نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية صورًا، نقلتها احد حسابات "تويتر"، قالت أنه محسوبٌ على "الحرس الثوري الإيراني"، و انها تعود لجنود من الحرس الثوري بأوجه مغطاة وهم على الحدود مع إسرائيل مشيرة الى ان نفس الصور سبق و نشروا لكن بوجوه مكشوفة للجنود الايرانيين فماذا يعني هذا ؟
اذا كانت الصحيفة الاسرائيلية تنشر الصور على انها خبر او مؤشر او حدث جديد كناية عن ان ايران اصبحت على الحدود مع اسرائيل لتقول للجبهة الداخلية احذروا فان هذا اخر ما يمكن الحديث عنه او الاستثمار فيه اولا لان زمن قدرة اسرائيل على شن حرب على ايران او غيرها اصبح اصعب من اي وقت مضى و تترجم هذا هجوم افيغدور ليبرمان على بن يمين نتنياهو و اتهامه الى انه يضيع فرص السلام و في هذا اشارة الى انه بات هناك قناعة لدى المتشددين من يهود اسرائيل الذي يعتبر افيغدور ليبرمان احد صقورهم ان اسرائيل لم تعد قادرة على ارتجال حروب و تعقيد الازمات اكثر بل لا حل امامها سوى المفاوضات من اجل سلام حقيقي هذه المرة لباقائها داخل اللعبة السياسية الشرق اوسطية و حفظا لكيانها المتعب .
ليس الخبر اذا وجود الحرس الثوري الايراني على الحدود مع اسرائيل لان الاخير موجود منذ زمن بعيد بالمباشر و بالغير المباشر فكيف يمكن الاستغراب من وجود ايراني عسكري او البناء عليه كمتغير او حدث في ظل تدريب عناصر حركة حماس و التنسيق معهم منذ فترة بعيدة و في ظل وجود حزب الله و الزيارات المتبادلة الاستطلاعية و الامنية و التنسيقية على الحدود مع لبنان و اليوم في سوريا حيث الحديث الرسمي و المباشر بين الحكومتين الايرانية و السورية على الترتيبات العسكرية و الامنية و اللوجستية منذ الازمة السورية هذا كله بالاضافة الى ان ايران حسب الاسرائيليين انفسهم و مع تقدم الحوثيين في اليمن قال ان ايران اصبحت على بابا المندب !
الحدث بالتاكيد ليس الصور انما " نشرها " و هو الحدث بحد ذاته الذي يجب التوقف عنده خصوصا و ان ايران بحرسها الثوري كان شديدة الحرص سابقا على عدم الظهور و كثير الدقة كي لا تحرج حلفائها اما اليوم فان ايران و جنودها يؤكدان على ان لا معنى لاي حدود بعد اليوم و ان الحدود " طارت " و انها اصبحت متواجدة عسكريا جهارا حيث تتواجد سياسيا .
اسرائيل اليوم اعجز من ان تخوض اي حرب او البناء على تواجد ايراني حدودي للاستثمار على اي خطر يتهددها و لو كانت قادرة على كل ذلك لكانت استبقت التفاوض الاميريكي الايراني بهذه الحرب لكنها اليوم تدرك اكثر فاكثر ان ايران باتت و بعلم اميريكي الوكيل العام في المنطقة .
2014-12-27 | عدد القراءات 2238