بوتين يرسم الخط الأحمر للناتو ...وعبد اللهيان متفائل بمفاوضات فيينا

بوتين يرسم الخط الأحمر للناتو ...وعبد اللهيان متفائل بمفاوضات فيينا
شلل نيابي وحكومي وقضائي ...وباسيل يصعد... فهل يستقيل ثلث الوزراء ؟
عيدية الحاكم للموظفين 10 $ مقابل عودة طوابير الذل ...والحكومة غائبة
كتب المحرر السياسي 
لا يزال العالم ومعه المنطقة في المنطقة الرمادية ، بين السقوف المتقابلة المتباعدة للأطراف المتصارعة دوليا وإقليميا ، والآفاق التي تفتحها فرص التفاوض لتقارب لا يزال أملا يحتاج الكثير كي يصبح حقيقة ، وتأتي قوة الدفع الوحيدة بإتجاهه من إنسداد الطريق أمام البدائل الأخرى ، وفي طليعتها البديل العسكري ، فواشنطن التي تخوض مواجهة سياسية عالية النبرة مع روسيا حول أوكرانيا ومع إيران حول ملفها النووي ، عاجزة عن الذهاب الى المواجهة العسكرية ، والثوابت التي يقف عندها الروس والإيرانيون لا تراجع عنها ، كشرط لنجاح التفاوض ، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسم أمس  خطأ أحمر كبيرا أمام تمدد حلف الناتو شرقا ، وفتح نافذة وحيدة للحل السياسي في أوكرانيا هو تطبيق اتفاقيات مينسك متهما أوكرانيا بالتهرب منها ، محذرا من أن اي تصعيد عسكري أوكراني تجاه الشرق سيعني تهديدا للأمن القومي الروسي ويعامل على هذا الأساس ،وكلام بوتين يرسم مواضيع التفاوض الذي تم الحديث المبتادل بين واشنطن وموسكو عنه لمناقشة مضمون الضمانات التي تطلبها روسيا ، لكن لم يحدد بعد مكانه وزمانه ، ومثلما يقابل العجز الأميركي عن التصعيد صعوبة تسليمها بالسقف الروسي ، يحدث في ملف التفاوض على الملف النووي الإيراني ، فواشنطن تدرك أنها ومعها حلفاؤها عاجزون عن التفكير بمغامرة عسكرية بوجه إيران ، كما يدركون أن "إسرائيل" ستكون في طليعة الخاسرين من هذه الحرب إذا اشتعلت ، وان تل ابيب تدرك رغم صوتها المرتفع انها فشلت بإثبات قوتها الرادعة في الحرب مع غزة قبل شهور ، لكن واشنطن ومعها كل حلفائها يدركون ان رفع العقوبات كحصيلة حتمية لنجاح التفاوض ، سيعني انتعاش ايران وقوى المقاومة المدعومة من إيران ، والتي تحولت الى رقم صعب في ظل العقوبات القصوى على إيران ، فكيف سيكون الحال مع رفعها ، وفي هذا الإرتباك الأميركي ، برز تفاؤل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان ،  بمستقبل مفاوضات فيينا ، واشارته لإيجابية أوروبية ملفتا ، مع الكلام عن أن ما ناجز في الجولة السابقة من التفاوض يعادل 50% من نص أي وثقة تفاهم مرتقبة ، بإنتظار جولة جديدة بات متفقا انها ستبدأ الإثنين وتستمر حتى الخميس .
المناخ الرمادي هو نفسه يحيط بالوضع اللبناني من الزاوية الدولية ، حيث الإنتقال الأميركي من سياسة الإسقاط الى التريث لم يتحول الى خطوات عملية بما فيها ترجمة استثناء استجرار الغاز المصري عبر سورية ، الذي كشف وزير الطاقة المصري ان حكومته لم تتلق بعد استثناء واضحا من احكام قانون قيصر لإنجاز عملية البيع للبنان ، ومثلها الإشارات الفرنسية عن تذليل عقدة العلاقات الخليجية بلبنان بعد غستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي ، لم ينتج عنها اي خطوة عملية تشير الى ان ثمة شيئ عملي في طريق التحضير ، بل ان ما حملته زيارة نائب وزير الخزانة لشؤون الإستخبارات برايان نيلسون في لقائه مع جمعية المصارف حمل إشارات المضي بالضغوط على لبنان ، كما جاءت محاولات تعديل مهام اليونيفيل بفرض أمرو اقع جديد في الجنوب يحولها من قوة اسناد للجيش اللبناني الى قوات متعددة جنسيات تجعل الأمن والسيادة في الجنوب تحت سلطة الوقات الدولية ، وهو ما تصدى له أبناء الجنوب أول امس رافضين تولي اليونيفيل الأمن الداخلي لبلداتهم ، دفاعا عن القرار 1701 ، وبقوا وحدهم بعدما جاءت البيانات الحكومية مخيبة لآمالهم .
في الشأن السياسي الداخلي بقي الشلل النيابي والحكومي مع الإشارات الواردة حول نية  رئيس الجمهورية عدم توقيع مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب ، بينما دخل المسار القضائي للمحقق العدلي طارق بيطار في كوما الإنتظار مع دعوى الرد الجديدة للنائبين علي حسن خليل وغازي  زعيتر ، وجاء كلام النائب جبران باسيل المتداول علىوسائل التواصل الإجتماعي بفيديو مصور من احدى املناسبات بلهجة تصعيدية يفهم ان المقصود فيها حزب الله ، صار السؤال عن المستقبل السياسي ينتظر جوابا حول مساع قالت مصادر سياسية متابعة انها تجري في الكواليس لبلورة حل قضائي لقضية القاضي بيطار مجددا ، أو الإجابة عن سؤال حول فرضية استقالة اكثر من ثلث الوزراء ما يحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال حتى الإنتخابات ، في ظل العجز عن تشكيل حكومة جديدة وترجيح إعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي في أي إستشارات نيابية جديدة دون أن يتمكن من تشكيل حكومة جديدة في ظل الأزمة الراهنة وعقدة الملف القضائي .
في الشأن الإقتصادي والإجتماعي مع تحكم سعر الصرف بحياة اللبنانيين في موسم الأعياد ، خففت كورورنا على مرارتها من حجم الإحراج بإلغائها كل احتفالات الأعياد وتقديم العذر لحجب الفقر ، وبرز تعميم مصرف لبنان لدفع الوراتب بالدولار على سعر صرف المنصة ، كعيدية إذلال للموظفين على ابواب المصارف مقابل عشرة دولار  هي فرق سعر الصرف بين المنصة والسوق السوداء ، وسط غياب تام للحكومة عن المشهد .

 

2021-12-25 | عدد القراءات 1307