مقدمة
حديث الجمعة في أسبوع عيد الحب وذكرى شهداء قادة صنعوا امجاد المقاومة فيض مشاعر ومواقف ، ومن قال ان ليس في الحرب كثير من الحب عندما تكون حرب الكرامة والوجود وعندما يرتقي فيها الأحبة شهداء ، وفي يوميات دونها صباح القدس كانت لهم الصباحات واليوميات
ما هو الحب في عيد الحب ؟
ليس مهما اصل عيد فالنتاين ولا مدى قدسيته ولا التفلسف في وظيفته الاقتصادية طالما صار يوما يتداعي الناس لاحيائه للتعبير عن مشاعرهم بالحب فاكتسب العيد مشروعيته من احيائه ومن اعلى سلطة تشريع وهي الناس.
فماهو الحب ؟
قيل الكثير في الحب ، فقيل دمعة وابتسامة ، وقيل خفق القلب المتسارع ، وقيل الشوق والانتظار ، لكن الحب الذي يمتلء بهذه المظاهر لا يكفي لتفسيره بما يحدث معه ، كمن يقول الخريف هو تساقط اوراق الشجر بدلا من القول في الخريف تتساقط اوراق الشجر ، وفي الحب دمع وابتسامة وفي الحب شوق وانتظار لكن ما هو الحب ؟
تقول كاتبة الحب احلام مستغانمي ان الحب هو ذكاء المسافة فلا نقترب كثيرا كي لا نحترق ولا نبتعد كثيرا كي لا نصاب بالجفاف وهذه برايي وصفتها لادارة الحب الناجح وليست تعريفا للحب بغض النظر عن نجاحها او فشلها او امكانيتها من عدم امكانيتها .
هل الحب حالة قابلة للإستدامة ؟ ام هو مراحل ذهبية وفضية ويمكن ان تكون برونزية ؟ وهل هو في خط بياني صاعد دائما ام له ذروة يغادرها ويبدأ بعدها خط الهبوط ؟
الحب ليس فعل ارادة وقرار فلا تناسبه كل اوصاف الارادة ومواهبها فالأكيد انه ليس اختيارا نقوم به بارادتنا وهو شيئ آخر مما يلتبس الإشتباه به بأعراض مشابهة تنتهي بزوال أسبابها كرغبة تملك آخر لجماله او نفوذه او اشتهاء الغريزة فهو اكثر استدامة من النزوات العابرة .
الحب ليس ذكاءا بل وقوع والوقوع اللا ارادي هو فعل فطرة العقل المعطل عن تنميقاتنا الاجتماعية المدروسة والتي تأخذ وقتها للمواءمة مع الممكن عندما تكون عاقلة فلذلك هو غالبا ما يجلب الاشكاليات لعدم مواءمته لها لانه يقع قبل ان ناخذ وقتنا بالتفكير والمواءمة فهو فضيحة العقل في لحظة الانكشاف وهو غباء القدرة على التحكم بالاختيارات المبنية على الصورة النمطية لما اردناه لهذه الخيارات بعد جهد من البناء التراكمي للمعارف فهو فضيحة الغباء الإجتماعي للعقل في إختيار يعبر عن الحقيقة الإنسانية العارية لداخل الإنسان ما قبل الأناقة والتجميل والمساحيق المحسوبة فهو لحظة إستفاقة المشاعر من النوم قبل كل إستعداداتنا لمقابلة الغير بمهابتنا واناقتنا ولياقتنا وصحونا وملابسنا هو عري النفس الانسانية و غفوتها قبل فنجان القهوة وجرعة الكافيين الميقظة .
الحب اذن هو الوقوع كما هو الموت فلا يهم ان وقع علينا ام وقعنا عليه ولكنهما النقيضان والشريكان فالموت وقوع نخشاه والحب وقوع نسعى اليه ونكافح بكل من الشعورين قوة حضور الآخر قلذلك تمتلئ تعابيرنا عن الحب بإستحضار الموت كالقول بالحب الأبدي ولا يفرقنا إلا الموت و بحبك موت ونستحضر في الموت الحب فالحب هو مصل الشعور بالحياة الذي تنتجه الروح لمكافحة سم الخوف من الشعور بحقيقة الموت .
