كتب المحرّر السياسيّ
فاجأ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اللبنانيين وربما حلفاءه قبل خصومه، والخارج قبل الداخل، بربط أزمة سعر الصرف بالانتخابات النيابية، كاشفاً أن سعر الصرف سياسي لا اقتصادي، وأن السبب السياسي يتصل بهوية الأغلبية والثقة التي توحي بها، وكان واضحاً أن الجهة المستهدفة بنيل الثقة وفقاً لخطاب جعجع هي الجهة المعادية للمقاومة، وعلى رأسها الثنائي الأميركي السعودي الذي يطلب رأس المقاومة في لبنان كشرط لوقف سياسات الحصار والعقوبات، ويجاهر بربط رفع الحظر عن لبنان بإضعاف المقاومة وتأليب اللبنانيين عليها، ولا يخفي جعجع قيادته لهذه الحملة، من دون أن يجيب عن مصير ثروات النفط والغاز التي تشكل أهم ثروة يمكن لها مساعدة لبنان على الخروج من أزماته، إذا تمّ إضعاف المقاومة التي بسببها اضطر الاحتلال لدخول التفاوض واضطر الأميركي للعب دور الوسيط والبحث عن المبادرات، والتي سيكون مصيرها النهب بلا رادع اذا ضعفت المقاومة. وكما كشفت سفن كسر الحصار بأن توازن الردع الذي أقامته المقاومة وحده يمكن أن يحدث خرقاً في جدار الحصار والعقوبات، بينما السير بإضعاف المقاومة سيفتح شهية “إسرائيل” ومن معها دولياً وإقليمياً على المزيد، وصولاً لفرض ضم لبنان الى مشروع صفقة القرن وما فيه من تطبيع على حساب موقعه ودوره الاقتصادي ومصارفه ومرافئه، وصولاً لفرض توطين اللاجئين الفلسطينيين كترجمة لدور لبنان المفترض في صفقة القرن.
الدولار من جهته واصل الصعود خارقاً السقوف المتوقعة مسجلاً 33 الف ليرة للدولار الواحد في تأكيد لسريان خطة من يمثلهم جعجع بعرض المقايضة، انتخبوا القوات وحلفاءها في المجتمع المدني للبرلمان ولاحقاً جعجع للرئاسة، وشكلوا حكومة معادية للمقاومة وتورّطوا في الحرب الأهلية تحت شعار نزع سلاح المقاومة، وحققوا للاحتلال ومن خلفه ما عجزوا عن تحقيقه بحروبهم، ويريدونكم وقوداً لبدائلها، كما قالت أحداث الطيّونة، وإلا سيبقى سعر الدولار ينهش لحم الليرة وصولاً لإفقار جميع اللبنانيين، الذين بقيت قياداتهم الداعمة لخيار المقاومة عاجزة عن تحقيق وحدتها ورسم سياسات مالية بديلة، بينما كل ما حولهم يقول إن وحدتهم تملك القدرة على صناعة الحلول، كما تحدثت سفن كسر الحصار. وبغياب هذه الوحدة وهذه الرؤية بقي حاكم مصرف لبنان حاكماً بأمر البلد، وبعد سلسلة تعاميم مصمّمة لتخديم القطاع المصرفي وتصفية الودائع، اعلن مصرف لبنان رداً على الارتفاع الجديد لسعر الصرف بإعلان جديد سيستهلك بضع مئات من ملايين الدولارات تشتريها المصارف بسعر منخفض، هو سعر منصة صيرفة، ولا تفعل شيئاً سوى تهدئة مؤقتة سرعان ما تتبخر ويقفز الدولار بعدها نحو سقف جديد.
2022-01-12 | عدد القراءات 1478