تفاهم أميركيّ «إسرائيليّ» على استخدام الخليج للتفاوض على انسحاب حزب الله من سورية

تفاهم أميركيّ «إسرائيليّ» على استخدام الخليج للتفاوض على انسحاب حزب الله من سورية/ ترسيم الحدود البحريّة على النار بعروض جديدة ضمن استراتيجيّة التبريد لا التسخين / مناقشات الموازنة في الحكومة تنجح في «التحسين» فهل تنجح بتحقيق التوازن؟/

كتب المحرّر السياسيّ
لا يختصر الخطاب التصعيدي الأميركي والغربي مشهد العلاقة مع روسيا وإيران، فبالرغم من قرارات بحجم حشد قوات عسكريّة تحت شعار الجهوزية للنشر في محيط روسيا، ودعوة الرعايا الأميركيين لمغادرة العاصمة الأوكرانية كييف، وإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن يقينه بوجود قرار روسي باجتياح روسي لأوكرانيا بعد موعد ألعاب بكين الأولمبية الممتدة بين 4 و20 شباط المقبل، وبالرغم من حديث ناري لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن نهاية الزمن الأميركي، وبداية زمن عالمي جديد تلعب روسيا فيه دوراً محورياً، تنعقد لقاءات باريس لمسار النورماندي الخاص باتفاق مينسك للحل السياسي للأزمة الأوكرانية، ويخرج بتثبيت الهدنة، رغم الخلاف حول المسار السياسي، وتتلقى موسكو رداً خطياً على طلباتها الخاصة بالضمانات الأميركية، والجواب الخطي الذي لا يلبي الطلبات الروسية ينقل الأزمة من التصعيد الى ربط النزاع والحوار للبحث عن قواعد اشتباك جديدة؛ وهو ما تشير اليه الدبلوماسية الأميركية والروسية بالحديث عن لقاءات قريبة لوزيري الخارجية واحتمال لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن. وبالتوازي يترافق التحذير الأميركي من مخاطر انهيار المفاوضات في فيينا حول الملف النووي الأميركي، مع إشارات جدية لترتيب فرص الانتقال الى التفاوض المباشر بعدما اقترب التوصل الى تفاهمات عميقة حول العودة للاتفاق النووي.

في هذا المناخ تجري مقاربة أوضاع المنطقة أميركياً، وفي قلبها الوضع في لبنان، ويتزاوج إيفاد المبعوث الخاص لملف ترسيم الحدود البحرية، مع تقارير أميركية إسرائيلية، تقول بضرورة الاحتواء المزدوج للوضع في لبنان، عبر الجمع بين الضغط والتقديمات. فالضغوط يجب أن تتولاها دول الخليج. وهنا تحضر الورقة التي حملها وزير الخارجية الكويتي الى بيروت، والتي تبلور الرد اللبناني عليها وفقاً لمصادر معنية بالورقة، وبصورة مطابقة لما نشرته البناء بالأمس. وقالت مصادر متابعة للورقة الخليجية وخلفياتها، إن وظيفة الضغوط وفقاً للقراءة الأميركية الإسرائيلية فتح الباب لبحث يبدأ بمستقبل سلاح المقاومة، وينتهي بالمطالبة بسحب حزب الله وحداته من سورية. وهذا ما تراه التقارير الأميركية الإسرائيلية ضرورة للتمهيد للانسحاب الأميركي من سورية دون ترك «إسرائيل» مكشوفة امام المقاومة. وبالتوازي تأتي التقديمات، سواء عبر الإحاطة المطلوبة للحكومة ومفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، أو عبر تسهيل التفاوض على ترسيم الحدود البحرية بمقترحات تتراجع فيها «إسرائيل» عن التعنت لصالح مقاربات يمكن قبولها لبنانياً، انطلاقاً من الحد الأدنى الذي يلاقي الخط 23، المتمثل بحصول لبنان على كامل مساحة الـ 860 كلم مربع التي كانت موضع تنازع أيام المبعوث فريدريك هوف الذي اقترح تقاسمها بين لبنان و»إسرائيل». وتقول مصادر متابعة للمفاوضات إن صيغة تضمن الـ 860 كلم مربع بصورة متعرجة يكون حقل قانا ضمنها يمكن أن تلقى قبولاً لبنانياً، بحيث تلتقي خطة الترسيم مع مشروع التبريد الذي يسعى اليه الأميركيون في مقاربة ملف لبنان في ظل استحالة القدرة على تناول عنوان نزع سلاح المقاومة وفقاً للقراءتين الأميركية والإسرائيلية.

2022-01-27 | عدد القراءات 1867