الحب بما يرافقه من مشاعر التطلع نحو السعادة بما لا يجلبه للانسان لا المال ولا النفوذ ولا القوة وهي مصادر السيطرة على الاقدار التي يسعى لامتلاكها البشر فالحب هو زاد الفقراء والمظلومين للشعور بالحياة وفرحها والسعي للتساوي وربما التفوق على اقدارها الطبقية وتمايزاتها وهو سعي الأغنياء والأقوياء لتعويض فشلهم بنيل السعادة الموهومة بمصادر سيطرة تكتمل بين ايديهم ولا تعفيهم من حزن الفشل بنيل لحظة الفرح المرتجاة و الحب بما هو ما لا يصنعه او يجلبه مال ونفوذ وقوة كالصحة والأمان و سكينة النفس او هداوة البال كما نقول وهي النعم النفسية التي لا تجلبها المقومات المادية للحياة ولو كانت الماديات ضرورات في قلب السعي لتوفير الحد الأدنى من هذه النعم لكن المزيد من هذه المقومات المادية لا تجلب المزيد من الصحة والامان والسكينة ولا يمنع هذا المزيد خسارتها فالحب هو اذن حاجة الروح والنفس لإكتمال عدة التوازن في رحلة العبور في مركب الحياة كما السكينة والامان لكنه نقيضهما بالضجيج والقلق .
الحب حالة وليس خيارا او صفة او علاقة فليس له صفة الديمومة ولا لقوة حضوره هذه الديمومة فلا نستطيع القول حصلنا على الحب كما نحصل على الشهادة الجامعية ونطمئن او كما نشتري منزلا او كما نقيم عقد عمل وتعقيد هذ الحالة من المشاعر في النفس الإنسانية أنها فعل ماض وليست فعل حاضر أو مستقبل فكل مشاعرها نحو الغد هي قلق وانقباض وتقلصات صدرية ومعوية و ضيق نفس وتذكرها فرح واسترخاء و لانشعر بقوةا لحب الا بعد مروره قياسا بما نكون عليه وما كنا فالقلق هو سمة الحب والوصول والاطمئنان بقدر ما هما هدفه الدفين هما نهاية جماليات دفق مشاعره فالحب فوضانا البلا قانون يبدأ بالنزول من عليائه عندما يتقونن و في مرجلة ما قبل الادراك هو الاشد سحرا وفي مرحلة الانكار هو الاقوى وفي مرحلة التبادل العاطفي المتقطع هو الاجمل وفي مرحلة الوصول والاشهار هو بداية الذبول والافول والتحول الى عقد اجتماعي له وظيفة وعليه متطلبات و يخضع لقانون الشركات ومحاكمها دون ان يعني ذلك وصف التعاقد الاجتماعي بالسوء والبشاعة بل بما فيهما من فرص للسكينة والسعادة من انواع اخرى لهما بحث اخر غير بحث الحب .
الحب هو غفوة العقل البشري لاختيارات لا ارادية وهو الوقوع الفاضح لتكوين النفس المعقد على شريك القلق و التو جس والحزن والانتظارات في وجه قدر الموت الحاكم وهو كحبل الايمان فرصة نجاة من عذاب التفكير بالموت كوحش قادم .
الحب هو غباء الزمن المستعجل هربا من قطار الموت نحو ركوب قطار الاشهار والقوننة والوصول والحصول و الغباء هنا انه يؤدي لضيا ع الاجمل والاشد سحرا والاقوى وبدء النزول عن صهوة الفرس بمغادرة ما كان في مراحل اللاادراك والانكار والللا اشهار
الحب هو مرآتنا الحقيقية لخظة الصحو من النوم قبل الاستعداد لملاقاة الخارج وقبل يقظة فنجان القهوة وفرك العيون فالحب هو من يقول لنا من نحن فقل لي من تحب اقول لك من انت
الحب المستحيل هو الحب الاعمق والحب الممكن هو الحب الاعقل
الحب العابر هو الومضة الأشد لمعانا والحب الحي هو الأشد مقاومة بالعقل لقساوة الموت بمساومات مستديمة بين العقل والقلب
الحب من طرف واحد هو قمة الذكاء لأنه حب لا يموت ولا يصل فهو قلق لا يتوقف وشعور بسعادة تعيد انتاج ذاتها فهو حب الاذكياء الذي لا يعرفون انفسهم ولا يعترف الناس لهم
حب الام والاب والاخوة والابناء والناس والاوطان هو حب السكينة الحية و اطلاق العلاقة بملاقاة الموت بجفون هانئة وفي هذا الحب يصدق القول افديك روحي لانه ليس مبنيا على مقاومة الموت بل على القلق منه على الاغلى فيعصم هذا الحب نفسه عن المتعة والبحث عن الفرح ويحيا بالبذل والتضحية حد الموت وهو نقيض حب بين رجل وامراة حيث القلق والبحث عن متعة وفرح وسعادة
