اوكرانيا كلما تأزمت الأوضاع
كتب ناصر قنديل
- لا زالت واشنطن تعمل بوصايا زبيغنيو بريجنسكي التي صاغها عام 1980 يوم كان مستشارا للأمن القومي في عهد الرئيس رونالد ريغان ، والتي منها الإعتماد على تنظيم جهادية إسلامية تعمل تحت الراية الأميركية وتخدم سياساتها ، ومنها أن أفغانستان هي نقطة التقرب الأميركية الأهم من عمالقة آسيا روسيا والصين وإيران ، وأن أوكرانيا هي نقطة الضعف في الأمن القومي لروسيا .
- بالرغم من تراجع فاعلية استخدام ما وصفه بريجنسكي بالجهادية الإسلامية بعد معارك داعش والقاعدة الفاشلة في سورية والعراق ولبنان ونجاح محور المقاومة بهزيمتها ، واعتراف إدارة الرئيس جو بايدن بفشل عسكري كبير في أفغانستان فرض الإنسحاب دون تحقيق أي من الأهداف مع الإعلان عن استحالة الفوز بتحدي البقاء ، تراهن واشنطن على السير على القدم الثالثة وحدها عبر إثارة قضية أمن أوكرانيا في لحظة دولية تشهد تشابك التعقيدات وتزاحمها بوجه أميركا ، وترسم موقعا متقدما لروسيا .
- في المرة السابق عندما أثار الأميركيون أمن أوكرانيا كانت معارك القاعدة وداعش في طور الصعود ، والوجود الأميركي في أفغانستان خارج التداول ، وراهن الأميركيون على أن الإثارة العالية الوتيرة التي بدأت في أوكرانيا ستنجح في فرض التفاوض بسقوف مناسبة مع روسيا حول سورية ، وكان الدر الروسي بتحويل الرئيس فلاديمير بوتين للتحدي الى فرصة عبر المضي قدما بضم شبه جزيرة القرم .
- هذه المرة لا يملك الأميركيون حتى فرصة التهديد بالعمل العسكري الذي لوحوا به في المرة الأولى ، وهم بعد الإنسحاب من افغانستان غير ما قبله ، وسقف اوراقهم تمثله العقوبات التي تأقلمت معها روسيا ، والأميركي يحتاج التعاون والتنسيق مع موسكو في أكثر من ملف ، لذلك يذهب الرئيس بوتين الى الهدف الأبعد ، وهو طلب تعهدات أميركية وأوروبية بعدم العبث في حدائق روسيا الخلفية ، في دول أوروبا الشرقية والإلتزام بعدم ضمها الى حلف الناتو .
- البديل الروسي حاضر ، وليس بالضرورة ان يكون اجتياحا روسيا لأوكرانيا ، بل إعلان إنفصال شرق أوكرانيا ولاحقا الإستجابة لطلب انضمامها الى روسيا ، كما حدث مع شبه جزيرة القرم ، أو كما يلوح قادة مقاطعات شرق أوكرانيا بأن يتولوا هم الدخول الى العاصمة كييف .
2021-12-18 | عدد القراءات 1613