تسارع مساري التصعيد في أوكرانيا والانفراج في فيينا… والأميركيّ على الخطين/ مخاوف من مسلسل أحداث أمنيّة لتطيير الانتخابات بعد الكشف عن خلايا داعش / نصرالله: تعاظم المقاومة وبيئتها الشعبيّة منذ شهادة السيد عباس هو الفارق الأبرز عن 92/
كتب المحرّر السياسيّ
يبدو الأميركيّ مسارعا في خط التصعيد الضاغط على روسيا إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، بالتوازي مع تصعيد أمني على جبهات دونباس تتولاه القوات الأوكرانيّة بتشجيع أميركي لإشعال الجبهات، وجرّ أوروبا لمزيد من التورط في المواجهة مع روسيا، بصورة يبدو معها أن أوروبا تستدرج نحو أزمة اقتصادية خانقة ستفرضها الأسعار المتصاعدة لمشتقات النفط والغاز، بينما يسارع الأميركي بالتوازي خطاه نحو إنجاز العودة للاتفاق النووي مع إيران تحت دخان أزمة أوكرانيا، رغم التحفظات الأوروبية على ما يسمّيه مسؤولون أوروبيون بالتنازلات الأميركية أمام إيران، حتى طرح بعض الخبراء الأوروبيين اسئلة حول ما اذا كانت أوروبا عرضة لمؤامرة أميركية تستهدف إضعافها وتفكيك اقتصاداتها، وتقديمها جائزة للتقاسم سياسياً مع روسيا واقتصادياً مع الصين.
في لبنان، كان الحدث البارز هو اكتشاف قوى الأمن الداخلي شبكة تابعة لتنظيم داعش تخطط لاستهداف الضاحية الجنوبية بمجموعة عمليات انتحارية، كانت كافية لتتسبب بكارثة إنسانية وفتنة سياسية وأمنية، بحجم ما كشفته المعلومات. وكان ما لفت نظر المصادر المتابعة هو سر عودة تنظيم داعش للنشاط في لبنان وتفعيل خلاياه النائمة، بعدما كان سقف ما كشفته الشهور الماضية هو استخدام خلايا التنظيم في لبنان لتجنيد متطوّعين يجري نقلهم للقتال في العراق. وقالت المصادر الأمنية إن هذا التفعيل مؤشر خطير لا يمكن الاطمئنان الى أن تداعياته قد انتهت، خصوصاً مع تداخل بنية التنظيم بين لبنان وسورية والعراق، كما كشفت شبكات تجنيد متطوّعين لبنانيين ونقلهم الى العراق وسورية، ما يعني دخول لبنان أمنياً في مرحلة الخطر، واحتمالات ظهور أشكال جديدة لهذا الحضور للتنظيم. وفي ظل نوعية الأهداف التي تم كشفها يبدو واضحا أن هدف التنظيم هو إيقاع أكبر عدد من الإصابات بين المدنيين في نقاط الاستهداف وخلق حالة ذعر وفوضى. وأبدت المصادر المتابعة لنشاط التنظيم استغرابها لمفاجأة العودة لتفعيل العمل في لبنان بغياب أي سبب مباشر، ما يجعل الاعتقاد بوجود عملية تفعيل استخدامية لداعش على طريقة ما يجري في سورية والعراق، حيث إعاقة الدولة السورية عن بسط سيطرتها على كامل أراضيها من جهة، وتبرير بقاء القوات الأميركية في العراق بذريعة قتال التنظيم من جهة أخرى، يشكلان هدفاً أميركياً يفسر عودة نشاط داعش في البلدين، وهذا يطرح السؤال عما اذا كان الخيط الرابط بين قدرة واشنطن على تحريك داعش في سورية والعراق، ومسؤوليتها عن استنهاض داعش في لبنان، في ضوء تزايد الشكوك الأميركية بجدوى الرهان على الانتخابات النيابية لإضعاف المقاومة ومحاصرتها، وما اذا كانت العودة للفوضى الأمنية على يد داعش تصيب عصفورين بحجر واحد، تعميم الفوضى طريقاً لإرباك المقاومة، وتبرير تأجيل الانتخابات.
