– انخفاض سعر الصرف بقرابة 15% خلال يومين أي من سعر الـ 33 ألفاً الى سعر الـ 26 ألفاً للدولار الواحد بموجب تعميم مصرف لبنان بإعلان الاستعداد لشراء مخزون الليرات لدى المصارف مقابل دولارات نقدية بسعر منصة صيرفة، يقول إن مصرف لبنان يستطيع عندما يريد الدخول لمنع الصعود الجنونيّ في سعر الصرف، بدليل انه استطاع، وهذه حجة دائمة على كل من يقول بأن المصرف لا يستطيع، لأن الأصح القول إنه لا يريد.
– الذي جرى ان مصرف لبنان عندما سحب السيولة التي تملكها المصارف بالليرة اللبنانية مقابل بيع الدولارات على سعر المنصة الأدنى من سعر السوق السوداء بـ 10 ليرات لكل دولار ( 24-34) دفع المصارف لبيع هذه الدولارات المشتراة بسعر المنصة في السوق السوداء وتسجيل أرباح كبيرة بالفارق، ثم العودة لشراء الدولارات مجدداً بسعر المنصة، وتكرار هذه العملية لمرات عدة، كان يضيق الهامش بين سعر المنصة وسعر السوق السوداء الى الحد الذي يريد مصرف لبنان الوصول اليه، وهو هامش الفي ليرة في سعر الدولار.
– الحصيلة أن المصارف حققت أرباحاً ضخمة وأن مصرف لبنان دمج كتلة الليرات الجديدة التي قام بطباعتها بالكتلة الموجودة في السوق وهو يشتري بها دولاراته المباعة والمعاد عرضها، وأن حاملي الدولارات بنتيجة هذه الجولات من البيع والشراء والهبوط المتتابع في سعر الصرف خافوا على فقدان قيمة دولاراتهم فبدأوا هم بالبيع، وهذا هو الاستهداف الذي طالما تحدث عنه حاكم مصرف لبنان، عندما قال إن ما بين خمسة وعشرة مليارات دولار موجودة في منازل اللبنانيين، وهو يسعى الآن إلى إستدراجها للسوق في جولات مشابهة لاستخدامها في تمويل ما يسميه الوقت الضائع قبل الاستحقاقات الخارجية والداخلية، كترسيم الحدود والانتخابات النيابية وصولاً للانتخابات الرئاسية. وعبر هذه الدولارات التي استدرجها مصرف لبنان ونال ما خطط له، من خلال عملية تعرف باسم تحفيز ذوي القرون الكبيرة لجر القطيع، أي حاملي المحافظ الصغيرة من الدولارات، يراهن مصرف لبنان على تمويل عمليات الاستيراد التي تبلغ حتى نهاية العام قرابة الخمسة مليارات دولار.
– خطة مصرف لبنان باتت تقوم على اللعب ضمن هامش 25-25 الف ليرة للدولار، لجولات مقبلة مشابهة عند كل احتباس ناتج عن ضخ كمية جديدة من النقد المطبوع لتمويل الدولة، وكل حاجة لدولارات جديدة لتمويل التصدير، فيستثمر لإطلاق العملية كمية من الدولارات ويكررها مع المصارف مراراً، وصولا للعودة الى الهامش الأدنى لسعر الصرف أي حافة الـ25 ألفا، ثم يستعيد دولاراته عندما ينجح بإقناع اصحاب الدولارات المنزلية ببيع دولاراتهم، فلا يترك سعر الدولار ينخفض أكثر بنزول هذه الدولارات المخزنة منزلياً الى الأسواق بل يقوم هو بشرائها بليرات مطبوعة حديثاً، وما أكثرها!
التعليق السياسي
2022-01-15 | عدد القراءات 2495