حديث الجمعة بقلم ناصر قنديل

 

 

مقدمة 

يتزامن حديث الجمعة هذا الأسبوع مع ذكرى رحيل قامتين كبيرتين في عالم ثقافة المقاومة هما الدبلوماسي والجنرال المفكر بهجت سليمان والقائد الميادني والمفكر المقاوم أنيس النقاش ، ولهما كلمات لوداع لم يكتمل ورواية لم تتم ، وفي الويميات منجزات ومتغيرات من الطائرة حسان التي اربكت حسابات الإحتلال الى مشهد أوكرانيا وتساقط معادلات ما بعد سقوط جدار برلين ، وفي المشاركات حضور للأدب والصحافة والثقافة 

 

 

في ذكرى الرحيل 


إلى روح فارس السيف والقلم ..
إلى روح أستاذي الأكبر ، الذي تعلمت منه خلال فترة صداقة وجدانية ، فكرية قصيرة في مقياس الزمن ، غنية في مجال المعرفة الإنسانية والوطنية والسياسية والاجتماعية والحضارية والنفسية ..
  
علّمني خلال ثلاثة أعوام ما لم أتعلمه خلال حياتي كلها ..
علّمني كيف أعطي أهلي وأصدقائي و وطني أكثر مما ينتظرون مني ، وأكثر مما يتوقعون ، و لكن دون منَّة ..
علّمني كيف أكون أباً و أخاً و إبناً بارّاً بهم و لهم ..
و كيف أكون ليِّنا معهم ، أحملهم على كتفيَّ و بين ضلوعي ..
وكيف أكون مع أعداء وطني حازما صارما شجاعا ..
علّمني كيف أُسقطُ الخوف والتردُّدَ من قاموسي .
علّمني الترفُعَ عن الصغائر ، والانخراط بروحية الفارس في القضايا الوطنية والإنسانية الكبرى ..
علّمني أن العقل هو المرجعية الأولى في كل قضية خلافية ..
و أن قيمة حياة الرجال الحقيقية ، هي من قيمة القضايا التي يحملونها بإخلاص ..
……………………
إلى روح فارس السيف والقلم ، اللواء ، المفكر والشاعر ، الدكتور بهجت سليمان ، أنزل الله عليه شآبيب رحمته .. أهديهذه الأبيات من الشعر :
«سقى الرحمن في الأردُنِّ صَوْتاً»
بقلبِكَ غيثُ اسرارِ البديعِ
وإسمُكَ بهْجَةٌ مثلُ الربيعِ
وصوتُكُ في ظلامِ الفكر شمعٌ
  و نورٌ قد تَرَدَّدَ من يسوعِ
ونبعٌ للمعارفِ مِنْ رَسولٍ
أتمَّ مكارِمَ الخُلُقِ الرفيعِ
وينبض قلبُكَ الحاني بحبٍّ
حُنُوُّ الأمِّ للطفلِ الرضيعِ
وتزأرُ حينَ يدنو من عرينٍ
ذئابٌ أو ضباعٌ كالقطيعِ
سقى الرحمنُ في الأردُنِّ صَوْتاً
كمثلِ الرَّعدِ في وقتِ الهزيعِ
تراهم حين زأرته سكارى
وليلُ الموت كالسهم السريعِ
هلال عون 

 

 

