رغم نجاح إيران بفرض شروطها لجهة حصر التفاوض على الملف النووي ورفض أي ربط بينه وبين الملفات الخلافية، سواء ملفات الخلاف حول تحالفات إيران مع قوى المقاومة، او الملف الصاروخي الإيراني، فإن أحداً لا يستطيع أن يعزل نتائج المفاوضات على المناخ الإقليمي، سواء انتهت المفاوضات الى الفشل او نجحت بإنجاز العودة الى الاتفاق الموقع عام 2015.
– كل الوقائع المتسربة عن مسار المفاوضات في فيينا تقول إن الاتفاق بات وشيكاً، وإن شبح الفشل لم يعد حاضراً، والمعلومات الآتية من فيينا تقول إن النقاش بلغ مرحلة التداول بمواعيد التوقيع وتفاصيله، رغم بقاء بعض العقد الشائكة في التفاصيل.
– نجاح التفاوض في إنتاج العودة الى الاتفاق النووي، سيعني مرحلة جديدة في المنطقة، رغم عدم تضمنه او تجاوره مع أية تفاهمات أخرى، فزوال المعركة المحورية التي تخوضها واشنطن بوجه طهران سيخفض منسوب التوتر في كل الملفات الساخنة في المنطقة، حيث تحضر واشنطن بخلفيّة محاصرة طهران وتحضر طهران بخلفية ملاحقة واشنطن.
– حيث تشكل العوامل المحلية السبب الأهم في الصراعات، سيكون التأثير أقل، وحيث العوامل الإقليمية والدولية هي الأبرز سيكون التأثير كبيراً، فالصراع السعودي الإيراني الذي يشكل وجهاً من وجوه الصراع الأميركي الإيراني سيتراجع، والصراع الإيراني الإسرائيلي حيث موقف إيران المبدئي والعقائدي هو الأساس سيشهد الصراع تصاعداً.
– أول الملفات المتأثرة سيكون العراق، باعتبار الصراع الأميركي الإيراني مباشراً، وثاني الملفات المتأثرة سيكون اليمن، حيث أحد أهداف الحرب مواجهة أميركية سعودية مع إيران، والثالث سيكون لبنان حيث أحد اللاعبين الرئيسيين هو أميركا واستهدافها لحزب الله هو محور التأزم، وهو استهداف تتساوى فيه قضيتان، الأولى التزام أميركا بأمن “إسرائيل” الذي يشكل حزب الله عنصر التهديد الأول له، والثانية اعتبار أميركا أن إضعاف حزب الله سيؤدي الى إضعاف أيران، وسيكون التأثير بفعل هذين العاملين بالنسبة والتناسب، وفقاً لترسيم الأولويات الأميركية اللاحقة لتوقيع الاتفاق.
– سيستمر الصراع في المنطقة، لكن أولوياته وخطوطه ودرجاته ستتأثر وتتبدل.
التعليق السياسي
2022-02-18 | عدد القراءات 3154