المال الذي يفتح الأسواق ، فصمدت دار الآداب وصمد سماح حيث صمدت فلسطين ، وفق معادلة ما نتحمله بسيط بالقياس لما تتحمله فلسطين ، وهذا التشارك في كلفة الصمود هو أضعف الإيمان .
- حمل سماح ادريس لواء المقاطعة لكيان الإحتلال ومنتجاته الإتسهلاكية والثقافية ، ومقاطعة الشركات والمؤسسات الثقافية والفنية الداعمة له ، كمهمة نضالية ، حتى كادت تتحول الى مهنة يحترفها بلا مقابل ، يسافر ويكتب ويحاضر ويغرد لأجل تعميم ثقافتها ، تاركا وراءه ارثا ممتدا بين لبنان والخارج ، وصل الى جامعات الغرب ومؤسساته الثقافية ، كما الى لجان المستهلكين في العديد من الدول الغربية ، وربط مكافحة التطبيع الثقافي والسياسي والإقتصادي بخطة المقاطعة ، كركنين في ثقافة المقاومة التي آمن بأنها الطريق الوحيد الى فلسطين .
- خسر المؤمنون بفلسطين وخسرت المقاومة قامة مثقفة تميزت بالأخلاق الرفيعة والتواضع والتفاني ، كانت مثالا للمثقف المشتبك الذي ينجح بتقديم القلم بموازاة البندقية ، ويحمل تبعات الموقف حصارا وفقرا وملاحقة ، وعندما داهم المرض سماح ادريس وتفوق على قدرته على الصمود ، لم تكن لسماح وصية شخصية ، بل كانت وصيته لا تنسوا فلسطين ، فاذا تخلينا عن فلطسين تخلينا عن انفسنا .
2021-11-28 | عدد القراءات 1557