في ذكرى رحيل اللواء بهجت سليمان 


قالت اللغة : لا تتعب نفسك ..
وقالت الحروف : لا طاقة لنا بالإحاطة ..
فالمقام مجدٌ ، والهيبة غيابٌ ..
وايّ العبارات تصلح للوصف ؟!
والمقام ألمعيٌ ..والهيبة سموٌ ..
وايّ الأفكار تجرؤ على الاقتراب ؟!
والمقام لواءٌ … والهيبة بطولةٌ..
وايّ شجاعة ستخور في الحضرة ..
والمقامُ فيلسوفٌ … والهيبة وقارٌ..
وايّ منطقٍ يخاطر بالولوج …؟!
والمقام إنسانٌ … والهيبة جوهرٌ..
وايّ كثيفٍ ينطق بحضرة اللطيف ؟!
والمقامُ مقام أبا المجد…والهيبةُ هيبة العلياءِ
وايّ بلوغٍ له الوصول إلى ذاك المقام والوقوف بباب هيبته ..
في ذكراك التي خطها تاريخ ، وما فارقتها أيامه وساعاته ودقائقه وثوانيه ، نقول لك : نفتقدك ونفتقد صباحاتك الفكرية والعلمية والإنسانية والروحية ..
أفتقد شعاعا معرفياً كان يزين “حسابي على الواتس آب” كل صباح ، أرتشف منه جرعة من الأمل والتفاؤل ، وأنهل منه ثقافة و عرفان ..
السلام لروحك حيثما حلّت ، وحيثما ساحت ، وحيثما أنارت …… السلام عليك رفيقي الغالي “كما كنت تحبّ أن تخاطبني” …
حيان نيوف

 

 


أليس غريبا ؟ 


كنتُ جالسةً البارحة في المنزلِ أشاهدُ فيلماً أجنبيّاً بصحبةِ أولادي و أثناءَ العَرضِ و على حين غِرّةٍ سارعَ ابني إلى تغييرِ محطّةِ التّلفازِ عندما عانقَ البطلُ البطلةَ في الفيلمِ و قبّلها

فشعرتُ بحرقةٍ تسري في عروقي عندما تذكّرتُ أنّه لا أحدَ من أولادي يبادرُ إلى تغييرِ محطّةِ التّلفازِ عندما يعرضونَ لنا مشاهدَ عنيفةً من حربٍ و قتلٍ

و تعذيبٍ و دمارٍ …

لا أعلمُ حقّاً كيف تسلّلتِ القسوةُ إلى بيتنا ؟!

كيف تسلّلتْ إلى قلوبنا ؟!

و كيف استطاعوا برمجةَ أدمغتنا

على تقبّلِ العنفِ و رفضِ الحُبِّ

كلُّ عامٍ و قلوبنا طافحة بالحُبِّ

كلُّ عامٍ و الحُبُّ منارة لظلماتنا

ريم رباط 

 

 

آخر أمنياتي للعام الجديد

خذ قلبي

إعصره قليلاً

خذه و شدَّ عليه

إني أحتاج ان أبكي

 أحتاج 

أن أنزف من جسدي قليلاً

كثيراً كحبات السكَّر

الغصن المائل ‏في الشجرة

الخط الأصفر على الأسفلت

البيت  المعروض للبيع

وطفل في سيركٍ متحرك

‏ ‏أضع صورتي على أشجار  الحي

أكتب تحتها بالخط العريض

"هل تعرفون عن هذا الوجه شيئاً

هل تعرفون اسماً لهذي الملامح"

آه لو أجد نفسي

آه لو أن أحدهم  يجدني

حين مات أبي احترقت  أشجار العالم‏

ونام الرماد على صدري

من يرسل في طلب آخرتي

من ينفض سيجارة الرب الأخيرة

من يحتال على الغيم

ويداوي البحر  بقبلة

خذ قلبي و شد عليه

إني أحتاج قسوتك

أحتاج ان تُبقي على جلدي

وتطعم ما بقى للريح

إني أحتاج قسوتك

والذئب الجائع في عينيك‏

خذ قلبي واعصره قليلاً

فإني

أكثر طهراً بين يديك

وأكثر قرباً من بيتي

لولا رينولدز

 

 

 

حلب -  سوق الجوخ

 

يقع سوق الجوخ داخل سوق المحمص ، جهة اليسار .

يصعد إليه بثلاث درجات، وندخل إليه عبر قنطرة جميلة تعطيه خصوصية و تفرّد .

