خطة افلاس عبقرية نفذ نصفها والباقي آت ؟ نقاط على الحروف ناصر قنديل

خطة افلاس عبقرية نفذ نصفها والباقي آت ؟ 

نقاط على الحروف

ناصر قنديل 

- كانت قيمة رواتب واجور موظفي الدولة ومتقاعديها تبلغ ثمانية مليارات دولار أميركي عام 2019 ، وهي اليوم مع البدلات الإضافية للنقل وللغلاء لا تصل الى مليار دولار ، وكانت قيمة فوائد الدين ستة مليارات دولار وهي موزعة على ملياري دولار لسندات اليوروبوند التي صارت قيمتها السوقية ربع قيمتها الإسمية فتدنت فوائدها الى نصف مليار دولار ، بينما الأربعة مليارات التي كانت تمثل فوائد السندات بالليرة اللبنانية فلم تعد تمثل أكثر من ربع مليار دولار مع انهيار قيمة الدين نفسه بتراجع سعر صرف الليرة قرابة خمسة عشر مرة ، بحيث صار اجمالي الانفاق العام دون الملياري دولار سنويا اذا لم نحتسب الاضافات التي يتحكم بها من خارج الدستورو القانون حاكم مصرف لبنان ، والتي تطال ما يسميه الحاكم بالدعم وهو من خارج اختصاصاته وفي صلب اختصاص مجلس النواب والحكومة .

- ما جرى عمليا بوعي وخطة لتخفيض النفقات العامة والسطو على مكتسبات موظفي الدولة عبر تراكم ثلاثين سنة ، من التحسينات توجتها سلسلة الرتب والرواتب ، واكبه سطو مماثل على الودائع المصرفية التي كانت تشكل العبء الأهم على عاتق مصرف لبنان في ادارة الأزمة عند اندلاعها ، لكنه نجح بدفع أغلبية المودعين للتأقلم مع سحب ودائعهم على أسعار تعادل أقل من 20% من قيمة ودائعهم ، وقد فقد ما بقي منها الكثير من قميته اذا كانت الودائع بالليرة اللبنانية ، فالقمية الحالية لهذه الودائع لا تزيد عن 10%  مما كانت ، بقياس سعر الصرف ، وتهيأ أصحاب الودائع بالدولار لتقبل تعاميم مصرف لبنان لسحبها بالتدريج وفقا لروزنامة يضعها الحاكم وبأسعار بالليرة اللبنانية يقررها الحاكم أيضا حتى تتم تصفية الودائع ، وبقيم لن تزيد بالاجمال عن عشرة مليارات دولار بدلا من أكثر من مئة مليار ، بعدما تمت تصفية قرابة الخسمين مليار بعشرة مليارات أخرى هي التي انفقت ، وتمت تغطيتها بالإنفاق على الدعم ، وهي تفسر تراجع الاحتياطي من 32 مليار دولار الى 14 مليار ، بحيث لم تتجاوز كلفة الدعم خمسة مليارات فقط ، ويعتقد ان التحويلات التي تمت الى الخارج لحساب مودعين نافذين قاربت سبعة مليارات استنزفت بعض الاحتياطي ، وهذا يفسر  تراجع الإحتياطي الإلزامي من 18 مليار مع بيدء الأزمة الى 12 مليار اليوم ، أي ان الودائع انخفضت قرابة 40 مليار دولار .

- تحت عيون القضاء يجري كل ذلك الإنتهاك والسطو ، وببركة تلفزيونات وجمعيات الثورة المنخرطة مع الحاكم ضمن حلف لا تنفك عراه ، وقد تم بوعي تضييع لحظة انتفاضة 17 تشرين عن الهدف الرئيسي وهو اعادة هيكلة المصارف ومصرف لبنان معا ، من بوابة قانونية جديدة تقوم على اولوية حفظ الودائع ، ومنع التحويلات وقوننة الدعم عبر السير بالبطاقة التمويلية بالدولار ، وكانت كلفة الدعم السنوي بقرابة مليار دولار تكفي لمنح مليون عائلة مئة دولار شهريا ، وتحت عيون القضاء وشراكة بعض السياسين واستهتار بعضهم وجهل بعضهم ، تم كل ذلك ، ورميت كرة النار في السياسة بوعي ايضا بوجه المقاومة ، ويجري الإعداد الآن للوجبة الثالثة ، وهي الذهاب الى صندوق النقد الدولي لخطة نهوض يحلم اللبنانيون بأن تأتي لهم بأقل مما انفقه مصرف لبنان في سنتين ، ويقول لنا الحاكم ان ذلك يكفي للنهوض دون ان يقول لماذا لم ينفق هذه الأموال على خطة النهوض اذا كان مبلغ ال 12 مليار دولار كافيا ؟

- تمت تصفية لبنان ماليا بنجاح ، وسينال حاكم المصرف درع أخطر حاكم مصرف في العالم بعدما نال درع تكريم افضل حاكم مصرف لأكثر من مرة ، وسيقول لنا الصندوق انه سيساهم بخطة النهوض بثلاثة مليارات دولار فقط و ويقول لنا احسنتم بعدما نفذنا كل طلباته طوعا ودون ان يطلب ، لكن علينا اقناع المساهمين بأن يمنحونا الباقي ، ثم سيقول ان دول العالم تسأل كيف لها ان تساهم مع دولة تعلن حاجتها للاستدانة كي تنهض وهي تملك مخزونا من الذهب تقدر قيمته اليوم بثمانية عشر مليار دولار ، وستدور المفاوضات ونحن نهبط الى القعر ، ونستغيث ، ونتنفس تحت الماء ، ثم سيحقق حاكم المصرف البطولة بإقناع الصندوق بأن نبيع نصف الذهب لتمويل خطة النهوض لنحصل على مثله من المساهمين ، ونبدأ بسداد ديون سندات الخزينة للمصارف بعد تحسين سعر الصرف الى خمسة آلاف ليرة ببيعها مؤسسات الدولة بدل ان ندفع اموالا ، فتكبر قيمة أموال المصارف وتقل قيمة مؤسسات الدولة ، ويكون المودعون قد صفيت ودائعهم على سعر الثلاثين الفا او خمسين الفا والله اعلم ، وسنفرح للإنجاز بأننا بعنا مؤسسات خاسرة بما فيها الهاتف الخليوي الذي بات خاسرا ببركة الخطة العبقرية ، ولكننا سنفرح لأننا لن ندفع أموالا ، وعندها سيكون مهما تثبيت سعر الصرف عند حد يقطع الطريق على تغيير الرواتب والأجور ، وسيقبل الموظفون الذين يعادل متوسط راتبهم الجيد اليوم مقابل مليونين وثمانمئة الف ليرة ، مئة دولار فقط ، ان يصبح خمسمئة دولار ، بعدما كان يعادل أكثر من الف وخمسمئة دولار .

- سنصفق للحكام على حسن القيادة .

- كل عام وأنتم بخير والى ثلاثين عام جديدة وفقاعة جديدة .

2021-12-25 | عدد القراءات 1298