الغارات على مرفأ اللاذقية وماذا بعد ؟ كتب ناصر قنديل

الغارات على مرفأ اللاذقية وماذا بعد ؟ 

كتب ناصر قنديل

- لا تأتي خطورة الغارات الإسرائيلية التي إستهدفت مرفأ اللاذقية من كونها كما يزعم الإسرائيليون إستهدفت حاويات تحمل معدات عسكرية ، فتلك لا يتم تركها في أرض المرفأ فكيف في ساحة الحاويات ، إلا أن الخطورة تأتي من أن الإستهداف المتكرر للمرفأ عبر غارات جوية من جهة البحر يفتح الباب لتساؤلات حول العلاقة السورية الروسية ، ما تتهم به موسكو أمام الرأي العام السوري خصوصا والعربي عموما بأنها راضية عن هذه الغارات ، أو لا تمانع بها ، بدليل ان افستهداف يتم في حضن موسكو العسكري ، حيث بطاريات صواريخ الأس أس 400 التي تربض في حميميم والتي قيل أنها تستطيع كشف الطائرات الإسرائيلية وهي على مدرجات الإقلاع من الأراضي الفلسطينية المحتلة .

- حسنا فعلت القيادة العسكرية الروسية في حميميم بإصدار بيان يشرح كيفية حدوث الغارات ، وإشارته إلى أن الدفاعات الجوية السورية التي تتعامل عادة مع هذه الغارات لم يتم تفعيلها من قبل الجيش السوري لتزامن الغارات مع عبور  طائرة نقل جوي عسكري روسية في ذات الأجواء بذات التوقيت ، تفاديا لتكرار الحادثة التي تسببت بسقوط طائرة روسية مشابهة في أيلول عام 2018 ، ومن البديهي أيضا ألا تكون شبكات الصواريخ الروسية مفعلة للإعتبار ذاته ، والبيان الروسية يأتي تأكيدا لإتهام سابق سوري روسي للإسرائيليين بالإحتماء بالطائرات المدنية أثناء تنفيذ الغارات الجوية على سورية ، وهذا يعني ان "إسرائيل" تتحدى سورية وروسيا معا ، ولا تترك مجالا لردعها مع تعطيل فرص اسقاط الصواريخ ، الا بجعلها تدفع ثمن الغارات بما يردعها عن التفكير بتكرارها .

- لا سورية تستطيع تحمل ان يمر الأمر دون رد ، ولا روسيا تستطيع المطالبة بضبط النفس وتحمل التمادي الإسرائيلي دون خطوة رادعة ، وقد آن الأوان لضربة موجعة تقول انه من ألان وصاعدا بالعين بالعين والسن بالسن ، والمرفأ بالمرفأ ، والمطار بالمطار ، وا لا  تطاله الطائرات تطاله الصواريخ .

2021-12-29 | عدد القراءات 1368