عن الانتخابات أيضاً، برز الإعلان المتأخر والمفاجئ للرئيس فؤاد السنيورة عن العزم على مقاربة الانتخابات من موقع المشاركة التي لم يحدّد شكلها، بقدر ما كشف عن خروجه عن قرار الرئيس سعد الحريري والسعي لوراثة جمهوره، والمصادر المتابعة للانتخابات لا تفصل بين ما أعلنه السنيورة، وإشارته لمناخ دولي عربي، وبين المأزق الأميركي تجاه الانتخابات والرهان عليها، لكن ردود العفل السريعة أوحت بأن السنيورة يواجه تعقيدات كبيرة في كسب ود جمهور متعاطف مع الرئيس الحريري وينظر لخطوة السنيورة كخيانة للحريري وانتهازية لا تختلف عن النظرة لموقف بهاء الحريري.
المقاومة عصية على الحصار والإضعاف، كما ورد في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لقاء تلفزيوني على قناة المنار مع الزميل محمد شري بمناسبة الذكرى الثلاثين لاستشهاد الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي، وقال السيد نصرالله إن أوجه الشبه كثيرة بين الوضع عام 92 والوضع اليوم، لجهة الأزمة الاقتصادية والمالية، والمناخ الدولي والإقليمي لتصفية القضية الفلسطينية، والوقوف عشية الانتخابات النيابية، لكن الفارق الرئيسي هو أن المقاومة تعاظمت قوتها وتجذّرت ونمت بيئتها الشعبية ما يجعلها عصية على الكسر، وفوق إمكانية إخضاعها للضغوط والحصار.
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن موضوع الحرب مع لبنان يُضرَب له ألف حساب ولم يعد كإدخال فرقة موسيقيّة. مشيراً الى أن “ما حصل في لبنان هو مصداق للوعد الإلهي في كتابه، و”اسرائيل” هذه ستزول من الوجود. هذا كيان سيزول. هذا كيان مؤقت وأؤيد إطلاق تسمية الكيان المؤقت”.
وحول الصلاة في القدس قال السيد نصرالله: “آمل ذلك وأدعو الله سبحانه وتعالى لذلك”. ولفت الى أننا لا ندّعي بأننا وحدنا سنزيل “إسرائيل” من الوجود، بل نحن جزء من معادلة ومحور وظروف ستأتي وتأخذ المنطقة باتجاه المستقبل الجديد وإزالة “إسرائيل”.
وأكد السيد نصرالله أن “المقاومة أقوى من أي زمن مضى ولم يمر على المقاومة الاسلامية زمن أو يوم كانت فيه بهذه القوة بكل أبعادها العسكرية والمادية والروحية والايمانية”.
وشدّد السيد نصرالله على أن “مشروعنا الحقيقي هو العدالة والسلام ومشروع المقاومة الانتصار وحماية الناس والدفاع عن الحرية والوطن والأمة والمقدسات”. وقال: “عندما يطلبون منا أن نسكت فلينظروا الى كل الذين سكتوا وسلّموا سلاحهم وليأخذوا الجواب فعندما تسكت وتسلم سلاحك وتستسلم ماذا تقول لعدوك، تقول أنا ذليل وضعيف وهو مستكبر سيزيدك ضعفًاً”.
مواقف السيد نصرالله جاءت خلال مقابلة مع قناة “المنار” تناولت مسيرة الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي، ولفت الى أن “السيد عباس الموسوي فتح علاقات واسعة لحماية المقاومة وتحصينها سياسيًا”.
وكشف السيد نصرالله أنه “قبل شهادته بشهرين تقريبًا قال السيد عباس الموسوي لي “أنا مش مطوّل” وأخبرني مناماً فسّر بأنه سوف يستشهد مع السيدة أم ياسر والسيد حسين وكان لديه يقين أنه سوف يُستشهَد على يد الصهاينة”.
2022-02-24 | عدد القراءات 1798