حديث الجمعة بقلم ناصر قنديل

 

 

 

 


مقدمة 
حديث الجمعة غني هذا الأسبوع بسعة المشاركات وتعدد مواضيعها وكتابها ، فيما الصباحات التي تكتب يوميات الأحداث بلغة صباح القدس رمزا للعزة والكرامة واستعادة لفكر وروح المقاومة ، ومقاربة للمعقد والصعب من المعادلات بلغة الأدب والسعي لاستخلاص المعاني دون تعقيد ،  ومحورها دائما ارادة الشعوب ومقاوماتها ليفهم القريب والبعيد .


رائعة تاريخية

في جلسة محاكمة علنية لروح أحد المتوفين قبل ان تلتحم نفسه بجسده مرة أخرى ليعيش السعادة والخلود في العالم الأبدي الجديد..!
سأله قاضي محكمة الارواح:
– أيها الروح هل كذبت؟
– قال : نعم كذبت على زوجتي في مدح جمالها وجودة طهوها.
-هل عذّبت حيوانًا؟
-كلا..! عدا العصفور الذي أعجبني صوته فحبسته لمدة يومين ثم أطلقته..!
-هل أسلت مرة دماء حيوان دون ذنب؟
ـ كثيرا يا سيدي ..حين كنت أقدّمه قرباناً للاله كي أطعم الفقراء..!
-هل كنتَ سبباً في دموع إنسان؟
ـ نعم ..أمي حين مرضتُ بين يديها !.
-هل لوّثت مياه النهر؟
ـ نعم حين سبحت فيه مرة وأنا في وقت عملي !
-هل قتلتَ نباتاً أو زهوراً ؟
ـ نعم ..حين اقتلعت زهرة لحبيبتي !
-هل سرقت ما ليس لك؟
ـ نعم .. سرقت قلب وحب جيراني من غير ملّتي وديانتي !
-هل تعاليتَ على غيرك بسبب علوّ منصبك؟
ـ كنت أرى نفسي أضعف الخلق أمام عظمة الرب !
-هل ارتفع صوتُك أثناء حوار؟
ـ لم اكن احاور سوى ربي باكياً هامساً !
-هل خاض لسانك في شهادة زور؟
ـ قلتُ زوراً حين سترت على جارة لي !
-هل قبلتَ رشوة؟
ـ نعم، كثيراً جداً .. قبلات من طفلتي لتلبية طلباتها.
-وماذا فعلت عملاً صالحاً أيضاً؟
ـ كنتُ مرة عينًَا لأعمى، وأخرى يداً لمشلول، وساقًا لكسيح، أباً ليتيم، قلبي نقيّ، يداي طاهرتان، غنيت وضحكت وقهقهت ورقصت وعزفت على الناي في فرح جار لي من غير الأوغاريتيين!
ـ مبروك أيها الروح: لقد نجحت في المرحلة الأهم !
قالها القاضي وهو يقفل المحضر تحت نظرات الاستغراب من الروح.
ـ ياسيدي القاضي ألن تسألني عن ايماني، عبادتي، صلاتي، صيامي، نسكي؟!
ـ لا أيتها الروح الطاهرة.. تلك قضية لا سلطة لأحد عليها، تلك يحددها الرب وحده فقط…
يحددها الله وحده !!؟
ـــــــــــــــــــــــــ
مقطع من نص أوغاريتي كُتب منذ أكثر من سبعة آلاف سنة.. وهو محفوظ اليوم بمتحف اللوفر بباريس.

 

 

