لافروف وعبداللهيان للعودة الى الإتفاق...واوليانوف : التفاوض حول اجهزة الطرد
غريو : سلاح حزب الله قضية دائمة لكنه ليس شرطا للمبادرة الفرنسية السعودية
بيدرسون يفتح للمرة الأولى رسميا عودة النازحين السوريين من لبنان بتمويل أممي
كتب المحرر السياسي
تبقى مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني الحدث الول دوليا وإقليميا ، ويبقى الإنتظار اللبناني معلقا على ما سيحمله التعاون السعودي الفرنسي من نتائج في ضوء حملة التسويق لإشتراطات تتصل بسلاح حزب الله ، وتبقى القضية الأشد ضغطا في ظل تواصل مؤشرات الإنهيار الإقتصادي ، قضية النازحين السوريين وحجم الإستنزاف الذي يمثلونه للإقتصاد اللبناني .
في فيينا مفاوضات معقدة وشائكة كما تقول المصادر المتابعة ، لكنها جدية ودقيقة ، وتعبر عن عزم الطرفين الأميركي والإيراني بالتوصل الى تفاهم كما قال المبعوث الروسي الى المفاوضات ميخائيل اليانوف ، والحل الأمثل بنظر وزير خارجية روسيا وإيران ، سيرغي لافروف وأمير عبد اللهيان ، هو العودة الى صيغة الإتفاق الصلية بنسخة 2015 ، مقابل صفرعقوبات وكامل الإلتزامات ، لكن التعقيدات المستجدة لجهة الضمانات التي تطلبها إيران لفرضية إنسحاب أميركي آخر من الإتفاق ، مقابل المخاوف الأميركية من التعقيدات الداخلية التي تعترض طريق رفع العقوبات بصورة كاملة ، يرسمان طريق التفاوض الشاق الذي قال عنه أوليانوف أنه ليس لعبة بل سعي جدي متبادل لتذليل العقبات ، مشيرا الى أن موضوع أجهزة الطرد المركزي يبقى موضوعا "ساخنا" في المفاوضات الجارية في فيينا حول إحياء الصفقة النووية. وأوضح أن هناك ثلاثة خيارات ممكنة لحل هذه المسألة، هي نقلها إلى الخارج كما يقترح الوسطاء إيران ، أو تفكيكها كما تطلب واشنطن ، أو تركها في إيران كما تقترح طهران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.، بإعتبار هذه الأجهزة الحديثة ومثلها كميات اليورانيوم المخصب هي ثمار الإنسحاب الأميركي الأول والإحتفاظ بها يشكل بنظر طهران ضمانتها لمنع الإنسحاب الأميركي من الإتفاق .
في التحرك الفرنسي السعودي الذي بدا خافتا ومجمدا بعد التسريبات التي تركزت على إشارة البيان المشترك لحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها العسكرية ، ورافق ذلك تعليقات لبنانية وخليجية تقول ان اي مساعدة متوقعة للبنان من فرنسا والسعودية مشروطة بنزع سلاح حزب الله ، وصولا للقول انه بدلا من أن تأتي السعودية الى موقف فرنسا أنتجت قمة امانويل ماكرون ومحمد بن سلمان اصطفاف فرنسا وراء الموقف السعودي ، فجاء ظهور تلفزيوني منسق للسفيرة الفرنسية آن غريو لإيضاح الموقف الفرنسي والتعاون الفرنسي السعودي ، فقالت غريو أن سلاح حزب الله موضوع دائم وتقليدي في السياسة اللبنانية وطلب حصر السلاح بيد الدولة هو أمر بديهي ، لكن فرنسا لا تربط مساعدتها للبنان بإنجاز حل لهذا الملف ، بل تضع فرنسا قضية منع الإنهيار كأولوية ، وقد صارحت السعودية بذلك ودعتها للمشاركة معها ، وأضافت غريو ان التفاهم الفرنسي السعودي تم على تأسيس صندوق للمساهمة في رعاية وتمويل مشاريع متعددة في مجالات التعليم والصحة ، ويتشاوران حول التفاصيل لإطلاق هذا الصندوق ، وإيجاد شركاء آخرين للمساهمة فيه ، والمطلوب لبنانيا للبدء أن تنجز حزمة أولى من الإصلاحات البنيوية للإقتصاد ، وأن تبدأ خطوات جدية لمراقبة المرافئ اللبنانية لمنع التهريب وخصوصا تهريب المخدرات الى الخليج .
ملف النازحين السوريين الذي شهد أول بحث رسمي بين لبنان والأمم المتحدة بشخص مبعوثها الخاص الى سورية غير بيدرسون ، جاء مع الزيارة الرمسية لبيدرسون الى لبنان ، والمطروح للمرة الأولى موافقة الجهات الدولية المانحة ، على التخلي عن اشتراط ربط عودة النازحين بالحل السياسي ، وربطها بدلا من ذلك بوجود بيئة صالحة للعودة ورغبة واضحة بالعودة ، وفي ضوئهما القبول بنقل التمويل الممنوح للنازح الى العائد ، وهذا المطلب اللبناني السوري المشترك يلقى للمرة الأولى قبولا دوليا ، لكنه ينتظر اتفاقا رسميا لبنانيا سوريا تتوجه بموجبه الحكومتان نحو الجهات المانحة لترجمة هذا الإستعداد الذي حملته زيارة بيدرسون .
2021-12-14 | عدد القراءات 1251