نصرالله يصيب رأس واشنطن وتل أبيب بالصداع بثلاثيّة التحويل والتصنيع والتفعيل: / المقاومة حوّلت آلاف الصواريخ دقيقة وتصنِّع الطائرات المسيَّرة / الغارات على س
وإثارة ملف الحدود والمعابر تفقدان وظيفتهم /
كتب المحرّر السياسيّ
داخلياً، استمر صخب العناوين الداخلية، وتزاحمها، وفي طليعتها قضية حاكم مصرف لبنان التي سجلت تصعيداً وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على ضفتين متقابلتين علناً، سواء في الموقف من دور الحاكم نفسه ومصيره، أو في الموقف من السجال والتجاذب الناشئين حول ملاحقته قضائياً، وموقف القاضية غادة عون وموقف قوى الأمن الداخلي، أو في البيانات المتبادلة بين المقر الرئاسي وتيار المستقبل، حيث وقع بيان رئاسة الحكومة بوضوح في خانة التبني لموقف المستقبل، ولو بتعابير مختلفة، وجاء الكلام الرئاسيّ ومن بعده كلام النائب جبران باسيل، بمثابة تراجع تكتيكي لتنفيس الاحتقان مع رئيس الحكومة، سواء لجهة ربط البيان الرئاسي للموقف بالتدقيق الجنائي والنأي عن موقف القاضية عون ومطالبتها للأجهزة الأمنية بتنفيذ مذكرة الجلب، واتهام تيار المستقبل لرئيس الجمهورية بالوقوف وراء القرار، أو بما قاله باسيل بأن المطلوب هو رحيل سلامة إما بأن يستقيل او يتم التوافق على بديل له في مجلس الوزراء مضيفاً أن التيار لا يطلب تعيين مَن يواليه، مضيفاً ان هذا الأمر مضرّ أصلاً، بما بدا انه فتح باب لتفاوض مع ميقاتي لمخرج تحت هذه العناوين.
خارجياً، تراجعت حدة التصعيد في الملف الأوكراني، وتقدمت موجات التفاؤل في فيينا بقرب التوصل الى صيغة نهائية للعودة الى الاتفاق النووي، وجاءت تصريحات إيرانية وأوروبية وروسية تقول بأن النقاشات التقنية تتقدم وتقترب من النهاية، وأن القرارات السياسية الكبرى بإعطاء الضوء الأخضر للتحضير للتوقيع تنتظر توجيهات العواصم المعنية خصوصاً في واشنطن وطهران.
في ظل هذا الصخب الداخلي والخارجي جاءت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في إحياء يوم القادة الشهداء ومرور أربعين عاماً على ولادة المقاومة، تحت عنوان القرار 1982، مليئة بالمعادلات الجديدة، وهذه المرة ليس برسم قواعد اشتباك في ميزان الدرع كما في السابق، بل بالكشف عن معطيات تتصل بقدرات المقاومة، أصابت رؤوس المعنيين في واشنطن وتل أبيب بالصداع، كما قالت مصادر متابعة للملفات الاشتباكية بين المقاومة وكل من واشنطن وتل أبيب، وقالت المصادر إن السيد نصرالله قد أطلّ بمعادلة تحويل الصواريخ الدقيقة بالآلاف داخل لبنان، وتصنيع الطائرات المسيّرة بما يفيض عن الحاجة في مصانع المقاومة داخل لبنان أيضاً، وتفعيل شبكات الدفاع الجويّ جزئياً ضد المسيرات والإيحاء بأن التفعيل بوجه الطيران الحربيّ هو أمر توقيت وقرار، لأن القدرة متوفرة، وهذا يعني أن أميركا و«إسرائيل» فقدتا مزاعم كسر فرصة المقاومة بتعزيز مقدراتها عبر الغارات على سورية او عبر الضغط الأميركي في ملف الحدود اللبنانية السورية والمعابر بين البلدين. وأضافت المصادر أن الضربة الأشدّ قسوة هي بقول السيد نصرالله إن هذا يجري من سنوات، هي سنوات الغارات الإسرائيلية، وسنوات الضغوط الأميركية وإثارة ملف الحدود مع سورية، وجاء ختام الكلام الأشد خطورة بقول السيد نصرالله إنه يكشف عن هذه الإنجازات اليوم لأن الأميركي والإسرائيلي يعرفان، بما يعني وفقاً للمصادر ان الربط الإسرائيلي للغارات بمنع المقاومة من مراكمة مخزونها من الصواريخ الدقيقة، منذ موعد معرفتها بما كشفه السيد نصرالله عن التحويل والتصنيع والتفعيل، كان كذباً مفضوحاً، وأن الأميركي منذ معرفته بما قال السيد نصرالله انه يعرفه كان يواصل الكذب أيضاً.
2022-02-17 | عدد القراءات 2986