إعلاميون ضد التطبيع
كتب ناصر قنديل
- فتح مؤتمر إعلاميون ضد التطبيع النقاش حول ظاهرة التطبيع وكيفية التعامل معها ، سواء لجهة حضور هذا العنوان عربيا في ضوء الإتفاقيات الخليجية مع كيان الإحتلال ، أو لجهة ظهور ترددات لبنانية إعلامية تتحدث عن التطبيع كوجهة نظر ، يذهب البعض إلى أبعد من ذلك بترجمتها بالحضور الإعلامي على قنوات الإحتلال .
- الأمر الأول الذي يجب إدراكه هو خطورة الإيحاء خلال مواجهة مشاريع التطبيع ، وكأن كيان الإحتلال في طور صعود القوة وإمساك زمام المبادرة ، وإستعمال مصطلحات توحي بالتفوق الإسرائيلي من خلال مقاربة ظواهر التطبيع ، وهذا فيه مجافاة للحقيقة فالذي يجري يحتاج الى تفسير كونه يجري في ظل إختلال واضح في موازين القوى في غير صالح كيان الإحتلال ، ودخول المقاومة في مرحلة الإمساك بزمام المبادرة في ميدان الصراع كما أظهرت معركة سيف القدس ومعادلة القدس تعادل حربا إقليمية .
- إستحضار التطبيع كظاهرة سياسية عبر المشهد الخليجي وكتظاهرة إعلامية عبر لبنان وسواه ، هو أولا مشروع خداع بصري بإستعارة مفردة التطبيع من كونها نهاية مسارات الصراع إلى لحظاته الصعبة على الكيان للإيحاء لداخل الكيان وخارجه بأن الصراع ينتهي لصالح الكيان من جهة ، وهذا جزء من حرب المعنويات ، ومن جهة مقابلة تحويل التطبيع من إنجاز يترجم ثبات الكيان وجوديا ونهاية القلق على بقائه الى واحدة من أدوات الحرب الثقافية والإعلامية على المقاومة لزعزعة ثقافة المقاطعة واضعاف الجبهات الداخلية لساحات المقاومة في مواجهة القلق الوجودي الذي يعيشه الكيان بما لا يقبل التمويه .
- المعركة مع التطبيع تتحول من كونها معركة إثبات صراع الوجود مع الكيان ، إلى كونها معركة الوعي لتثبيت مرتكزات ثقافة المقاومة ، في سياق مقاومة صاعدة وكيان يترنح ، ولذلك فإن سياق المعركة مختلف جذريا ، ومسار المواجهة أهم من نتائجها ، وهذا يستدعي شن حرب إعلامية بلا رحمة على ظواهر التطبيع والترويج للتطبيع ،بعد رصدها والتدقيق بها وملاحقتها ، وإطلاق لوائح العار بحق المطبعين او الداعين للتطبيع ، ومقاطعة أصحابها ، وبالتوازي تعميم ثقافة المقاومة والمقاطعة عبر إعلاء شأن رموز المقاطعة وتحويلهم الى أيقونات تفتخر بها الشعوب .
2021-12-08 | عدد القراءات 1546