في سياق إضافي ومتمايز جاءت العملية الصاروخية اليمنية التي استهدفت عدة مواقع في الإمارات، أكبر من مجرد امتداد للصراع اليمني الإماراتي المتصاعد منذ أسابيع، والذي يمكن أن تتعدد المقاربات تجاهه. فالعملية الأخيرة كانت أهميتها بالتوقيت لتزامنها مع زيارة رئيس كيان الاحتلال لعاصمة الإمارات كترجمة لحالة التطبيع التي دخلتها دولة الإمارات مع كيان الاحتلال، وحوّلتها الى نموذج يجري تسويقه والترويج لتعميمه.
العملية تقول للطرفين إن التطبيع لن يجلب لكل منهما المزيد من الأمن. فمن جهة هذه واحدة من المرات القليلة التي يتعرّض فيها مسؤول كبير في الكيان لخطر الاستهداف خلال زيارة خارجيّة بهذه الأهمية، ومصدر التهديد هو أن هذا التطبيع هشّ ولا يمثل شعوب المنطقة التي تسجل احتجاجها عليه بالنيران، وكفى تفاخراً بالقول إن التطبيع مع عدد من الحكومات يطوي صفحة العداء، ومن جهة موازية تقول العملية للإمارات، لقادتها ونخبها وشعبها، بمعزل عن الخلاف أو التباينات حول النظر لحرب اليمن، فإن الرهان على أن التطبيع مع كيان الاحتلال سيجعل الإمارات أكثر حصانة بوجه مخاطر الإستهداف هو وهم كبير وكذبة كبيرة، بل العكس هو الصحيح، فالتطبيع رفع نسبة المخاطر التي يمكن احتسابها على المجتمع والاقتصاد بالنسبة للإمارات.
بمفهوم الأمن الاستراتيجي للمنطقة تقع هذه العملية في مكانة شديدة الأهمية، فهي تبطل كل حديث عن تغيير في البيئة الاستراتيجية لأمن المنطقة بعد التطبيع، لأنها تقول إن التمدّد الصهيونيّ الى الخليج يرفع درجة المخاطر على الخليج ويوسّع دائرة الاستهداف والقلق للإسرائيلي.
العمليّة تفتح فرصة للمراجعة الهادئة والعاقلة، لنظرية قوامها أن التطبيع يحقق المزيد من الأمن لدول الخليج وعاصمة الدولة التي قادت وتفاخرت بمسار التطبيع تحت الاستهداف، ولكذبة قوامها ان ميزان الردع الإسرائيلي تمدّد نحو الجغرافيا الخليجية فيما قيادات الكيان رغم تعرّض سياق زيارة رئيس الكيان لدولة الإمارات للتشويش لم تجد ما تناقشه في العملية، سوى تمدّد مخاطر استهداف الأمن الإسرائيلي في إيلات بقياس المسافات والمدى الذي تطاله المسيرات والصواريخ.
2022-02-01 | عدد القراءات 1378