نصرالله : اميركا هي من يدعم الإحتلال ...والسعودية هي من يصدر الإرهاب
باسيل : سبب الفشل مع حزب الله هو أمل ...وخليل : فخورون بثنائيتنا المقاومة
عون مستمر بالسعي لإنجاح الحوار ...وبري لا يمكن أن ادعى لحواروأقاطع
كتب المحرر السياسي
أحيت المنطقة من طهران الى بغداد وغزة وصنعاء ودمشق انتهاء ببيروت الذكرى السنوية الثانية لإستشهاد القائدين في محور المقاومة قائ فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية في إيران الجنرال قاسم سليماني ورئيس أركان الحشد الشعبي العراقي الحاج ابو مهدي المهندس ، والإحياء اللبناني الذي توج احتفالات المنطقة الحاشدة ، توجته كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، التي اكتفى خلالها بمقاربة مبدئية للسجالات اللبنانية خصوصا حول ما قاله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن الإنتقادات للعلاقة مع حزب الله وربط التمسك بالتفاهم مع حزب الله بتطويره ، مقدما مجموعة مواقف وعناصر تتصل بالحوار حول الإستراتيجية الدفاعية ودور المقاومة في المنطقة ، وبآليات العمل الدستوري واتلحالفات محملا ثنائية أمل وحزب الله المسؤولية عن فشل التفاهم ، وفي مقاربته المبدئية قال السيد نصرالله ، نحن أيضا متمسكون بالتفاهم ومستعدون لتطويره ، لكن هناك الكثير مما قيل يحتاج الى نقاش وتوضيح ، واعدا بإطلالة قريبة يخصصها للشأن اللبناني ، لكن كلمة السيد نصرالله لم تكن بعيدة عن الشان اللبناني بما في ذلك كلام باسيل ، دون تناول الملفات اللبنانية خلال الكلمة .
أعاد السيد نصرالله في كلمته رسم المشهد في المنطقة بصفته مشهد الحروب الأميركية ، والإحتلال الإسرائيلي ، وتهديد التنظيمات الإرهابية ، وتولى الشرح بالتفصيل لدور أميركا القيادي في المسؤولية عن كل معاناة وعذابات شعوب المنطقة ، موضحا مكانة إسرائيل تحت المظلة الأميركية كعدو محتل يمثل مصدرا دائما للعدوان ، محملا السعودية مسؤولية رعاية التنظيمات الإرهابية وتمويلها .
بالمقابل قدم السيد نصرالله إيران الداعمة لقوى المقاومة بصفتها صديقا لشعوب المنطقة وحليفا ونصيرا لمقاومتها ، واضعا معادلة القاتل والشهيد أساسا لفهم المشهد السياسي داخل كل بلد عربي ، وفي المنطقة بصورة عامة ، مفصلا في كل من ساحات المواجهة بالتمييز بين كيف كانت واشنطن وإسرائيل والسعودية على ضفة التسبب بالأذى وصناعة الحروب ، وكيف كانت غيران سندا للشعوب ، وكيف كان ما يرمز اليه كل من قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس وكل مقاومة تعبيرا عن ارادة الحرية والكرامة لدى شعوب المنطقة .
في لبنان حملت كلمة السيد نصرالله بموزا كافية لفهم الإصطفافات التي ستنشأ عنها ، حيث الرد على كلام الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي دعا اللبنانيين الى مواجهة ما وصفه ب"حزب الله الإرهابي" ، احتل حيزا من كلمة السيد نصرالله اتهم فيه السعودية بالوقوف وراء الإرهاب ، فيما كان حزب الله هو المدافع عن شعب لبنان بوجه الإرهاب ، داعيا اللبنانيين الى توصيف الأمور بطريقة منصفة ، ولو كانت رغبتهم هي السعي لترتيب العلاقة مع السعودية ، لكن دون تزوير الحقيقة ، واعتبرت مصادر تابعت كلمة السيد نصرالله أن موقف حزب الله بسقفه العالي سيعيد خلط الأوراق حول التوجهات السياسية التي دأبت على التعامل مع وجود المقاومة كمشكلة ، والتوجه نحو استرضاء السعودية سعيا وراء الحل ، بحيث يأتي الحليف لحزب الله ويقول ان على الحزب المساعدة بالتخلي عن انتقاداته للسعودية وربما لأميركا لتسهيل الوصول للحلول ، ويذهب البعض لإعتبار ان الكلام عن ان سلاح حزب الله قضية اقليمية تفوق قدرة اللبنانيين ، هو موقف ايجابي من الحزب لأنه يرفض مطالبة لبنان واللبنانيين بمواجهته ، ليأتي كلام السيد نصرالله ويوقول لهؤلاء أن هذه المواقف المتلونة لم تعد مقبولة ، وأن المطلوب ان تقلبوا المواقف ، فتقولوا أن السعودية مشكلة وسبب أزمة ، لكن حلها يفوق قدرة لبنان واللبنانيين لنفكر معا بيكفية العمل على حلها ، ومثلها بالنسبة لأميركا ، فالمقاومة لم تقاتل لتحملي لبنانيين دون لبنانيين آخرين ولن تقبل بنطران الجميل ، ولا بتزوير الحقائق ، تجاه من يدعم إسرائيل ومن يقاتلها ومن يدعم الإرهابيين ومن يقاتلهم .
اول رد فعل على كلام السيد نصرالله جاء من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معلنا رفضه لكلام نصرالله ، مبديا خيبة من ما قاله السيد نصرالله ، بينما قالت المصادر المتابعة للخطاب ، أنها تنتظر ان تحمل الساعات القادمة المزيد من التعليقات خصوصا من يهدف لتقديم اوراق اعتماد لدى الرياض واثبات الولاء لها على ابواب الانتخابات النيابية والامل بنيل الدعم المالي بصفته عدوا لحزب الله .
قبل كلام السيد نصرالله كان السجال بين التيار اولطني الحر ورحكة أمل قد سجل درجة عالية من السخونة بعد كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وتحميله لحزب الله مسؤولية فشل التفاهم بينه وبين التيار لأنه جعل علاقته بحركة أمل بوابة للعلاقة بالتيار ، ليأتيه رد أمل بلسان المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل ، الذي أكد أن جوهر ثنائية أمل وحزب الله هو المقاومة ، التي حذر باسيل من صعوبة الحفاظ عليها وعلى الدولة ، ليرد عليه خليل انه لولا هذه المقاومة لما كان هناك دولة .
في الشأن السياسي أكد رئيس الجمهورية مواصلة مساعيه لإطلاق وانجاح الحوار الوطني الذي اشار اليه في كلمته قبل ايام ، وجاء رد رئيس المجلس النيابي نبيه بري مختصرا بقوله ، أنه لا يمكن ان يدعى لحوارويقاطع ، لكن العبرة تبقى بخواتيم الحوارات .
2022-01-04 | عدد القراءات 1702