يمتاز هذا السوق بسعته وانتظام محاله ،

ويحوي هذا السوق على (٤٠) محلاً تجارياً موزعاً على كلا الطرفين تعلوهم عدة شبابيك تطل على هذا السوق، وهي تابعة لخان العلبية جهة اليمين، واخرى لقيسرية العلبية جهة اليسار.

ينتهي السوق عند خان العلبيّة الملاصق له من الجهة الشمالية ، وعند سوق الحمّام  الذي يقع أمامه مباشرة.

سقف السوق هو حجري مقبب ، يتوسط كل قبة نافذة مربعة الشكل ، تسمح بدخول الهواء وأشعة الشمس إليه.

سمّي بسوق "الجوخ" لأن البضاعة المطروحة داخله هي قماش الجوخ.

وهو نوع من أنواع القماش الذي يصنع من الصوف الطبيعي،

ويتصف بأنه من الأقمشه ذات الأنواع المتعددة، حيث يعتبر نوعاً من أنواع اللبّاد ، ويعد اللبّاد نوع من أنواع الأقمشة الأقدم في التاريخ.

تم إيجاده منذ حوالي ثمانية آلاف سنة ، واستخدمه الإنسان استخداماً كبيراً منذ ذلك الزمن في صناعة أنواع الفرش المختلفة والأغطية والأحذية كما يدخل في صناعة الخيام والسجّاد وصناعة الملابس الخارجية القديمة كالقنباز وصناعة الطربوش الأحمر، وهو قبعة حمراء اللون تغطي الرأس يلبسها الرجال ،كما يدخل في صناعات أخرى.

ويعتبر  قماش الجوخ من الأكثر استخداماً كونه سهل القص وسهل التشكيل ولايتنسل كما يتصف بثباتية خيوطه.

اكتشف الجوخ قديماً من قِبل شخص كان رحالاً في الصحراء ، وكان حينها يسير حافياً على الرمال الحارة ،

لجأ هذا الرجل لاستخدام قطعة من الصوف ولفّها وصمّغها على قدميه وكأنّها حذاء حتى تقيه الحر الشديد، وبعد مسيره بها لفترة من الزمن لاحظ أنها أصبحت كقطعة واحدة من القماش .. وهكذا بدأت صناعة الجوخ واستخدامه في العديد من الصناعات ،

حيث بدأ صانعوا القماش بالاهتمام بهذا النوع بسبب مايتميز به من خصائص متعددة لاتوجد في الكثير من الأقمشة الأخرى .

ازدهر هذا السوق ببضائعه عبر الزمن ، فبعد أن كان تجاره قديماً يستوردون قماش الجوخ من انكلترا،

أصبح تجاره الحلبيون يصنعون الجوخ المحلّي ، من خلال ماكينات نول قديمة "فتح" أي متسطحه.

ثم تحولت الصناعة اليدوية من النول البلدي إلى ماكينات ذات صنع محلّي تُغزل من خلالها الخيوط الصوفية الطبيعية، منها ما يُصبغ قبل الغزل ومنها مايُصبغ بعد الحياكة.

وبعد أن جاءت الكهرباء إلى حلب عام ١٩٢٤م  .

قام التاجر (سامي صائم الدهر) وهو من مواليد مدينة حلب عام ١٨٩٧ م بزيارة فرنسا،

واطلع على الآلات الحديثة هناك وطريقة العمل عليها، واحضرها معه لسورية بدلاً من الأنوال اليدوية القديمة المستخدة آنذاك، وعمل على تأهيل النسّاجين التقليديين في حلب للعمل عليها.

تخصص معمله بصناعة نسيج الساتان والكريب والجورجيت وهي من الحرير الصناعي، كما صنع المنسوجات القطنية والصوفية.

نالت سورية استقلالها عام ١٩٤٦.

وبعد عام ١٩٦١م خلال فترة الوحدة مع مصر .

قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم معامله وباقي المعامل التي اشتهرت بالنسيج، 

فقد طال التأميم حينها  "٢٣"  شركة، منها شركة الحاج أحمد الططري وأولاده،

فقد كان قماش جوخ الططري أفضل من الجوخ الإنكليزي.

