بوتين متمسك بضمانات تجميد الناتو ...وايران متمسكة بالحفاظ على اجهزة الطرد
القمة الخليجية تتبنى المطالب السعودية من لبنان ...واستعدادات لتتويج بن سلمان ملكا
الدولار يلامس ال30000 ليرة ...وسلامة يعلن اجراءات للسيطرة على سعر الصرف
كتب المحرر السياسي
الحكومة مجمدة والتحقيق مجمد ، ورئيس الجمهورية يعلن يأسه من دعوات الحوار وينصح بتغيير المتحاورين ، والمحقق العدلي يتهرب من جلسات تحقيق مع الملاحقين خشية دعاوى الرد وكف اليد ، والدولار وحده حاكم بأمر العباد والبلاد ، والحاكم المفترض انه مسؤول عن استقرار سعر الصرف يراقب من بعيد حتى تصل الصرخة حد الوجع الخطير ، الذي يهدد بالتفجير فيقترب ويصدر بيانا ويعلن عن اجراءات ، لا تلبث ان تتلاشى كالتي سبقتها ، وقد بات في لبنان للدولار خمسة أسعار ، وربما يبتكر الحاكم سعرا سادسا هو سعر دولار الإتصالات أسوة بدولار المحروقات للسير تدريجا نحو رفع الدعم ، كما تم في مسار المحروقات ، واللبنانيون مسؤولين ومواطنين يتابعون ما يجري على منصات التواصل الإجتماعي وشبكات الأخبار ، والذين ينزلون الى الشوارع لم يعودوا يمثلون حالة شعبية كالتي شهدناها في إنتفاضة تشرين قبل عامين ، فقد غادر الشعب الشارع الى غير رجعة ، كما غادرت السلطة موقع المسؤولية الى غير رجعة .
في المشهد الدولي والإقليمي تتوزع التطورات بين موسكو وفيينا والرياض ، ففي موسكو يدير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معركته لربط الإستقرار في محيط روسيا بتوفير متطلبات أمنها القومي ، وفي مقدمة الشروط منع تمدد حلف الناتو الى دول شرق أوروبا ، وتبدو أوكرانيا على صفيح ساخن تنتظر وتترقب نتائج التفاوض الذي يجريه بوتين مع قادة أوروبا ، الذين يخشون تأثر أمن بلادهم من اي انفجار في الوضع الأوكراني ، ويخشون على اقتصاداتهم من وقف تدفق الغاز الروسي ، ويخشون أكثر أن تتركهم واشنطن في منتصف الطريق بعدما جربوا الورطة في افغانستان ولا زالوا يعانون التداعيات .
في فيينا تواصل إيران إدارة التفاوض على البارد حول مستقبل ملفها النووي ، بعدما وضعت شروطها بووضح الغاء كامل للعقوبات مقابل عودة كاملة للإلتزامات ، لكن بشرط الحصول على ضمانات لعدم حدوث انسحاب اميركي جديد ، يعيد العقوبات كما حدث مع الرئيس السابق دونالد ترامب ، والضمانات الإيرانية هي نقطة الوجع الأميركية التي يمثلها الحفاظ على ما حققته إيران من تقدم في برنامجها النووي ردا على الإنسحاب الأميركي ، وقلب هذا الإنجاز تمثله أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي قامت غيران بتصنيعها وتركيبها وإعتمادها في تخصيب مرتفع النسبة لليورانيوم بكميات تقلق واشنطن والغرب من اقتراب ايران من املاتك ما يكفي لتصنيع سلاح نووي ، وفيما تطلب واشنطن تفكيك هذه الأجهزة وتدميرها ، كما حدث بعد إتفاق 2015 ، وضعت روسيا على الطاولة فرضيتين جديدتين ، الأولى هي ترحيل الأجهزة واليورانيوم المخصب للحفظ خارج إيران ، بينما تطلب ايران الاحتفاظ بها داخل حدودها تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
في الرياض عقدت القمة الخليجية التي ترأسها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد جولة شملت ادلول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ، وكان ملفتا أن تتضمن كل البيانات الختامية لجولته اشارة للوضع في لبنان بلغة تشبه ما تضمنه البيان السعودي الفرنسي ، وجاء البيان الختامي للقمة الخليجية مشابها على هذا الصعيد ، مع لهجة متشددة تجاه حزب الله ، في توقيت يمني يزداد صعوبة من جهة ، وتوقيت سعودي يقول المغرد المعروف مجتهد ، الذي ينقل عادة أخبارا دقيقة عن ما يجري في الديوان الملكي السعودي وكواليس صناعة القرار ، انه توقيت الإقتراب من تنصيب ولي العهد على العرش الملكي ، ما يحتاج انهاء اجواء التشنج التي لا تزال تحكم الموقف الأميركي تجاه هذا الإنتقال .
2021-12-15 | عدد القراءات 1572