نقاط السيد نصرالله على الحروف متعددة الإتجاهات

نقاط السيد نصرالله على الحروف متعددة الإتجاهات 

كتب ناصر قنديل

- تجاوز الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب إحياء ذكرى إستشهاد القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ، إطار تكريم الشهادة الى رد الإعتبار لأصول الإنقسام الذي تعيش المنطقة في ظلاله بين محور المقاومة الذي تقوده إيران والمحور المقابل الذي تقوده واشنطن وتنضوي فيه "إسرائيل" ودول الخليج وفي مقدمتها السعودية ،  حيث من غير المقبول من القوى السياسية والنخب ان تتصرف تجاه هذا الإنقسام وكأنه قضية تخص قوى المقاومة لإعتبارات لا علاقة لها بمستقبل المنطقة وشعوبها ، أو كأن هذه القوى والنخب ضيوف على هذه املنطقة تتفرج عن بعد على هذا الصراع .

- جوهر ما قاله السيد نصرالله هو أن زمن تغاضي المقاومة عن موقف القوى السياسية والنخب من الصراع مع أميركا وجماعتها في المنطقة ، تسهيلا للأكلاف والتبعات على هذه القوى ، قد انتهى ، فالمقاومة التي كانت تقول ان لا مشكلة لديها بالعقوبات التي تفرض عليها وبتصنيفها على لوائح الإرهاب طالما ان الأذى محصور بها ، هي المقاومة التي باتت تشهد محاولة لتزوير التاريخ وتشويه الصراع ، بحيث تصبح أميركا وحلفائها وفي طليعتهم السعودية ، أصدقاء وتصبح المقاومة مشاغبا يجب ان ينصبط بما يتيح إسترضاء واشنطن والرياض ، فسؤال نصرالله عن تعريف العدو والصديق وتوصيفهما بات يشكل الأفباء البحث السياسي مع الحلفاء وغير الحلفاء.

- المقاومة ليست مشكلة دول املنطقة وشعوبها ، بل هي رد هذه الشعوب على الإذلال والإحتلال والإرهاب ، ويجب أن تعامل بعرفان بجميل  تضحياتها وأن تحفظ كرامتها ويصان حذورها على هذا الأساس ، وكل من أيد الإحتلال وتسبب بالإذلال ودعم الإرهاب يجب ان ينظر اليه كعدو ، ولو كان النقاش ممكنا تحت عنوان المصلحة بالحفاظ على ضرورات الحكومات في العلاقات الدولية والإقليمية ، لكن أن تصل الأمور الى حد توصيف المقاومة وايران كعقدة يجب حلها لأن الرضى الأميركي والسعودي هو بوابة المصالح الوطنية فتلك كارثة سياسية ووطنية واخلاقية .

- للبنانيين معادلة السيد نصرالله تقول لو تركنا كل الماضي ونظرنا الى الحاضر والمستقبل ، هل تمثل ثورات النفط والغاز مصلحة لبنانية عظمى ، وهل المقاومة سبب لقوة لبنان التفاوضية ، بل مبرر لجوء العدو للتفاوض ، وسبب حماسة واشنطن للبحث عن حل وسط ، فكيف يمكن ان تتحول المقاومة التي تدعمها ايران دون مقابل يطلب من لبنان ، الى مصدر قلق ويصير الأميركي الذي يضغط على لبنان لتخفيض سقف حثقوقه إراضء للعدو ، صديقا حريصا على المصلحة اللبنانية ؟

- اعادة ترسيم العلاقات اللبنانية على أساس الموقف من توصيف موقع المقاومة وموقع أميركا من مفهوم المصلحة الوطنية ، تشبهه اعادة ترسيم العلاقات اللبنانية على أساس توصيف موقع المقاومة وموقع السعودية من مفهوم الإرهاب ، وربما يكون السيد نصرالله في هذا الخطاب قد وضع رؤوس جسور ضمنية لما سيقوله في مناقشة كلام رئيس التيار الوطني الحر ، من موقع متمسكون بالتفاهم ومستعدون لتطويره ، لكن هناك ما يحتاج قبل ذلك للنقاش والتوضيح .

- في السعودية رغم الضجيج ،  يقرأ لبنان من مدخل النظر لحزب الله ، حيث لا اهتمام بما يقدم من تنازلات ، ولا بما يجري وسيجري من استحقاقات الا من مدخلين ، الأول مستقبل العلاقة بحزب الله في ضوء اقتراب الانسحاب الأميركي من المنطقة ، وحالة الذعر الاسرائيلية في ضوء ذلك ، والإنفتاح على الحوار مع ايران استعدادا للمرحلة المقبلة ، والثاني ما سيقرره الأميركي الراحل عن المنطقة والراغب بتبريد جبهات الصراع ، وفي قلبها تفادي مخاطر نشوب مواجهة تمنح محور المقاومة فرص انتصارات جديبدة ، وفي قلب ذلك ما سيطلبه من السعودية من انفتاح على خيار لبناني يمثل حزب الله قوة حاسمة من معادلته السياسية ، ولن يحصد اللبنانيون المستعجلون والموهومون بتقديم اوراق الاعتماد الا الخيبات .

2022-01-04 | عدد القراءات 1370