في عيد الحب
ليحتفل الناس بلا عقد الأسئلة عن العيد وصاحب العيد
احتفلوا بحب مضى ولا يعرف به احد سواكم فمداعبة الأسرار متعة لا تنال
احتفلوا بحب مستحيل وحب من طرف واحد وحب عابر
احتفلوا بحب حي وحب ممكن وحب متبادل
احتفلوا بحب الاوطان والاباء والأمهات والاهل والناس والاوطان
الحب قوتنا السحرية بوجه الموت فلا تخبئوا هذا السحر في قنينة
كلمتي لكم :
الحب هو الجنون الممتع الذي لا يؤذي احدا سوانا ونحن نستلذ بالأذى ونخشى زواله انه عكس السير في قوانين الحياة فهنيئا للمعذبين
ناصر قنديل
من الذاكرة - كتبت في 14 شباط 2014
لا شيئ يحصل
الأرض مشظاة وتتألم
يا حبيبي الذئب
عليك أن تخبرني ماذا تعلم وما قد رأيت
يا ذئبي الوحيد إني أتألم لألمك
لكني لست أمك
هذه العاصفة آتية من أجلك
ولن أستطيع أن أحميك
فقل لي
قل لي ما قد حصل
وبعدها قل لي
لماذا تركت وجهي في الليل وحيد
*
اني لا أعرف كيف أرقص
صديقي يلعنني كثيراً
والشامة عل خدي تلعنني كثيراُ
وإني ألعننني كثيراً
لأني سوف أموت
سوف أموت ولم أتعلم بعد
كيف ألوح بيدي مرة للأعلى
ومرة للأسفل
وأختفي
*
لا شيء يحصل وأنت بعيد
لا شي سيحصل
حين لا معنى لقلبي
لولا رينولدز
لهذا توقفت عن الكتابة
وصلتني كلمات من إعلامي قدير يعاتبني فيها على البوست الذي ذكرت فيه أنني سأترك الكتابة الدرامية التي لم أعد أشعر أنني أهلاً لها و أنني أفكر في التوجه لمجالِ آخر مختلف تماماً ..
قال لي : هذا البوست ليس جيداً بحقك ككاتبة لها اسمها و مكانتها و موقعها المميز بين كتاب الدراما
فأخبرته أن هذا العتب لم يصلني فقط منه بل من الكثيرين و منذ زمن طويل لهذا سأجيب عن تساؤلات كثيرة كانت تصلني عبر الخاص أين انتي من الدراما في هذه الأيام و لماذا لم تعد لك أعمال ؟
منذ عشر سنوات ظهر لي عمل " بنات العيلة " و بعدها حملت بكرم و من ثم ألمى أجمل هدايا الله لي و دخلت في سنوات الأمومة التي وفرت فيها لطفلاي كل ما تقدمه الأم من اهتمام و رعاية و حب
و لكن قضى الله أمره و اكتشفت بعد أن أصبح ابني ( كرم ) بعمر السنة و النصف أنه مصاب باضطراب التوحد و أسودت الحياة مرة واحدة في عيني و زهدت بكل شيء فالتفت لرعايته و العناية به و الركض به من طبيب لمركز و من اختصاصي لروضة تقبل حالته و وضعه الصعب ..
و مرت السنوات الصعبة الثقيلة التي ابتعدت فيها بسبب مرض ابني عانيت فيها أشد ما يمكن أن تعانيه أم لمرض ابنها الحبيب من قهر و ألم و تعب نفسي قبل الجسدي و لكنني أصريت أن أكتب حتى لا يُنسى اسمي حسبما نصحني الجميع و كتبت عمل ( دانتيل ) بصعوبة بالغة و بحب بالغ ( و اعتبرته الفسحة التي أخرجتني من التعب النفسي الذي كابدته لسنوات طويلة ) لكن دانتيل وضع في الدرج لسنوات أربعة و تأجل إنتاجه لظروف الشركة التي تبنته .. كل سنة كنت اسأل متى سينتج دانتيل و التأجيل مستمر إلى أن فاجأني المنتج أن دانتيل عمل لا ينافس الأعمال الحالية و لن ينتجه لعدم كفائته كنص درامي .. و أكلت أقوى الصفعات بعد صفعة مرض ابني
ثم رفض منتج آخر بعد أن عملت معه على عمل آخر سنة كاملة في التعديل بحجة أن غيري قدم الأفضل .. و بدأت رحلة العثور على منتج يتبنى ما أكتب لكن دون جدوى .. بعضهم رفض و بعدهم حتى لم يكلف خاطره للاعتذار عن رفضه لنصوصي .. في البداية ظننت أنني و بعد التوقف الطويل عن الكتابة و عودتي لها أنني بتُّ من أصحاب الكهف الذين ناموا و عندما صحوا و استفاقوا انتبهوا أن الزمن ليس زمنهم ..