بحث عن الذاكرة 

بينَ جدرانِ ذاتي
أهمي
غريبةٌ تتركُ غريبةً
نبيّةٌ رسالتها: بعثرةُ رأسي..
أقصُّ ليَ الحكاياتِ
لتنامَ الغربةُ
ليهدأَ جوفُها
فيكفُّ عن ابتلاعي
المدَدْ ..
بين كآبتي وبينكَ
انفلاتُ المسافةِ
لأرضٍ لمْ تُمطرْ
ولم تمرّ عليها خريطةٌ
أو بَلدْ
.
.
كلّ الخرائط تلهثُ
في دمي:
كونٌ لا يتسع
لرهافة الأوكسجين
ولا لصورة الجدارْ
أبحثُ عن ذاكرةٍ
أنجو بها
أحتكرُها في ظلّي:
أرضٌ لا خوفَ في أحشائها
أفردُ شِعري للعصافير
أمّي: نضجتُ أكثرَ ممّا تظنين!
من أين تنبتُ للحزنِ
كلّ هذه الأجنحة؟
لا تنتهي شواطئهُ
ولا أنتهي مع الآفلين
يعمّدني في غيابكَ
على مذبحِ القصيدة
حزنُ إغراءِ المطر
في أتون الحرب
حزينةٌ أنا بما يليق بفرحٍ
يلهو في
قصيدةْ ..
حزينةٌ أنا
كطائرة ورقٍ تكتبُ الفرحَ
تعومُ في ومضاتك
تغطّي حزن الأبديّةْ
سوسن الحجة 

 


المتنبي

المتنبي و حَوّا
ملَوَّن ... نَقي وْ قَلبو وَلا أقوى
اللَوْن الْ بِعَينَيكي الْ ... كَأنّو
جَوْهَرِت حَوّا !
وْأوّل مَا حوّا فَتحِت عيونا
مِن وَقْتها صار الزمَن
يوقَع عَن جْفونا
وْيِنزَل تَحِت
مِتل الْ كأنّو مَوْت !
شوفو "أبو الطَّيِب" وًقِت
"جِفْن الرّدى" * النّايِم مَا عَندو صَوْت
مين الْ قِدِر مَا يْقول :
الله من جُوّا ؟!
جِفْن الرّدى يا ناس
وْ عاطول ...
مَحفوظ وِ مْضَوّا
جفن الرّدى يا ناس
كايِن ... وَراه ... حَوّا !
** جفن الردى نسبة لبيت الشعر الشهير للمتنبي
وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ
كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ
ورد عبدالله 

 

خذ علما 

لا تعاشر ...
ناكر الجميل وجاحد العشرة ...متقلب الود لا يؤتمن ... خائن الذات لا يؤتمن....ناكر العشرة لا يؤتمن ....الذي لا يأنبه ضميره لا يؤتمن.....
حتى وإن عاد بالف عذر لا يؤتمن ...
نكران الجميل هو الشخص الذي لا يعترف بالمعروف الذي
قدمته له
يقول تعالى: "يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمّ يُنكِرُونَهَا"،
نكران الجميل من شيم اللئام، ومن لم يشكر الناس لم يشكرالله.
ودليل على خسة النفس
فصاحب هذه النفس المعروف لديه ضائع والشكر عنده مهجور
وأقصى ما يريده هو تحقير المعروف الذي أسدي إليه
وعدم الوفاء لمن أحسن إليه.
فهوا منكر للجميل جاحد للنعمة.
وهي صفة مذمومة عند الناس ما تقشعر لها الأبدان،
فإذا كنت قد ابتليت بشخص كذلك فكان الله في عونك
فأنت تحتاج إلى قوة تحمل وصبر مؤمن للتخلص منه وإتقاء شره
"إتق شر من أحسنت إليه".
نصيحه لك يا ناكر الجميل
إعلم إن اعترافك بفضل غيرك ومعروفه لا ينقص من قدرك ولا يحط من منزلتك بل يعلي قدرك عند الله وفي عيون الخلق.
وأعلم إن المؤمن ينبغي عليه أن يكون وفيا شاكرا لأهل الإحسان ذاكرا للجميل حسن العهد بمن أحسن إليه
يحفظ الود ويرعى حرمة من له صحبة وعشرة طويلة
ولا ينسى المعروف لأهله ولو طال به الزمان
ميساء الحافظ 

 

