تحالف أميركيّ تركيّ إسرائيليّ في سورية

يبدو بوضوح اليوم وقد بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا أن التريث والترقب اللذين ميّزا التعامل الروسي مع أطراف الثلاثي الأميركي والتركي والإسرائيلي، لم يكن بروداً أو تراجعاً، بقدر ما كان ربط نزاع بانتظار رؤية مسار الأحداث في أوكرانيا التي كانت تحت المجهر الروسيّ لجهة تكديس الأسلحة وتحضير الأجواء لجعلها خنجراً في الخاصرة الروسية، سرعان ما يصير عضواً في الناتو مالكاً سلاحاً نوويّاً، كما صرّح الرئيس الأوكراني علناً.

– كانت موسكو من موقع أولوية تتبع المخاطر الجوهريّة على أمنها القومي عبر أوكرانيا، الدولة الأكبر من دول الاتحاد السوفياتي السابق والدولة الأقرب ديمغرافياً وجغرافياً لروسيا، تدرك أهمية مواقف كل من أميركا وتركيا و”إسرائيل” وتأثيرها في معادلة أي تطور أمني وعسكري في أوكرانيا، فواشنطن وراء التهديد الأوكراني، وأنقرة وتل أبيب حليفتان لكل من واشنطن ونظام كييف.

– الواضح مع اليوم الأول للحرب تموضع واشنطن وأنقرة وتل أبيب في موقف واحد، تحت عنوان رفض الأسباب الروسيّة ومخاوف موسكو على أمنها القوميّ، والواضح هو اصطفاف هذا الثلاثي في حلف معلن داعم لنظام كييف.

– انتهى وقت الترقب والتريّث، وموسكو بدأت توجّه الرسائل لكل من أنقرة وتل أبيب بقسوة، باعتبار واشنطن هي الخصم المباشر ولا حاجة للإشارة للتصادم مع مواقفها، وخط التشابك والتداخل الروسي مع تركيا وأميركا و”إسرائيل” في سورية سرعان ما سيتحوّل إلى خط اشتباك، سواء بمبادرة الحلف الثلاثيّ للتحرش المشترك وفقاً لخطة موحّدة بالقوات الروسية، أو بحسم روسيا لقرار المواجهة مع أطراف الثلاثي وفقاً لمقتضيات الروزنامة السورية.

– الذين يتساءلون عن سرّ الموقف السوري المبادر للتضامن مع روسيا، ينقصهم الكثير من فهم ألفباء السياسة والاستراتيجية، ففرصة سورية تطل بعد طول انتظار، ولن تدعها سورية تمر هكذا دون أن تسارع لالتقاطها، وقد صبرت على التريث والترقب الروسيين تنتظر ساعة الحسم في الخيارات.. وها هي تأتي.

التعليق السياسي

2022-02-25 | عدد القراءات 1907