وفي السبعينيات من القرن المنصرم ..

ازدهرت صناعة النسيج، وكان سوق الجوخ معظمه لأصحاب معامل الجوخ اللذين كانوا يروّجون من خلاله لمنتجاتهم عبر عرض مساطر من الأقمشة لبيعها بالجملة أو بالمفرق كقماش الأطقم الرجالية الرسمية التي كانت حينها تتناسب مع معظم المناسبات، وكانت مطلوبة ومرغوبة جداً داخل وخارج سورية.

ومع مرور الزمن أصبحت تلك المعامل تصنّع جميع أنواع الأقمشة (كالساتان والجاكار وأقمشة المفروشات والستائر)

وأصبحت تُطرح في هذا السوق، 

منها ما يصدّر إلى بعض الدول العربية والأوربية.

من بعض أسماء تجار صناعة الجوخ "العبجي" للأطقم الرجالية .

تبوأت حلب مكانه رفيعة في مجال الصناعة والتجارة وإنعاش الإقتصاد بفضل عراقتها ودورها الحيوي ضمن مختلف المجالات ..

وازدهر هذا السوق كباقي أسواق المدينة القديمة في حلب إلى أن جاءت الحرب اللعينة عام ٢٠١٢ م ، فقد قام الإرهابيون بحرق ونهب هذا السوق، وبقي على وضعه الحالي حتى بعد تحرير حلب عام ٢٠١٦ م . 

آملين ترميمه وعودة الحياة إليه من جديد . 

وتبقى مدينة حلب بأسواقها العريقة سنديان يشامخ المحال .

وفاء شربتجي 

 

 

الذات والآخر

يأتي الشعراء و الرسامون يجوبون الطرقات يجمعون ما تساقط من أشلائنا ، و يصلون شرايينا المهتوكة  بشريان الحياة. فتدبّ فينا الروح و نحيا . الشعر خصيم الموت و الدمار، و الرسم و النحت انعكاس لرسم الواقع كما نتمنى ونحلم أن يكون. لولا الفنون ما عاشت مصر آلاف السنين بين غزاة و طُغاة و طامعين لم يتعلّموا حبّها ! و إن أغرقوا في شهوة استلاب ثرواتها و تاريخها. لولا الشعر ماهزم العراق الموت الذي تربّص به عقوداً إثر عقود.  بوابة عشتار البابلية ، و جلجامش السومرية  التي حفر على أرضها حمورابي شريعته منذ سبعة و ثلاثين قرناً على جدار مسلّة يحتضنها الآن متحف برلين! مثلما يحتضن رأس نفرتيتي! ذاك أنّ الالمان ،من أسف ، تعلّموا كيف يحفظون كنوزنا و يحبونها أكثر ممّا تعلّمنا! التاريخ العربي  يرقد هناك عندهم. أرقى حضارات الأرض و أعرقها يملكون نسختها الأصلية!! الآن وصلنا إلى الحلقة الأكثر ضعفاً وهي آثار بلادنا سورية ترى أين سنجدها بعد انتهاء الحرب؟؟

 في متحف اللوفر في باريس كون فرنسا كانت الحليف الأكبر ضدنا في هذه الحرب الشعواء؟ أم في متاحف الألمان الذين اكتشفوا أهمية هذه الآثار و رحلّوا الكثير منها إلى متاحفهم؟؟

حسب تقرير نشرته وكالة (Sputnik) العربية جاء فيه: تمّ سرقة أكثر من 25 ألف قطعة أثرية من سورية هُرّبت إلى تركيا و الأردن . منها ما تمّ التنقيب عنه بطرق غير مشروعة ، ومنها ما سرق من المتاحف و المدن الأثرية مثل تدمر و أوغاريت وغيرها. وقد تمّ استرجاع أكثر من 20 لوحة فسيفسائية لمعلولا ... أليس الإنسان الذي يقطن هذه الأرض و المتمسك بها حدّ الموت أحق بآثارها و ممتلكاتها؟؟

قلعة الحصن أو كما عرفت في القديم بقلعة الأكراد عانى أهلها ويلات الحرب والآن  يأتي المتسولون و المرتزقة و ينهبون آثارها و يبيعونها لدول الغرب مقابل أبخس الأثمان .وقِس على غيرها من المدن الاثرية...