بيتنا مكتبة 

نَسقطُ في الفراغ بعد مغادرةِ الاحبة.
الأماكنُ ترسمُ صورَ اصحابِها.
تعبقُ الممراتُ والمباني بأنفاسِ ساكنيها وإن هَجَروها.
الجدارُ الأبيض خلفه، نحن أمامه.
بيننا مكتبُه
و ظلالُ الحزنِ على محياه.
وجهُه السبعينيّ يبدو مهموماً رغم إنعكاس الأبيض الناصع لمريوله المكوي المتهدل على جسد يبدو اكثرَ هزالاً مما مضى.
لم ينطلق باحاديثِه عن احوالِ البلاد كعادتِه.رمى جملةً واحدة إكتفى بها. سبعةٌ من زملائِه في قسمٍ عِياديٍ من إحدى المستشفيات المتوسطةببيروت تَوزعوا في رحابِ الدنيا الواسعة.
يلتفتُ الى الجدار مئزر معلقٌ على المشبك يقول : هذا ما بقي منهم.
يتمددُ الفِقدُ بين العيادةِ ومنزلِه الخاويّ.
صورٌ هناك لإبنين يعيشان في  قارتين مختلفتين.تحاكي وحدته. يسخرُ من المأساة بأننا نغتبط لهجرة اولادنا كي لا يُدفنوا احياء هنا.
هكذا يقضي الباقون أيامهم .
يحتسبون أنفاسَ الغياب حتى إنقطاعِ النَفَس.
دلال قنديل ياغي

 

كم نغيب دون انتباه 

استيقظت متأخرة هذا الصباح، ما من صوت للشتاء والبرد ولا حتى لرحيل الأحلام التي رافقتني طيلة الليل...كلُّ شيء كان صامتًا كأفكاري. نظرت من حولي متفحّصة التفاصيل... علبة من الشموع التي أحتفظ بها منذ أيام الدراسة، لم أعرف إذا كان الوقت قد سرق منها عطرها أم أنّ فقداني لحاسة الشم جعلني غير قادرة على تحسس عطر الأشياء من حولي، فقررت إشعالها لأحرّرها من ثقل الزمن وأعبائه، ثم فتحت الستائر حتى يمتزج نور الصباح بضوئها الخافت. أكملت التفاتاتي صوب الطاولة فوجدت قلم "مون بلون" كان قد أهداني إياه أحد الأصدقاء في حفل توقيع كتابي إلّا أنّني لم استخدمه بعد اعتقادًا مني أنّنا نحافظ على عمر الأشياء حين نضعها على رفوف الذكريات. صور صامتة تحيط بجدران الغرفة لم أنظر إليها منذ فترة طويلة ولم أحدّثها، فقد اعتدت على وجودها من حولي وتآلفت مع سكوتها. كتب كثيرة لم أفتحها منذ مسافة زمنية بعيدة حتى إنني نسيت المكتوب فيها،  والكثير الكثير من الأشياء التي صارت مجرّد "ديكور" بلا حياة ولا نبض. فما بالك بالأشخاص الذين نحبّهم وقد غبنا عنهم دون الانتباه إلى أن العمر يمضي والذكريات تصبح جامدة إن لم نزرع فيها نبضة الحب؟
ناريمان علوش

 

عشق الصباح 
" إذا ماس بالكأس عجبا ومال...
تملكني فغرامي الغريم...
وولا اصطباري ووجدي مقيم".
.....
حين لمعت ابتسامة ثغرك كدر في كف الضوء وشفاه كخمرة معتقة في الدنان
ونظرات عينين تفيضان بالحب
رحت من رحيق تلك الخوابي
طربا طوال حياتي
اكتب بحبر القلب حكايا عشقي...
- في شهر شباط حزني
حتى نزف الروح....
و ايضا فيه
فرحي حتى أقصى الحب
يا الشغف الحنين...؟
مهلك علينا يا بحر...
-اليوم إلى دمشق
مع رفيقة العمرحيث نستعيد ذكريات اربعين عاما.
اصدقائي
-صباحكم عطر الجوري من حاكورة بيتناوميض فرح
لشمس تشع بالحب.
.....     ......
المقدمة من قصيدة
لشاعر فلسفة العرفان
( منتجب الدين العاني).
حسن إبراهيم الناصر.