يبدو أنني مثلهم بنصوصي الجديدة ربما تغيرت طقوس الحرفة و أصبح الزمن ليس زمن ما اكتبه .. تحملت وزر الفشل و بدأت تغيير طريقتي في الكتابة بعد نصائح و إرشادات من المواكبين للدراما الحديثة عن ظروف الدراما الحديثة و متطلباتها .. و شاهدت الكثير من الأعمال الدرامية على المنصات و بالفعل شعرت أن الدراما تغيرت ..
لن أتحدث عنها فالجميع يعرف أين وصلت الدراما اليوم من استسهال لكل شيء و تحليل كل المحرمات و نشر الحياة المتحررة بطريقة مخزية .. فانكشفت الأجساد و قصرت التنانير و غلب على الأعمال الطابع الغربي حتى أن أغلبية الأعمال أخذت من أعمال أميركية و بنفس أسلوب التصوير و حتى الألوان لم يعد يهم التفكير بالعائلة بالصح و الخطأ و ما يجب أن نراه و ما لا يجب و خصوصاً في ظروف العالم الأخيرة حيث غلب التشتت الأسري و عم الفساد و التفكك حتى داخل الأسرة الواحدة .. و رغم ذلك جاهدت لأكتب أعمال تناسب رسالتي في الحياة و طورت أساليب كتابتي لأواكب التطور الدرامي الحاصل لكن أعمالي ما زالت تُرفض و الجهات المنتجة ما زالت تكتفي بعدم الرد .. تعبت جداً من هذه المشاعر و خصوصاً أن أعمالي القديمة ما زالت تُعرض لليوم و ما زالت تتابع لمرات و مراااات فما الذي تغير حتى أصبحت بنظر كل المسؤول عن العملية الإنتاجية لم أعد أصلح لهذه المهمة ؟ ربما مرض ابني و توقفي عن الكتابة كل هذه السنوات السبب و ربما الحلة الجديدة للدراما السبب و ربما أن هناك لعنة تلاحقني كل الوقت هي السبب لكنني و الله احترم قلمي و احترم رسالتي و مبادئي و قناعاتي في الحياة و لن أتراجع عنها لأكسب أعمال جديدة لم تعد على قياسي
شكراً لمن قرأ كلماتي و أعدكم أنني سأعود للكتابة يوم أشعر أن الزمن زمني زمن الرسائل الجادة و القضايا التي تهم كل أفراد العائلة بعد أن أصبحت الأعمال لنجم واحد .. و بدل أن نكون كتّاب أصبحنا خياطين نخيط للنجم أو النجمة ما يظهر عضلاته المفتولة و يظهر مفاتنها و جمال تقاسيمها .. غابت الرسالة و غلب الاستعراض
لم أعد أجد نفسي و لم يعودوا يجدوني صالحة للكتابة ربما ...
لهذا اعتذر من جمهوري الرائع .. الجمهور الذي كان يستمتع بمشاهد لا تؤذي نظره و لا عقله و أعده أن أعود للكتابة عندما أجد من يحترم الرسالة التي بدأت الكتابة لأجلها و لن أتخلى عنها لأنني سأحاسب عليها ( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من اتى الله بقلبٍ سليم )
أحبكم و اتمنى أن تروني قريباً في عمل يشبهنا و يشبه واقعنا الذي بدل أن نفضحه و نفضح خباياه واجبنا أن نحسنه و نقدم الصورة الجميلة في هذا الزمن الصعب و البشع و المقزز
رانيا بيطار
عشق الصباح
أكتب وعلى كتفي ثقل الزمن
وقد هزت ريح الخريف
ربيع أوراقي
العشق
ان يبقى كأنه اللحظة بدا
والحب
ان يكون كحبات الحنطة نقيا....