سأختم المقال بكلام جميل للسيّاب :( إنّي لأعجبُ كيف أن يخون الخائنون ..أيخون الإنسان بلده. .إن خان معنى أن يكونْ..  فكيف يمكن أن يكونْ؟ ... بلاد كهذه البلاد الجميلة و التي نزلت بها أقدم الشرائع و مهد الحضارات و الديانات السماوية لا بدّ و أن نبادلها الحب و الاهتمام وألّا نخون...فنحن لسنا من لاعني الظلام، نحن ممن يوقدون الشموع و يتلون ما حفظوا من الكتب السماويّة و يضحّون بأبنائهم كرمى ترابك يا سورية…

صباح برجس العلي

 

 

صباحات

18-2-2022

صباح القدس والأميركي يرتبك ، كيف يجمع بين ان ينهزم وإن يشتبك ، فكيف تضم المعادلة على سطح واحد ، الإنسحاب من أفغانستان ، والتصعيد في أوكرانيا وفي سورية والعراق حفاظ على التواجد ، تحت عنوان ، التفرغ للصين ، وعبقرية آشنتاين لن تجد حلا لزيادة بل الطين ، الا الضياع والحيرة وغياب الإستراتيجية ، وزوال هيمنة الدولة القوية ، ومهما أصر  تنابل التبعية ، على الترويج للهيمنة ، وتقلبوا على الميسرة والميمنة ، فلن يقنعوا العقول المحيرة ، بأن كل شيئ تحت السيطرة ، ومهما تفلسف نواطير الكاز ، لن يستطيعوا تفسير كل الألغاز ، ولا فك الأحجية ، فكيف تكون قويا وتنسحب ، وكيف تكون أبو الديمقراطية وحليفك يوما لم ينتخب ، وكيف تكون أبو الحرية بأنظمة تحت السلاح ، وتحمي الإعتداءات في الشيخ جراح ، فالقيمة الأخلاقية للسياسات ، تفضحها الممارسات ، وهي أصل مصادر القوة للدول ، الا عند من أصيبوا بالهبل ، فيصدقون ، انهم محميون ، لرؤية المدمرات ، وحاملات الطائرات ، وينسون أنهم قبل شهور عندما هاجمتهم المسيرات ، خرج الأميركي ليقول ، انه غير مسؤول ، الا عن حماية قواته ، فلملم شتاته ، ورحل دون سؤال ، وتركهم يواجهون وحدهم مخاطر القتال ، وفي أوكرانيا يتساءلون ، كيف يقاتلون ، هل يسحبون صك العقوبات ، ويواجهون به الطائرات ، أم يحملون كما كان يفعل العرب بوجه اسرائيل ، نصوص البيانات والقرارات عندما ينهزمون ويهمون بالرحيل ، قبل زمن المقاومة وانتصاراتها ، وانقلاب الموازين ، حتى ضاقت باسرائيل خياراتها ، وصارت ترى الجحيم في كل حين ، ومن لا يريد أن يقتنع ، لأنه تورط بالحلف المطبع ، فستين سنة وسبعين يوم ، حتى يصحو من النوم ، وقد تكسرت الممالك ، وصار حكمها هالك ، عساه عندها يستفيق ، على الهزيمة وضياع البريق ، لأنه صدق الرواية عن الدولة الخطيرة ، قبل ان يكتشف انها كذبة كبيرة ، وأن كل الامبراطوريات في نهاية المطاف ، يأتيها يوم للتفكك والزوال ، وأن الشعوب التي لا تخاف ، وحدها تملك الجواب على السؤال 