 


جبين مالح 


تفتحين الباب للغيم
كما تفتحين روحك لقصيدة لا بد منها
منهكة من أصوات الغرباء
تدخلين صوتك
وتقفلين آخر زر من قميصك على قلبك
قبل كل شيء كان الصمت
وسيبقى
بعد ان تطفئي النار تحت إبريق الشاي
أو بعد أن تطفئي
آخر نجمة في سمائك
جبينك مالح
متى قبلك حبيبك آخر مرة
ومتى مسح الصبح عن عينيه المغبشتين باسمك
آخر مرة ..
قبل كل شيء كان الصدى
وسيبقى
بعد أن يقول آخر رجل في حياتك كلمته الأخيرة
خذي معصمي
كبليه بالسرير
خذي معصمي الآخر
واذبحيه
سيبقى الليل
سيبقى الليل حتماً في حدقتيك
نحيلاً نحيلاً
وسيسأل
متى
متى آخر مرة نسيتِ
لولا رينولدز 

 


كفوا عن صناعة  الاعداء
قلّة ممن عرفت يتداخلون في علاقات مع محيطهم على شكل حرف(H)، بحيث يكون كل طرف كائن كالوتد قائماً بذاته له حياته وقناعاته وإمكاناته وشواغله وأهدافه على أنه يتواصل مع الآخرين عبر(-) معبر يصل بينه وبينهم، فإن حدث وانقطعت الصلة (-) بينه وبين الآخرين ، سيظل واقفاً ، قائماً (I)ولن ينهار إن فقد عزيزاً ، لكن كثيرون يسعون لعلاقة مع الآخرين على شكل حرف (T) يرتكزون كلياً على شريكهم في العلاقة ليحمل عنهم مسؤوليات حياتهم وخياراتهم بالمطلق ، بحيث يستنشقونهم كأكسجين لحياتهم .
وجد < تشوكو ليانغ> مستشار ملك الصين نفسه أمام تهمة بالتخابر مع العدو هو منها بريء ، وقد عزم الملك على قتله ، ولكنه لم يرد أن يقتله بتهمة الخيانة التي لا دليل عليها، وإنما قام بتكليفه بمهمة  مستحيلة يفشل بها!!
طلب منه الملك أن يؤمن للجيش مائة سهم في غضون ثلاثة أيام ، وكانت هذه مهمة مستحيلة خصوصاً أنهم خارج المدينة فلا يمكن شراء الأسهم ولا صنعها !!
ولكن < ليانغ> المعروف بذكائه الخارق ، أحضر عشرين قارباً ، ملأها بالقشّ، وألصقها ببعضها البعض ،وفي المساء حيث  كان الضباب كثيفاً أرسل القوارب تجاه معسكر العدو . ظنّ الأعداء أن هذه خدعة حربية ، إنهم لا يعرفون ما هذا الشيء الذي يزحف نحوهم ، ومن المغامرة التحقق عن قرب ،فأمطروا القوارب بالسهام التي كانت تنغرز بالقش وتبقى سليمة ، وبعد ساعتين سحب<ليانغ> القوارب ،ونزع منها مائة ألف سهم وقدّمها للملك وشرح له كيف فعل هذا كي لا يكسر له كلمته. اعتذر له الملك وعادت المياه إلى مجاريها.
الأشخاص الذين تتعامل معهم كأنك تسير في حقل ألغام لا تعلم متى ينفجر أحدها ويطيح بك ، غادرهم على الفور ، لا شيء أسوأ من علاقة تبقيك على حذر على مدار الساعة ، ستحسب حساب الكلمة الواحدة ألف مرة ، وحدهم  من تكون بتلقائيتك معهم ، من يُشعرونك أنك آمن وإن أخطأت ، تشبّث بهم بأسنانك وأظافرك.
أغلبنا يبحث في العلاقة عن السند سواء كانت العلاقة مع بشر أو مع شيء ؛الصديق السند، الوظيفة السند، المعارف السند ، الزوج السند، الجيران السند.
قال (نيلسون مانديلا) : " أنا لا أخسر ابداً إما أربح أو اتعلم".
لاشيء اصعب من ان تكون في امتحان دائم ، عليك أن تثبت ولاءك ووفاءك كل لحظة ، هذا يجعلك ترى الحياة ساحة حرب ليس لك فيها من هدنة تلتقط فيها أنفاسك غير لحظات الرضى التي تجدها منهم ، ولا أظن أن أحداً في هذا العالم يتطلع إلى حياة كهذه .
صباح برجس العلي