كم عصفت بنا الخطوب والبلايا..
ولكن جعلنا من الحب جسرا للنهارات حتى اجتزناها
ولم نزل بعد اثنين وأربعين عاما كأنا الامس تلاقينا...
رفيقة العمر
عليا
منحك الله الصحه والعافيه وافرح قلبك بلقاء كل الأحبة حولك وفي أولهم ابننا
أحمد .. الله يفك عنه قيد الأسر ويعود لنا سالما....
يا حبق الأيام
وعطر هيل قهوة الصباح
وها أنا مع الأيام
قد فرشت لك
جفن العين متكأ
واشم في الهوى الشرقي عطرك...
حبيبتي عليا
في مثل هذا اليوم من
عام ١٩٧٩ جئتك
ولم أكن أملك إلا الحب
وها أنا وأنت معا ولم نزل نقبض على جمر الحب...
حسن إبراهيم الناصر
كُن صبوراً..
روى الفيلسوف الهند الشهير ((بيدبا)) في كتابه ( خُرافات) ، أنّ حماراً فقد ذيله ، وكانت تلك مصيبة أليمة الوقع عليه ومحزنة! فراح يبحث عن ذيله في كلّ مكان ، فقد بلغ به حمقه أنه اعتقد أنه اذا عثر على ذيله المقطوع فسيعيد تركيبه مكانه!
وأثناء بحثه عن ذيله المفقود ، دخل بستاناً ومشى فيه على غير هدى ، فكان يطأ المزروعات ويتلفها ، ويصطدم بنبات الذرة فيطرحها أرضاً!
وعندما رآه البستاني جُنّ جنونه ، فحمل سكيناً وتوجّه إليه بسرعة وقطع له أذنيه وأخرجه من البستان بالضرب والركل!
وهكذا فإنّ الحمار الذي كان يندب ضياع ذيله من قبل ، صار عليه الآن أن يندب ضياع أذنيه أيضاً !
تبقى القصة قصة وسوق الأمثلة مجرّد أمثلة لكشف العبر منها .
على الرغم من أن الخسارة تسبب لنا الألم ، ونحن مدفوعون بطبيعتنا البشرية إلى تجنب الألم اكثر مما نرغب في الحصول على المتعة ، لكن علينا أن ندرك أنه لابأس ببعض الخسارة والألم ، وأن الألم جزء ضروري من رحلة الحياة . وعندما ندرك الدور الكبير الذي لعبته الخسارة في حياة أكثر الأشخاص نجاحاً على هذه المعمورة ، فسنتقبله أكثر، بل سنفتح أفئدتنا وعقولنا له وسنشعر بالفرحة بدلاً من التعاسة عندما يحل الفشل ضيفاً على حياتنا.
إنً الشيء الرائع في الخسارة هو أن الأمر متروك لنا كلياً لتحديد كيفية النظر إليه، يمكننا أن نختار النظر إلى الخسارة على أنها ( نهاية العالم) ، أو يمكننا أن ننظر إليها على أنها ( تجربة تعليمية مدهشة) كما هو في كثير من الأحيان. في كل مرة نخسر فيها يمكننا اختيار البحث عن الدرس الذي من المفترض أن نتعلمه ، فبهذه الطريقة فقط ننمو ونتقدم ونصل إلى أعلى درجات التميز.
عندما نخسر أو نفشل في شيء ما فنحن نتعلم ونكتسب وجهات نظر جديدة حول العالم من حولنا . كما أن الخسارة تجبرنا على الخروج من منطقة الراحة وتتحدانا للقيام بقفزات كبيرة . هذه هي أهمية الخسارة التي تعد حجر الأساس في أي نجاح.
كلنا نثرثر عن صغائر المصائب ونتباكم عن الأحزان ، لكن الغلبة لمن يتعاطى مع البلايا كتمرينات قفز حواجز.
كلما خذلكم الشتاء بوابل الدمع لإفساد محصولكم ،اصبروا حتى حصاد موسم ربيع البسمات ،والغلبة لمن يعجز سارق الفرح عن نشل محافظ بهجته واصراره
الحكيم من يتنعم بعذب الماء حال تدفقه لا ساعة وقوفه عن السريان في الجدول.