19-2-2022

صباح القدس لحسان ، يحلق في سماء فلسطين ، يهز أركان الكيان ، ويقطع الشك باليقين ، أن هذه المقاومة تنتمي للحق والحقيقة ، وانها تفوقت بالمسيرات كما الصواريخ الدقيقة ، وانها باتت في التقنيات تملك زمام المبادرة ، وان الكيان الذي أمضى سنوات ، يجعل كل مواجهة مغامرة ، بات مقامرا يلملم شظايا الخسارة ، يستدين ليواصل الرهان ، والمقاومة تلاعبه لعبة البقاء ، ومن تابع بالأمس ذعر الكيان ، يفهم معنى المثابرة ، وحكاية الأرنب والسلحفاة ، ولماذا ينتصر في اليمن الحفاة ، وكيف ان المقاومة تضع الختم على توقيع السيد ، وتقول لمن يشكك ها نحن نؤكد ، فتخرج مسيرة تلقن الدروس ، وتنشر على وجوه قادة الكيان العبوس ، اطلقوا القبة الحديدية ، فتحولت طلقات خلبية ، ولاحقوها بالطائرات الحربية والمروحية ، فتملصت بفن المناورات الذكية ، واحبطت الردارات ، فاطلقوا الصفارات ، وعادت بأمان وسلام ، الى قاعدة الانطلاق ، تحمل كثيرا من الكلام ، ومن فلسطين احر الأشواق ، وتنادي لا تتأخروا ، فقد طال الفراق ، وجاء البيان المختصر يكشف الحقيقة ، يحمل الرسائل وبريقها ، كم اجتازت وبكم دقيقة ، واي عمق بلغت في تحليقها ، ليؤكد سر التفوق ، ومعادلة الردع الجديدة ، تحلقون ونحلق ، لكن الحقيقة الأكيدة ، انكم تفقدون ميزة ونكسبها ، فالتوازن والردع لمن يفرق ، بين ما كان وما سيكون ، خطنا صاعد وخطكم الى انحدار ، ولهذا ستهزمون ، وان ارادتم التحقق ، انظروا الى تشقق الجدار 

21-2-2022

صباح القدس للأنيس ، لسيرة تستحق التدريس ، صباح القدس للنقاش ،  لأستاذ علم النقاش ، لمن بدأ في ريعان الشباب مقاوما ، وختم الحياة عالما ، عبره قلنا في يوم وزراء النفط لن ننساك فلسطين فأنت الخيار ، وأنت اشتعال في الوجدان ، وبيده التي اطلقت النار على بختيار ، قلنا شكرا لإيران ، على اقفال السفارة الاسرائيلية ورفع العلم ، وعلى اعلان الإمام اليوم ايران وغدا فلسطين ، ففهمنا نون والقلم ، ومعنى خلقنا الإنسان من طين ، فكان أنيس فلسطين وإيران في وحشة البداوة العربية ، ليحفظ ما افسده الشقاق والنفاق  من الود للقضية ، وكان تلك اللمعة المبهرة ، عندما تستيقظ بكل صدق في وجدانه فكرة ، وقد انتبه مرارا لما يجب وما ينبغي ، مقداما في مواجهة النخاسة والدعارة والبغي ، حارس النقاء ، طيب اللقاء ، صديقا واخا لكل المقاومين ، بوصلته لا تخطئ فلسطين ، رحل مبكرا والرواية لم تكتمل ، تاركا لنا اكمالها ، نموذجا للمثقف المنشغل ، بالأمة وأحوالها ، مثال المثقف المشتبك ، الذي لا يتردد ولا يرتبك ، صوت صارخ بالحق مهما كان اللوم ، لا يعرف الراحة ولا النوم ، انيسنا الذي رحل يبقى ناقوسا يدق في قلوبنا ، نبراسا يضيئ الدروب ويحذرنا من عيوبنا ، اشعاع حب واخلاق ، في زمن التملق والنفاق ، كلما اشتدت المواجهة مع الاعداء ، كان اول من يلبي النداء ، فقبل ان تهمس بالسؤال أين أنيس ، تجده أمامك كامل الحضور ، يحلل ويقيس ، ويصوب مسار الأمور ، رجل فكر ورجل ميدان ، والانذار الأخير ان آن الأوان ، صاحب شعار واستعدوا ، ولا تهنوا ولا  تضعفوا ، ان الأعداء بكم وجدوا ، ألف سبب ليخافوا ، وان النصر صبر ساعة فتحملوا دون كلل ، ألم المواجع ، فقانون الحرب منذ الأزل ، عض على الأصابع 