 

 

آمين

الآن جئتَني لتسألَ مَن أنا ؟
أنا الضريرةُ التي رسمَتْ صورةَ وجهِكَ و قد أشحْتَ به عنّي
كيف تسألُ مَن أنا ؟
أنا المسمارُ الذي دقَّ عنقَ خطاياكَ ليعيدَ إليكَ بعضاً من نقائكَ
كيف لكَ أنْ تنسى مَن أنا ؟
أنا التي كلّما أرادتْ أنْ تحدّثَكَ -و أنتَ غائبٌ-
ترنو بعَينيها نحوَ السّماءِ
إنْ علمتَ الآن مَن أنا أو لم تعلمْ
فالأمرُ باتَ عندي سيّان
فلا جدوى من قلبٍ -حين فقدَ ذاكرته-
لا يتلفّتُ كلّما همستُ له و يهتفُ :
"آمين"
ريم رباط 


28-1-2022

صباح القدس للأمور تذهب لنهاياتها ، وللحرب تتلو آياتها ، فكما يبدو مأزق الذين صعدوا اعلى الشجرة ، أنهم عاجزون عن النزول وعاجزون عن البقاء بلا ثمرة ، ففي حرب اليمن المتقادمة ، وحرب أوكرانيا القادمة ، يبدو ان السيف لا يزال اصدق انباء من الكتب ، في حده الحد بين الجد واللعب ، وتبدو واشنطن تستمتع بترك حلفائها وقد سخنت رؤوسهم ، يختبرون بأسهم ويفشلون ، لتفاوض على هزيمتهم ، ان تعقلوا وتعلموا دروسهم ، ولانت عزيمتهم ، وان كابروا وتفاخروا فتستخدم يأسهم ، وتستنزف خصومها ، وهي لن تشرب كأسهم ، وتكفيها همومها ، لذلك تقول لرعاياها ارحلوا فالبلاد غير آمنة ، وليست صدفة ان تأتي التحذيرات متزامنة ، وتقول لحكام الإمارات وأوكرانيا ، سنبيعكم السلاح واللازانيا ، فقد تحتاج جيوشكم للوجبة الساخنة ، فسددوا فواتيركم ، واستنفروا اولادكم ، ودقوا نفيركم ،  وخربوا بلادكم ، فحرب الطلقات الأخيرة للمغفلين ، الا في فلسطين ، ومع سعر النفط المرتفع ، ومعه ارباح الشركات تزداد ، وموازنات الدول تتسع ، لشراء السلاح والعتاد ، تربح اميركا مرتين ، مرة لشركات النفط واخرى لشركات السلاح ، وبايدن المثقل بالدين ، يمكن له ان يرتاح ، وتلك لعبة الأمم ، يلبعها الأتباع  بلا تبصر ، وتخوضها الشعوب وتصبر ، وتأتي النهايات الحميدة ، في مواعيد غير بعيدة ، وقد صار الوضع قاب قوسين من التبلور ، والمطلوب مقدار من التدبر ، وهذا ما اثبت اليمن فيه تمرسا ، وأظهر الروس فيه تمترسا ، فلا خوف ولا ضرر ، من تلقين الدروس والعبر ، وفتح الباب للتراجع والتسويات ، عندما تأتي المبادرات ، لأن المهم هو حفظ السيادة ، وقوة الإرادة ، وهذا فائض القوة ، والقيمة المضافة ، لا تأخذه نشوة ، ولا خطابات السخافة ، وغدا لناظره قريب ، ستظهر النتائج ، من هو المفكر والفارس  والأديب ، ومن هو الثور الهائج


