المجتمع الدولي لم يعد يريد الإنتخابات كتب ناصر قنديل

المجتمع الدولي لم يعد  يريد الإنتخابات 

كتب ناصر قنديل

- خلال شهور سادت مقولة كانت صحيحة في حينها ، مضمونها ان الدول الغربية وعلى رأسها أميركا تريد الإنتخابات بقوة ، وتراهن عليها لتغيير المشهد السياسي بظهور كتلة تملك أغلبية نيابية تناوئ المقاومة بروح العداء والاستعداد لخوض المواجهة معها ، وكان يقال حينها تجاوزا أن المجتمع الدولي يريد الإنتخابات وسيقوم بفرض عقوبات على كل من يعمل لتأجيلها ، وكان الغمز من قناة التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية فوقا للتسريبات التي تقول ان حصاده الانتخابي سيكون مخيبا له ولحلفائه وسببا لفقدان حلفاء المقاومة الأغلبية النيابية .

- منذ ذلك التاريخ جرت مياه كثيرة في هذا النهر ، وتغير المشهد ، فجاء انسحاب الرئيس سعد الحريري كما  كان متوقعا ليطلق عمليا مرحلة وراثة شارعه وناخبيه من فريقي حزب القوات اللبنانية والمجتمع المدني ، واغلق البحث على اي نقاش عن حال تمثيل طائفته السياسي وخرجت دار الفتوى وخرج رئيس الحكومة لإقفال النقاش ، ثم جاءت الدراسات الإحصائية تقول ان حزب القوات اللبنانية سيخسر مقعدين أو ثلاثة من رصيده الحالي نيابيا وانه عاجز عن استقطاب ناخبي ومرشحي تيار المستقبل ، مقابل خسارة مشابهة فقط للتيار الوطني الحر لثلاثة مقاعد ، ثم ظهر تحالف الحزب التقدمي الإشتراكي مع القوات سببا لخسارة الحزب لخصوصية كانت تتيحها العلاقة برئيس مجلس النواب نبيه بري فيصير وضعه بخسارة تصويتين وازنين للمستقبل وأمل ، مهددا بخسارة ثلاثة مقاعد ، وبعدها تبين ان سقف ما ستناله منظمات المجتمع المدني يعادل عدد النواب المستقيلين ، بحيث سيكون سقف ما سيناله خصوم المقاومة يتراوح ما بين 45 و50 مقعدا ، مقابل نيل المقاومة وحلفائها ما بين 55 و70 مقعدا ، وبقاء ما بين 10 و20 مقعدا في الوسط كتمثيل نواب المستقبل العائدين منفردين أو تمثيل الرئيس نجيب ميقاتي ومثلهم .

- بدأت اعادة النظر الأميركية والغربية بجدوى الرهان على الإنتخابات ، وما لم تسع دول الغرب للتأجيل لصعوبة تبريره وحجم الاحراج الذي يسببه ، ألا إن الغرب لم يعد قوة دفع نحو الإنتخابات ، وباتت المقاومة وتحالفاتها ، بل باتت المقاومة وحلفائها هم المتمسكون باجراء الانتخابات لحاجات تجديد شرعية المؤسسات ، واسقاط الحملة المفتعلة عن تغير الوضع الشعبي وانتقاله الى ضفة العداء للمقاومة .

- لا يخطئ من يردد بلا تدقيق مقولة ان الانتخابات ستجري حكما في موعدها ، بل يخطئ من يقول ان الانتخابات ستجري في موعدها لأن الغرب يريد ذلك .

2022-02-09 | عدد القراءات 1719