لذا فكّر كالملوك لأن الملوك لا يخشون الفشل والخسارة بل يرحبون بهما ويفتحون عقولهم وقلوبهم لهما ، لأنهم ببساطة يعلمون يقيناً أنه خلف كل فشل وخسارة تكمن فرصة ثمينة ،وأن الخسارة والفشل يمكن أن يكونا خطوة جريئة نحو القمة والعظمة.
استشعر منحى الضياء حال سطوعه ولا تخشى العتمة أبداً
صباح برجس العلي
صباحات
11-2-2022
صباح القدس في حضرة الإنجاز ، لثورة تقارب الإعجاز ، فخلال اربعة عقود ، قدمت الثورة كشف حساب ، كيف حافظت على الوجود ، وتفوقت في ألف باب وباب ، كيف قاومت الحصار ، واستفادت من العقاب ، كيف تحولت الى اعصار ، يهزم العدوان والإرهاب ، وها هي تبني مصادر القوة لتصير خارج الخطر ، ويعترف اعداؤها بأنها الأقوى في الإقليم ، وتبني اقتصادها بعيدا عن البطر ، وتقدم نموذجا قابلا للتعميم ، تطور في التقنيات ، واستقلال في الإرادات ، ودولة ذات سيادة ، ورغم قوة القيادة ، لا تتلاعب بالإنتخابات ، مثال على سلطة الشعب ، والتنوع والتعددية ، تستند الى اقتصادها الصلب ، لتحمي طبقاتها الشعبية ، لا تدعي زوال النهب ، ولا الإنتصار على الرأسمالية ، بل ارادة مستمرة للتقدم والإصلاح ، وامتلاك كل قوة وسلاح ، لتحجز لشعبها مكانة متقدمة ، وتزيد نسبة الرجال والنساء المتعلمة ، وتحافظ على بيئة نظيفة وتعزز نسبة الخضرة ، وتنهض بالريف وتعزز القدرة ، فكل جيل ينعم بإنجازات جيل ، والثابت عدم الإعتراف بإسرائيل ، ودعم المقاومة ، والتشبيك مع دول الجوار ، بمد خطوط الغاز والكهرباء والقطار ، فأين منها دول النفط وأموالها ، تعاني الضعف في أحوالها ، أين الإستقلال واين التنمية ، وأين القوة بعيدا عن التعمية ، ولمن يسأل عن الحرية ففي ايران مثال على التعددية ، وتنافس وانتخابات ، قارنوا يا جماعة الكاز بالسعودية ، او بالإمارات
12-2-2022
صباح القدس للعماد ، في صبيحة الإستشهاد ، لنور يشع كرامة على البلاد ، لصانع النصرين ، والنور في العين ، روحا تقاتل ، وعقلا يحل المسائل ، مثال قائد لا يعترف بالمستحيل ، زارع اليأس في قلب إسرائيل ، حي يقاوم ، بأجيال تتواصل ، كان يقاتل على الحدود في القائم ، يحمي السلاح في القوافل ، وشوهدت روحه ترقص فرحا في سيف القدس ، يقيم لصواريخه ألف عرس ، وهو حاضر مع أخوته في اليمن ، يعيدون توجيه عقارب الزمن ، وفي معارك العراق ، كان حاضرا مع الأخوة والرفاق ، فمثل العماد ذاكرة الثورة والمقاومة ، تعيش العمر في الأيام القادمة ، وتعيد صياغة الدروس والعبر ، تقرع في العقول جرس الإنذار عند الخطر ، ان لمعت لنا خاطرة قلنا هكذا كان سيقول العماد ، وان وقعنا في مخاطرة سألنا ماذا عساه يفعل العماد ، فكيف يموت ، من ترجم مقولة اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت ، كيف يغادر قلب كل مؤيد ، من تراه كلما اطلت عيون السيد ، وكيف تنسى الناس من كان صانع عزتها ، او تنسى فلسطين قوة غزتها ، به تلوح يد السيد مع السبابة ، وتقول انه جيش بألف دبابة ، فهو نقطة التحول الفاصلة ، حيث لا رجوع ، قالت حروبنا الحاصلة ، وقالها أبطال جلبوع ، معه بالشجاعة والعلم والروح ، ثلاثية التغلب على الجروح ، وقد اصيبت الأمة في روحها ، حتى داوى جروحها ، وزرع فيها مع الألم الصبر ، ومع الياس البصيرة ، ليرفع شارة النصر ، في الحرب الأخيرة ، واهم من يظن انه قتل العماد ، كمن يظن انه قتل البلاد ، فهو زرع كالقمح والزيتون ينمو بلا فلاح ، في الصخر والصحراء وطور سنين ، فكرة في قلوب المقاومين وفي ايديهم سلاح ، حتى تعود فلسطين ، افتحوا على صفحته في الكتاب ، تجدونها بحروفه لم يقفل الحساب