29-1-2022

صباح القدس للردع يأتي بالثمار ، ولعودة طليعة العدوان من الديار ، فهذا ما يحدث في شبوة واطراف مأرب ، ما بين مشرق سقوط الصواريخ والمغرب ، وتثبيت معادلة الردع القريب و البعيد  ، وعنوانها لا يفل الحديد الا الحديد ، واحاكي الكنة لتسمع الجارة ، من بيته من زجاج لا يراشق بحجارة ، فلا تصدقوا من قال لكم ، ان الصواريخ دمرت بقصف صنعاء ، ثم قال انكم ، بلاد غير مأمونة للغرباء ، فهذا هو الاميركي الذي يبحث عن الأمان لقواته تحت الطاولة ، ويضحك عليكم بالحديث عن السعي والمحاولة ، ومثله الإسرائيلي الذي يتحدث عن تقديم المعونات ، وهو يضرب الأخماس بالأسداس ، مرة يفكر بإيلات ، ومرة بصواريخ اليمن مع الجهاد وحماس ، والرهان على تأثير انخراط ايران في المفاوضات ، على قوة الرد من اليمن ، مجرد تهيؤات ، عفى عليها الزمن ، والعاقل من لا يبالغ بالعنتريات ، وهو يعرف طبيعة الدولة التي بناها ، دولة لا تصلح للمواجهات ، تشتري الأمن بالتفاهمات ، لتتغاوى بالأسواق وتتباهى ، ولكم تصح مقولة هانوي لا تصير هونغ كونغ ولا  سنغافورة ، وما دمتم قد اخترتم فالتزموا بالإطار والصورة ، الحرب ليست لكم فتعقلوا ، قبل أن تتبهدلوا ، ولا ينفع الندم ، اذا اول برج تهاوى او انهدم ، ولازال اماكم مجال ، لإنهاء الحصار والإحتلال ، والإنسحاب بأمان ، بوقف العدوان ، أما اليمن الفقير والمصاب ، فاعلموا انه يتقن الصمود والعقاب ، ومن حسن حظكم حكمة القيادة ، في ادارة حرب السيادة ، انها تفسح لكم المجال ، لإعادة النظر ، والخروج من القتال ، وتخفيف الخطر ، أما الصواريخ والمسيرات ، فمنها آلاف ومئات ، وهي فخر الصناعات ، فلا تراهنوا على ضعفها ، وكلما راهنتم زادت ضعفها ، وقد صارت تقرأ في الكتاب ، وتراكمت الخبرات ، عند أجيال الشباب ، فكفى تهوينا بمقدرات اليمن ، ونشر الخطاب العنصري ، فالفقراء هم حماة الوطن ، اقرأوا الزمخشري ، في تفسير سورة الحشر ، ومن حيث لم يحتسبوا ، وكيف يصنع النصر ، على الذين تفرعنوا واعلى خيلهم  ركبوا

31-1-2022

صباح القدس للتوقيت ، وذكاء التوقيت نصف الحرب ، كإشعال عود كبريت ، عندما يصير البارود بالقرب ، فما كاد يصل رئيس الكيان ، حتى انقلبت كفة الميزان ، وكانت الصواريخ بالإنتظار ، تهطل كالإعصار ، لتقول ان التطبيع من خارج الزمن ، وأن اليد العليا لليمن ، وان لا مستقبل للتطبيع ، وأن الأمة ليست قطيع ، وان الحماية الاسرائيلية كذبة ، والردع الأميركي لعبة ، وان البلاد للعرب ، والعروبة ليست حكام النفط والكاز ، والعروبة تعرف الغضب ، ولا تحتاج لفك الألغاز ، فالعروبة هي فلسطين ، وهذا الخبز من ذاك العجين ، فمن هان او خان سقط ، ومن قاوم هو العربي فقط ، وفي حرب اليمن ما اكثر العبر ، كمثل كثرة الخطر ، لكنها مليئة بالدروس ، دقيقة كرأس دبوس ، طويلة كثوب العروس ، ومثله بيضاء الخاتمة ، للشعوب وليس للدهماء الحاكمة ، ومن يعتقد أن جبروت أميركا قابل للتسييل ، او مثله قوة اسرائيل ، فليسأل لماذا انسحب الأميركي من أفغانستان ، ولماذا لا يشن الإسرائيلي حربا على لبنان ، ومن امتلك الجواب يعرف أين يدق الباب ، فلا يخاطر باللهاث وراء عاجز او مهزوم ، ويطلب الشيئ من فاقده ، هكذا تقول العلوم ، وهذه هي القاعدة ، فاقد الشيئ لا يعطيه ، والمكشوف يحتاج من يغطيه ، وها هم جميعا كل امامه عقبة ، وكلهم يتحسس الرقبة ، يريد ان ينجو على حساب الحليف ، ويبيعه معسول الكلام ، لكن الجبان والضعيف ، يخوض حربه في الإعلام  ، أما اليمن الفقير والمظلوم والمقهور ، فقد صنع المعجزة بين القبور ، وقرر بمظلوميته ان يصنع الإنتصار ، وان يهزم الظالم الجبار ، فالحرب فعل ارادة وعقول ، والصبر فيها يكسر المعقول ، وعبقرية اليمن في صناعة المسيرات والصواريخ ، تكتب الحرب وتدخل التاريخ ، وايام الحرب باتت معدودة بالنسبة للإمارات ، حيث السماء للمسيرات ، وحيث الأبراج والمدن والتجارة ، لا تحتمل في الحرب خسارة ، ومن بيته من زجاج لا يضرب الغير بالحجارة


