يعرف الأميركيون أكثر من غيرهم معنى الاتفاق الروسي الصيني الذي أعلن بين شركة غازبروم الروسية وشركة الطاقة الوطنية الصينية، بحضور الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شين جي بينغ، وما تضمّنه من مد أنابيب استراتيجية لنقل الغاز الروسي الى الصين وصفقات بيع النفط الروسي للأسواق الصينية. وقد كان هذا المحور في التعاون بين عملاقي آسيا الكبيرين بعيداً عن التداول خلال عقود ماضية.
كانت التنافسية بين البلدين من جهة وصعوبة الجغرافيا البرية بينهما من جهة ثانية، وسهولة تسويق الغاز والنفط من روسيا الى أوروبا، وسهولة حصول الصين على النفط والغاز من إيران ودول الخليج من جهة ثالثة.
الجديد هو أن قيادتي بوتين وبينغ تجاوزتا تنافسيّة نصف قرن الى روح التكامل بين البلدين، وقطعتا الطريق على استثمار أميركي تاريخي في هذا التنافس، وأن الانسحاب الأميركي من أفغانستان وفر فرصاً للتواصل البري عبر طاجيكستان حيث ظروف المناخ مناسبة لنقل النفط والغاز، ووضعتا الأولوية لأمن الطاقة للدولتين، فلا روسيا تقبل أن يتم تهديدها بوقف استيراد أوروبا لمنتجاتها من النفط والغاز، ولا الصين باتت ترتضي ابتزازها بإحتمال تقليص حصتها من الغاز القطري أو النفط الخليجي لاعتبارات سياسية يقررها الأميركي.
تكامل الثلاثي الروسي الصيني الإيراني يدخل مرحلة الأمن الاقتصادي بعد اكتمال عدة الأمن العسكري والسياسي، وتبدو إشارة اعتماد اليورو كعملة لاتفاقيات النفط والغاز ذات معنى كبير، سواء لجهة استبعاد الدولار، أو لجهة عدم اعتماد العملات الوطنية الروسية والصينية، والرسالة موجّهة لأوروبا والأرجح ليس لوقت مفتوح.
2022-02-07 | عدد القراءات 1604