22-2-2022

صباح القدس للمتغيرات ، فالطبيعة لا تعترف بالسكون ، وكي تولد المعادلات ، يحتاج العقل الى بعض الجنون، فمن يتهيب العواقب الوخيمة  ، يسكن في المعادلات السقيمة ، ومن يقرر التقدم ، ويتقن التعلم ، يصعد السلم ، والسلم درجات ، يصعده اصحاب الهمم والعزائم ، والذين لا يخشون المطبات , لا يخشون في الحق لائم ، ويسمعون التهديد ولا يأبهون ، ووفق مصالحهم وحقوقهم يقررون ، ومن تغريه أكاذيب القوى العظمى ويعيش وهم المهابة ، يسقط عميلا او عضوا في العصابة ، ويلقى مصير البائسين ، ورهانه على اليائسين ، فيصير فرق عملة السوق ، وكبش فداء محروق ، هذا هو حال أوكرانيا في ظل الثورة الملونة ، لم تتعلم في السلم ، فمضت في الرهان على الناتو ، وبعد جزيرة القرم ، يقول بوتين لهم هاتوا ، ومن لا ينتبه كيف يقرأ التاريخ ، ويعرف معنى الحرب في سورية ، ستعلمه الصواريخ ، صعود قوة روسيا ، ومعنى تكامل موسكو وبكين ، وصمود طهران ، فالقضية ليست عقائدية ولا سياسية ، بل قضية السكان الأصليين ، مع جماعة الإستيطان ، والتخلص من الغزوات الأجنبية ، فالأميركي غريب عن الأوطان ، بل هو في بلاده مستوطن  ، مثله مثل كيان الإحتلال المسرطن ، اقام كيانه على ابادة السكان ، وهذا ما فعله الكيان ، وفي كل آىسيا هو كائن غريب كإسرائيل ، حيث الشعوب والدول الصاعدة ، وقد آن موعد الرحيل ، او الإنتظار على قدم واحدة ، فلا الترهيب ولا الترغيب ، ينفعان في وقف قطار التكامل ، حيث دول وشعوب قررت التواصل ، كما حركات المقاومة ، قررت عدم المساومة ، فهذا هو القطار السريع ، وليس قطار التطبيع ، ومن ينتظر ير نهاية الطريق ، ومن يشكك فليستعن بصديق

23-2-2022

صباح القدس للشعوب وصبرها ، والثقة بأن الإمبريالية تحفر قبرها ، هكذا قال الراحلون العظماء ، في ذكراهم نفتح أيدينا للسماء ، ونقول هذا ما قاله أنيس النقاش ، وهكذا كتب بهجت سليمان ، وفي مثل هذه الأيام هما موضوع النقاش ، وفي الوصف يعجز اللسان ، عندما تقارن ما كانا عليه من الثقافة ، وما لدى الخصوم من سخافة ، وكيف كانت المقاربات العبقرية ، والشخصية الساحرة ، وكيف يحضر تاريخ القضية ، في مسيرة حاضرة ، من عمليات الفدائيين ، الى حرب تشرين ، وكيف تصاغ المقولات بلجة جدية وابتسامة ساخرة ، وكيف تثقف الشعوب بلغة بسيطة ، وكيف تشرح الصراعات على الخريطة ، ماذا عن بيروت العشق ، وعن حب دمشق ، وها نحن في الذكرى نشهد حروب الغاز ، التي شرحاها طويلا وفككا فيها الألغاز ، وكيف توقعا ان تكون أوروبا مسرح الحرب ، وان تكون بداية تفكك حلف الخصوم ، فكان النضال هو الدرب ، والأداة هي العلوم ، ودائما بوصلة الصراع ، حق تحميه المقاومة ما ضاع ، ولن يضيع ، مهما تكاثر جماعة التطبيع ، ففلسطين لا تقاس بالعدد ، فهي حق باق للأبد ، حتى يتحقق التحرير ، وترفع المقاومة رايااتها ، فيحسم المصير ، وتبلغ الشعوب غاياتها ، وما قيمة الإنسان ، ما دام يعلم انه سيموت ، ما لم يثبت ان الكيان ، أوهن من بيت العنكبوت