1-2-2022

صباح القدس لكشف العملاء ، وتفكيك شبكات الإختراق ، لأنها كشفت معها جماعة الرياء ، وخطاب الكذب والنفاق ، ويسجل لفرع المعلومات ، انه ظهر جاهزا من خارج السياق ، لتأكيد الخيارات ، كأساس للوفاق ، فلبنان مكشوف أمام الإسرائيلي ، وفي دائرة الخطر ، فلا تستطيع ان تقولوا دعوني أغني مواويلي ، وتبالغ في البطر ، فأصل الإختراق يبدأ في العقول ، وما تقوله المشاعر ، بتغيير وجهة المعقول ، وما يقوله فنان او شاعر ، قبل ان تتحرك آلات التجسس ، وتبدأ بالتلمس ، فكل من يسقط روح العداوة ويتحدث عن ان للتطبيع فوائد ، ويبدأ بشرح النتائج والعوائد ، ينصب لبلده الكمائن والأفخاخ والمكائد ، لأنه يكشف عقولا ونفوسا أمام الشبكات المعادية ، ففي الحرب والسياسة لا توجد بادية ، فكل شيئ متداخل ، بين الخارج والداخل ، فكل الذين يسعرون العداء للمقاومة ، يرفعون جدار الكراهية لها ، ويجعلون العلاقة بالعدو موضوعا للمساومة ، والعمالة هذا أولها ، فوحدة المشاعر وسقوط جدران العداء ، هي التي تفتح العقول والقلوب للأعداء ، والذين صنعوا للعروبة وجهة غير فلسطين ، وللسيادة وجهة التخلص من السلاح ، هم الذين ساهموا بتجنيد اللبنانيين ، لشبكات العدو تاركين الوطن يستباح ، ومثلهم الذين خرجوا بعد كشف الشبكة ، وشكلوا جبهة مشتركة ، تخفف من وطأة العمالة ، وتصورها مجرد تعبير عن الإنهيار ، وهم على لوائح التمويل  ، ينتمون الى الحثالة ، التي تقول ان الفساد نتاج نظام يقوده سمسار ، فلا تعتبوا أو تحاسبوا فاسدا او عميل ، والمقاومة التي تبذل الغالي والنفيس ، لحماية الوطن من الجواسيس ، لا تدخل سوق التنافس على نسبة الإنجاز ، كما لا تدخل في نقاش حدود ترسيم النفط والغاز ، لأن همها النتائج ، بالفصحى وبالدارج ، فأن تستنفر الدولة لملاحقة العملاء ، أهم من لعبة الأسماء ، والمطلوب هو رد الإعتبار ، لمفهوم حماية الوطن ، ورد الأخطار ، ومواجهة الفتن ، وتلك بالأصل مهمة الدولة ، هذه الجولة وفي كل جولة


