في أصول التقاضي كتب ناصر قنديل

 

في أصول التقاضي 

كتب ناصر قنديل

- بين التهذيب والفجور تندرج أصول المثل أمام القضاء ، وشرط المثول المهذب هو أدب الإمتثال ، وقد سبق ان رفع رئيس حزب القوات اللبنانية عشرات الدعاوى أمام القضاء بحق رموز من قوى الثامن من آذار وشخصياتها ، وتوجهوا برفقة محام واحد بصمت الى موعد الجلسة ومثلوا واقفين أمام القاضي وترافعوا بكل أدب ولم يصطحبوا مرافقين ولا مؤيدين ولا حلفاء ولا وسائل الإعلام وخرجوا دون تصريح أو بيان وانتظروا نتائج الأحكام بكل هدوء وسلام ، ولا مريدين يصفقون او يهاجمون ، وتعاملوا مع محامي الخصم بكل مهنية واحترام ، وعندما صدرت الأحكام وفي كثير من الحالات لصالح الجهة المدعية تم قبول الحكم بكل احترام وتم تنفيذه بكل التزام .

- عادة يمكن ان يخرج التقاضي عن هذه القواعد الصامتة والهادئة ، عندما تكون السلطة هي الخصم بحق صحافي فرد في واحدة من قضايا الحرية البائنة ، فيتداعى دون دعوة من أحد جمع من المحامين وأنصار حرية التعبير ونقابات معنية لتشكيل حضور ضاغط يقول للسلطة السياسية ان استفراد الصحافيين لن يتم ولن يمر ، وأن معركة الحريات واحدة .

- الذي جرى أمام قصر العدل في الدعوى المقاومة بحق نائب سابق في قوى الرابع عشر من آذار ، رسالة ترهيب موجهة للقضاء ، فالجهة المدعية لا ترهبها هذه البهلوانيات الإستعراضية ، لكن الحشد السياسي والإعلامي واستقدام المناصرين ، محاولة لمنح التقاضي بعدا طائفيا ، والقول لقاضي ان كان مسيحيا انه يخرج من جلده اذا حكم ضد المدعى عليه وان كان مسلما انه يعرض نفسه للاتهام بالانحياز الطائفي للجهة المدعية ، وفي الحالتين إبطال فرصة التقاضي .

- ما تعرض له محامي الجهة المدعية من تنمر وتطاول يكشف عدم إيمان الفريق المشارك في دعم المدعي عليه بمبدأ التقاضي ، رغم وجود محامين كبار بين صفوفه ، كما يكشف أدب وتهذيب الجهة المدعية والمنتمين اليها ، وقيام المحامي بالشكوى لدى نقابته لتوفير الحصانة اللازمة لممارسته املهنية علامة إيمان بمبدأ التقاضي .

- من يريد شيكا على بياض لقاض بعينه ويتنمر على كل عملية تقاضي ، ويستعظم المثول امام القضاء يكشف ان دعمه لهذا القاضي وحده دون سواه ، نابع من ذات عقلية رفض التقاضي ، فهو دون سواه لا يقوم بمهمة قضائية بل غارق في السياسة حتى أذنيه ولذلك يلقى دعم الذين لا يقبلون التقاضي .

2021-12-15 | عدد القراءات 1467