سمر شلق الحاج التي غادرتنا أمس، هي إعلامية ناجحة منذ صباها، عرفت بثقافتها وحضورها المميّز في أدائها الإعلامي قبل أن تصير زوجة الضابط الذي صار مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج، وقد توافرت لها بصفتها الإعلامية ثم بصفتها زوجة شخصية نافذة كل الأسباب التي تشغل بال كثيرات من الإعلاميات الساعيات لشراء الشهرة بأي ثمن، بينما قدّمت سمر نموذج المرأة المتمسكة بما تؤمن والمثابرة للدفاع عن قناعاتها.
– خلال تلفيق تهمة التورّط في إغتيال الرئيس رفيق الحريري أتيح لعلي الحاج ولسمر منفردين ومجتمعين، ان يجنيا مالاً وفيراً ويحصلا على ضمانات دولية وإقليمية ومحلية للعب دور شاهد الزور الملك، مع تهافت دور وصورة الشاهد الكذاب زهير الصديق، وتمّت مساومتهما بالترغيب والترهيب لقبول هذه المهمة، فصمدا معاً وثبتا على الحق مهما كان الثمن. وكانت سمر الموجودة خارج السجن لسان حال الدفاع عن الضباط الأربعة، وملأت الإعلام والمجتمع والشارع حضوراً حتى ظهر الحق وعاد الضباط الى الحرية.
– لم تتوقف سمر عن أداء ما آمنت أنه مسؤوليتها وواجبها، كما تفعل أي زوجة يتحرّر زوجها، فهي صوت دائم مستنفر لنصرة المقاومة والدفاع عنها، وهي صديقة محبة لسورية قادت لأجلها مسيرات نسائيّة نحو صيدنايا تضامناً بوجه الحرب الظالمة التي شنت عليها، وصارت صديقة أمهات الشهداء تحضر لشد الأزر والمواساة في كل مكان، وهي المؤمنة بفلسطين ومقاومتها ولذلك نسقت تسيير سفينة مريم لفك الحصار عن غزة، وعندما ينتصر بعض النشطاء لحرية المناضل جورج عبدالله يجدون سمر بينهم، وعندما يتجمّع سواهم للتضامن مع كوبا او فنزويلا بوجه الحصار يجدون سمر بينهم أيضاً.
– خلال العقدين اللذين عبرا من القرن الحادي والعشرين، كانت سمر شلق الحاج علامة فارقة، ومثلت أيقونة للمرأة اللبنانية والعربية، لثقافتها وصدقها ومثابرتها وحضورها وقوة شخصيتها وشدة التصاقها بأفكارها، وكانت أماً مثالية وزوجة محبة حتى الموت، وصاحبة موقف شجاع وكلمة حرة، وقد كانت لو أرادت أن تساوم حيث تحلم الكثيرات من الوصوليات أن يكنَ.
– رحلت سمر وبقيت سيرتها مثالاً يحتذى لفتيات وسيدات يردن الحضور بغير ألاعيب الخفة والرخص الرائجة، في البحث عما هو جدّي وحقيقي ستجد الفتيات والسيدات الطامحات للصدق والشجاعة نموذجاً هو سمر شلق الحاج.
التعليق السياسي
2022-01-14 | عدد القراءات 1328