2-2-2022

صباح القدس لليوميات في شهر شباط ، وكل ما فيها معاكس للإحباط ، من الثورة الإسلامية في إيران ، إلى إنتفاضة المقاومين في لبنان ، وذكرى القادة الشهداء ، وكيف يصنع النصر بالدماء ، ففي الأول منه كان الامام الخميني يعود الى طهران ، وكان الشعب والثوار يحسمون النصر في الميدان ، وكان الشعار اليوم ايران وغدا فلسطين ، شعار ثابت وقد تجاوز الأربعين ، وقدمت في سبيله التضحيات ، وترجم دعما بلا حدود للمقاومات ، وانجز ببركة الصدق والالتزام ، تقدما هائلا الى الأمام ، فبعدما دخل الإحتلال الى سيدة العواصم ، ونفذ المجاز وعين له حاكم ، واعلن أمن الجليل ، ها هي اليوم تترنح اسرائيل ، وبعدما طبع مع البعيد والقريب ، تساقطت عليه الصواريخ في تل ابيب ، ولاحقت رئيسه الى ابو ظبي ، وقد ظهر المطبع كم هو غبي ، يطلب من الكيان أن يغطيه ، وفاقد الشيئ لا يعطيه ، وفي الذكرى تتعملق إيران كدولة للتطور التقني ، و القوة والإقتدار ، ويعترف بحضورها العدو والصديق ، وبدورها السياسي والأمني ، ولا تتراجع عن الشعار ، في ايام الوفر وايام الضيق ، وبعد ايام تحل ذكرى الإنتفاضة ، وفي ذكراها سنتحدث بإستفاضة ، كيف خلعت بيروت ثوب العار ، وأسقطت 17 ايار ، وكيف هرب المارينز والمتعددة الجنسيات ، وبدأ الإسرائيلي بالإنسحاب ، تحت ضغط المقاومات ، يهرب من الشباك بعدما أدخل من الباب ، ومثلها ذكرى الشهداء من القادة ، عنوان المقاومة والسيادة ، مدرسة للعنفوان والكرامة ، وسيرة لتقدم المقاومة ، جيل ثائر بعد جيل ، لا يعرف المستحيل ، حتى تزول "إسرائيل"


3-2-2022
صباح القدس لإشتداد الأزمات ، وثبات الإرادات ، والصراع يبلغ مداه ، وتظهر للموهوم حقيقة من صادقه ومن عاداه ، فقد إختارت الإمارات أميركا وإسرائيل أصدقاء لها ، وظنت أنها تستطيع بهم فرض حضورها كلاعب في المنطقة ، فالتطبيع ثمن لحضور اسرائيل فتشترك في الحرب من أولها ، واميركا تسلح وترعى لواء العمالقة ، وعندها يحسب اليمنيون وايران الف حساب ، ويغلقون على خيار التصعيد كل باب ، وها هي الوقائع تقول اليوم ان احدا لن يتراجع ، وان اليمن ومعه مقاومات من العراق تتدافع ، لمواصلة الإحتجاج على التطبيع ، والإحتجاج بالنار أمام الجميع ، وإيران تلفت الإنتباه الى ان جلب اسرائيل جلب للأزمات ، فلينتظر حكام الإمارات ، وسيرون ان ليس لهم لحفظ الأمن الا الجارالقريب ، وان الإسرائيلي مردوع منذ قصف تل أبيب ، وأن الأميركي يبيع السلاح ليقبض المال ، لكنه لن يحضر للقتال ، وأن الإقتصاد الذي يتعرض للخطر ، إقتصاد الإمارات ويستفيد إقتصاد قطر ، وأن شركات الطيران ستقرر التبديل والتحويل ، وستبحث لمطاري دبي  وأبو ظبي عن بديل ، وبدأت علامات تراجع الإستثمار ، وفي البورصة تتدهور الأسعار ، والتطبيع لم يجلب الا المصائب ، والحسم في اليمن غير متاح ، والحاضر يعلم الغائب ، أن اليمن يصنع السلاح ، فماذا سينتج عن العناد ، غير المزيد من الضرر على البلاد ، ومن يريد الخلاص السريع ، يبدأ بالخروج من التطبيع ، والا فلتقرأ الرسائل في البريد ، كما تقول المسيرات ، ان الحرب الى تصعيد ، ما لم تتراجع الإمارات ، وان العاقل في زمن اتفاق الدول ، يحمي رأسه من البيع والشراء ، وأول العمل ، تصفير حال العداء ، والبداية باليمن القريب ، وليس من تل أبيب 

2022-02-04 | عدد القراءات 1933