24-2-2022

صباح القدس للتاريخ يعاقب المتذاكين ، والتاريخ  لايسامح المتباكين ، الذين دمروا القانون الدولي والأمم المتحدة ، والتحقوا وراء العدوان الأميركي في أماكن متعددة ، واخترعوا الفتاوى والمبررات ، ليضحك العالم من مجلس الأمن وما يصدر من قرارات ، فالذين برروا لأميركا الحرب التي دمرت يوغوسلافيا ، ومن بعدها الحرب على العراق ، والعدوان على سورية ، ولم يكلفوا انفسهم عناء الإعتذارات ، عندما ثبت انها كلها حروب بلا مبررات ، الا الأطماع بالسيطرة ، وانهم مجرد أدوات ، ودمى مسيرة ، وان القانون عندهم كآلهة التمر عند أهل قريش ، يعبدونها واذا جاعوا يأكلونها ويقولون الأولوية للعيش ، فكيف سيسمع لهم التاريخ بكاؤهم اليوم ، وقد استفاقوا من النوم ، انه ليس بيدهم حيلة ، وقد اسقطوا كل وسيلة ، وجعلوا سيادة الدول ممسحة على الأبواب ، وهيأوا للغة القوة وشريعة الغاب ، ونسوا ان الحكم في أوكرانيا جاء من خارج القانون ، وانهم بثورة ملونة وممولة فرضوا حكما عميلا ، وجاءوا اليوم يتساءلون ، كيف لروسيا ان ترديه قتيلا ، وغدا يحكم البلاد اصدقاء للروس ومؤيدون ، فأنتم من حول الديمقراطية والسيادة الى مسخرة ، بعدما صارت كل الأشياء عندكم مسَخرة ، لتبرير هيمنة الأميركان ، واليوم ستتذكرون ، ان الباب الذي تفتحه يمر منه الآخرون ، ومثلما تدين سيأتي يوم وتدان ، فيوم شنت الحرب على العراق ، ابتلعتم اسنتكم وتسابقتكم على بيانات النفاق ، ويوم دمرت يوغوسلافيا ، كنتم تهرولون لإسترضاء زعيم المافيا ، ويوم تعرضت سورية للعدوان نسيتم السيادة وتذكرتم الديمقراطية ، كأنها أسلحة الحرب الذكية ، واليوم يذكركم بوتين بحسن الجوار ، مثلما كانت حجة الحرب أسلحة الدمار ، فاشربوا الكأس التي اسقيتموها للشعوب ، وتذوقوا نتائج الحروب ، وتذكروا ان التاريخ دولاب ،وكل باب يليه باب ، وان القوة ستجد قوة تردعها ، ما دامت نداءات القانون لا تجد من يسمعها ، واعملوا انه ما دامت هناك اسرائيل ، تسرح وتمرح ولا تلتزم بأي قرار ، فان البديل ، سيصنعه الحديد والنار ، فالعين بالعين والسن بالسن ، قاعدة لمن يهتدي ، معادلة تحكم الأمن ، والعاقبة على المعتد

2022-02-25 | عدد القراءات 1822