مفاوضات فيينا على سكة الإتفاق : المصادقة على 80% من التفاهم منجز خطيا
تداعيات العودة للإتفاق النووي تخيم على المنطقة ...ومؤشرات البداية في اليمن
تراجع فرص الوساطة مع السعودية ...والملف الحكومي كما القضائي بانتظار مبادرة ميقاتي
كتب المحرر السياسي
عيون العالم كله شاخصة نحو فيينا ، ليس فقط لحجم القلق من نتائج الفشل وتداعياته بتصعيد التوتر الإقليمي ، ومخاطر نشوب المزيد من النزاعات ورفع احتمالات الحرب ، بل ايضا لأن القوى الإقليمية المنخرطة في الكثير من الملفات الخلافية والصراعات المتعددة الجوانب ، تنتظر النتائج للتموضع على خطوط أكثر تاقلما مع المعطيات التي ستنتج عن العودة للإتفاق النووي من القوتين الأهم في الإقليم ، واشنطن وطهران ، اللتان تلتقيان بصورة غير مباشرة في فيينا تحت مظلة البحث عن فرص العودة للإتفاق .
معلومات فيينا تدعو للتفاؤل ، وكلها تتحدث عن انجاز استثنائي لليوم الأول ، حيث تختصر مصادر أوروبية وروسية الوضع بالقول ، أننا على سكة العودة للإتفاق ، بعدما تمت المصادقة على 80% من التفاهمات بنسخها المنجزة خطيا ، وهي موزعة على شقي التفاوض ، ماهية عودة إيران إلى إلتزاماتها مقابل كيفية تراجع واشنطن عن عقوباتها .
الدتاعيات الولى ارتفاع منسوب القلق الإسرائيلي ، حيث قادة الكيان الذين يتحدثون عن بدائل لديهم لمواجهة إيران في ظل الإتفاق يعرفون أن ما يسمونه بالبدائل ، هي خيارات تم إختبارها بتغطية ودعم من واشنطن طوال سنوات ما بعد الإنسحاب الأميركي من الإتفاق ، وكانت تقوم على وعود إسرائيلية بجدوى الرهان على الغارات التي تستهدف القوات الإيرانية في سورية لدفع طهران لتعديل مواقفها ، وجدوى العمليات التي تستهدف تخريب المنشآت النووية الإيرانية وإغتيال القادة الإيرانيين سواء علماء الملف النووي أو قادة الحرس الثوري ، وكلها تم الأخذ بها ونفذت واشنطن بعضها ، وحمت الإسرائيليين وزودتهم بالمعلومات افستخبارية ومولتهم وقدمت لهم جوائز التطبيع والتمويل من دول الخليج ، لتنفيذ الباقي ، لكن لا طهران غيرت موقفها ولا نجحت العمليات الأمنية بدفع برنامجها النووي الى الوراء ، لذلك يبدو القلق الإسرائيلي نابعا من غياب البدائل التي يتحدثون عن امتلاكها ، كما يتحدثون عن حتمية نصرهم في اي حرب قادمة مع المقاومة ، وهم يموتون ذعرا من التورط في حرب ليست معركة سيف القدس التي فشلوا فهيا فسلا ذريعا وكشفت فضائح عجزهم وترجاعهم العسكري ، إلا نموذجا مصغرا عنها.
اللاعب الإقليمي الثاني املعني بصورة مباشرة بالتفاوض ونتائجه هي السعودية ، التي ىتبدو رغم عدم حماسها للعودة إلى الإتفاق النووي قد هيأت شبكة الأمان اللازمة لما بعد العودة ، من خلال المفاوضات السعودية الإيرانية التي سيتم تفعيلها بمجرد انجاز العودة للإتفاق النووي ، وسيكون الملف اليمني في طليعة الإهتمامات السعودية بإتجاه البحث عن مخارج كانت الرياض تسعى لتفاديها على قاعدة التسليم بمكانة وقوة أنصار الله وفشل الحرب في اليمن ، وهو ما بدأت ملامحه بالظهور مع مواقف رئيس مجلس الشورى ونائب رئيس مجلس النواب ، الداعية لوقف الحرب وفتح حوار غير مشروط ، وتوجيه انتقادات قاسية لحكومة منصور هادي ادارته الفاشلة للحرب .
لبنان الذي كان يترقب فرصا لوساطات لحلحلة الأزمة مع السعودية ينتظر نتائج فيينا ، على قاعدة إدراك ان الجمود السعودي والأوروبي والخليجي بإنتظار نتائج فيينا يشمل مساعي الوساطة التي ينتظرها ، وربما يكون التحرك الأميركي بعد الإتفاق النووي أسرع من ترحكات الوساطات الأوروبية والخليجية ، وبالإنتظار يبقى الملفان القضائي والحكومي بإنتظار ما قيل انها مبادرة يشتغل عليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي .
2021-12-01 | عدد القراءات 1419