14-2-2022
صباح القدس للشيخ جراح ، حيث المعنى الحقيقي للمقاومة والسلاح ، فالشعب يواجه باللحم العاري ، كل توحش المستوطنين ، يواجه الهجوم الضاري ، ويشكل بوصلة المقاومين ، والمشهد الملحمي الذي رأيناه ، نموذج حي لشعب عرفناه ، هو ذات الشعب الذي يقاتل في جنين ، والذي يقدم في نابلس مدرسة من المقاومين ، وباختصار هذه هي فلسطين ، والمقاومة في ذكرى الحاج عماد ، تلبي نداء القدس وتقول ، أنها الأمل في البلاد ، وأن عهد الإحتلال سيزول ، وهذه المرة ان مضى الإحتلال في التصعيد ، سيف القدس ليس ببعيد ، سيخرج مرة جديدة الى الميدان ، ويقيم الحد على الاستيطان ، وسيشهد البعيد والقريب ، كيف ستقصف مجددا تل أبيب ، وسيشعر أهل الشيخ جراح ، بأن صمودهم كان هو المفتاح ، لمعادلة ردع تقويهم ، فالمقاومة صاغت المعادلة ، وقالت للصهاينة ومن يحميهم ، بألا يكرروا المحاولة ، فهذه المرة هناك موقف المحور المقاوم ، الذي أعلن انه لن يساوم ، وان القدس تعادل حربا إقليمية ، وحكومة الكيان تعرف ان المواجهة لن تبقى سلمية ، وان الحرب اقرب الى الوقوع ، فقد تجاوزنا نقطة الرجوع ، واما ان تقف الاعتداءات ، او ستبدأ العمليات ، هذا هو يوم العماد ، وهذا هو نداء الجهاد ، وتلك هي معادلة فلسطين ، مقاومة لا تشتري ولا تبيع ، وأمة ترفض التطبيع ، والذين باعوا وخانوا ، او ضعفوا وهانوا ، لا يمثلون الأمة ، ولو عقدوا مؤتمر قمة ، قرر الخيانة ، وتقبل الإهانة ، فالأمر لم يعد بأيديهم ، والكيان يعرف انهم في اليمن غارقون ، فماذا عساهم يفعلون ، وعنق الكيان بين ايدي المقاومة ، وحدها تملك بوليصة التأمين ، فماذا ينفع التطبيع في حرب قادمة ، وقد قالها الأمين ، ان زمام المبادرة ، بيد المقاومة الحاضرة ، لكل الاحتمالات ، لا تريد الحرب لكنها لا تخشاها ، ومن اراد اختبار النيات ، فليكشف نيته ولا يغشاها ، وعلى حكومة الكيان ان تظهر يأسها ، قبل ان تستفز المقاومة وتختبر بأسها
16-2-2022
صباح القدس للشهداء القادة ، شيخ الشيوخ وحاج الحجاج وسيد السادة ، وقد فلسطين قبلة والمقاومة عبادة ، وأقدس صباح ، صباح السلاح ، مع الشيخ الذي إسمه راغب حرب ولا يخاف ، ومن يرغب الحرب ينتصر ، وشعاره المصافحة اعتراف ، وإن رأيت النصر بعيدا فاصبر ، والسيد عباس ، والوصية الأساس ، حفظ المقاومة ، ونخدمكم بأشفار العيون ، لا مساومة ، وثقوا انهم سيهزمون ، وللحاج صانع الإنتصارين ، وقد جعل النصر الثالث سندا مستحق السداد كالدين ، بعدما وفر كل الشروط ، وحبك كل الخيوط ، ورسم الخطط والخطوط ، صباحهم في يوم التأمل والتذكر ، والمقاومة أولا فعل تفكر ، فهي معادلات صاغتها عقول مبدعة ، لتقدم لا يعترف بخط الرجعة ، وهي طريق لا يسلكه الا الأبطال ، الذين أتقنوا كل قواعد الحرب وفنون القتال ، وصاغوا للحرب قانونهم ، وأبدعوا في الميدان فنونهم ، فالثبات أول شروط النصر ، والإثبات بما حققه الصبر ، والأفق ترسمه البصيرة ، بيقين زوال الكيان كهدف لهذه المسيرة ، والسؤال البسيط وفق قواعد العلم ، في صياغة شروط الحرب والسلم ، اسألوا اهل الكيان هل بات الزوال على الطاولة ، وهل لا زالوا يجرأون على الحرب ولو من باب المحاولة ، وكيف قسمت المقاومة أعوام الكيان الثمانين الى نصفين ، نصف الصعود انتهى وبدأ نصف الهبوط ، وقد صاغت له الشروط ، مع ولادتها ، وقسمت العرب الى صفين ، صف المقاومة وصف التطبيع ، فتبين السواد من البياض في الخيوط ، وصار الشعار قل لي مع من تتضامن اقول لك من أنت ، فكلنا نقول نعم للبحرين ، وقد ولى زمن الصمت ، من يقف مع حاكم البحرين فهو مع التطبيع ، ومن يقف مع الشعب اخلص لفلسطين ، وقد صار التحرير أسرع مع الفرز السريع ، بين من باعوا ومن صاغوا النصر كاليقين ، في ضفة حكام الردة ، وفي ضفة مقاومة مستعدة ، هذا هو وعد القادة في يومهم ، وهذا هو العهد كي يقروا العين في نومهم ، فتكفي نظرة الى الشيخ جراح ، كي نشهد معنى حضور معادلة السلاح
17-2-2022
صباح القدس لك يا الله ، احفظ لنا نصرالله ، احفظ لنا هذا القائد ، يمد للعدو الوسائد ، ويدعوه لينام ، في حقل من الألغام ، فكيفما تقلب تفجر ، الله اكبر ، لفصل الخطاب ، يقفل الباب ، على ما تبقى من الكيان ، في ذمة الزمان ، فالزوال أكيد ، بالنار والحديد ، والصواريخ الدقيقة ، وصناعتها باتت حقيقة ، والطائرات المسيرة ، والموازين المتغيرة ، بشبكات للجو يتم تفعيلها ، وأخرى تنتظر تشغيلها ، والأمر منذ سنوات ، بالآلاف والمئات ، وهم يعلمون ، لكنهم يكذبون ، ويتحدثون عن الغارات ، ويستعرضون الطائرات ، ويدعون لإقفال الحدود ، لمنع سلاح موجود ، ولا يحتاج للعبور ولا للمعابر ، والسيد يسمع كذبهم ويثابر ، حتى فاض كأس المقاومة بما تريد ، من سلاح للخطوة الثانية ، فأعلن المزيد ، محسوب بالدقيقة والثانية ، ليسقط النص عن شفاههم ، ويغلق أفواههم ، فماذا عساهم يخترعون سببا للغارات وقد سقطت اسبابها ، وماذا سيزعمون من مبرر للبحث بالحدود واقفال بابها ، فاما سحب الملفين عن الطاولة ، فتتوقف الغارات على سورية ويقفل البحث بالحدود والمعابر ، واما البحث عن عنوان جديد ، او بالمختصر المفيد ، انصارية مكررة ، بانزال خلف الخطوط ، وبانتظارهم اقدام الاخطبوط ، وافخاخ مصورة ، ربما تبث هذه المرة على الهواء ، وهم يهبطون من السماء ، وكيف يتم اصطيادهم كالعصافير ، وكيف يلاقيهم خروج النحل من القفير ، وان قرروا مواصلة الغارات وبحث الحدود تحت عنوان مبتكر ، فلن يجدوا بالمختصر ، الا وجود المقاومة على حدود الجولان ، فهل أخذوا في الحسبان ، ان يكون السيد قد نصب لهم الكمين ، ولهذا تأخر في الإعلان ، وصبر كل هذه السنين ، وترك لهم للتذكير ولفت النظر ، شريطا للمقاومين يقاتلون تحت الثلج والمطر ، كي لا يقولوا انه لم يضع لائحة للتحذير ، لا تقترب هنا خطر الموت وتوتر مرتفع ، فلم يعتمد الصمت بل قال لمن يريد ان يستمع ، ملككم محاصر لا مفر من ان يموت ، الم نقل لكم اصلا انكم اوهن من بيت العنكبوت
2022-02-18 | عدد القراءات 3350