الكرملين يفتح نافذة التفاوض وكييف تفتح باب الحياد… وتراجع أميركيّ في مجلس الأمن/ الأسد لبوتين: تصحّحون التاريخ وتعيدون التوازن الدوليّ… ومعركتنا واحدة/ موقف وزارة الخارجيّة يُحرج لبنان… والحكومة تتخلّى عن مسؤوليّاتها/
كتب المحرّر السياسيّ
في اليوم الثاني للحرب بدت موسكو أقرب لتحقيق الهدف الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو إعلان حياد أوكرانيا، فبينما حقق اليوم الأول تدمير البنية التحتية العسكرية للجيش الأوكراني التي تتيح له خوض حرب وتشكيل تهديد، وكان ذلك نصف أهداف الحرب، حمل اليوم الثاني للحرب سريعاً مؤشرات اقتراب موسكو من هدف الحياد مع الإعلان الذي صدر عن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي شاكياً تخلّي الحلفاء وترك بلاده وحيدة تواجه خطر الحرب طلباً لعضوية حلف لن تبصر الانضمام إليه وبحثاً عن سند لن تراه، مبدياً الاستعداد لمفاوضات مباشرة مع روسيا على مبدأ حياد أوكرانيا. ومع سيطرة القوات الروسية على النقاط الاستراتيجية الواقعة على جهات أوكرانيا الأربع شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وعلى مداخل العاصمة كييف، فتحت موسكو نافذة للتفاوض، مقترحة مينسك عاصمة روسيا البيضاء كمكان للمفاوضات، بينما دعا الرئيس بوتين الجيش الأوكرانيّ لتسلم المسؤوليّات بدلاً من الحكومة التي وصفها بحكومة المافيات والعصابات النازيّة وتجار المخدرات، ووضع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف شروطاً تلبي مطالب الرئيس بوتين، هي حكومة تعبر عن التعددية الأوكرانيّة بما فيها ذوي الأصول الروسيّة، ونزع سلاح الجيش واجتثاث الجماعات النازيّة.
على المقلب الغربي، تواصلت بيانات التنديد بالموقف الروسي، واستمرت المباحثات بطبيعة العقوبات التي يمكن أن تردع موسكو، وتمخضت ساعات الاجتماعات عن عقوبات شخصية على الرئيس بوتين والوزير لافروف، اللذين أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنهما لا يملكان أية حسابات في أية دولة أجنبية، بينما طلبت واشنطن تأجيل التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار تقدمت به، معلوم مسبقاً أنه سيواجه بالفيتو الروسي ولن يبصر النور. وفي وقت لاحق بعد منتصف ليل أمس قامت واشنطن بتعديل مقترحها بحذف وضعه بصيغة قرار تحت الفصل السابع، ثم استبدال إدانة القرار الروسي بالعملية العسكرية بمجرد إبداء الأسف. أما في المداولات على العقوبات فدار النقاش على حرمان موسكو من استخدام نظام السويفت للمعاملات التجارية، وكانت “البناء” قد أشارت أمس إلى أنه نقطة توازن الرعب مقال تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا، وهذا ما أظهرته المناقشات التي انتهت إلى صرف النظر عن القرار.
في المواكبة الإقليميّة للحرب كان البارز الاتصال الذي أجراه الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً فيه وقوف سورية الى جانب روسيا في تصدّيها لمشروع الفوضى الأميركية الهادفة لفرض الهيمنة وسياسة التدخلات. وأكد الرئيس الأسد أن ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة التوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وأن الهيستيريا الغربية تأتي من أجل إبقاء التاريخ في المكان الخاطئ لصالح الفوضى التي لا يسعى إليها إلا الخارجون عن القانون، معتبراً أن روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانيّة.
وقال الرئيس الأسد إن الدول الغربية تتحمل مسؤولية الفوضى والدماء نتيجة سياساتها التي تهدف للسيطرة على الشعوب، حيث إن هذه الدول تستخدم أساليبها القذرة لدعم الإرهابيين في سورية والنازيين في أوكرانيا وفي أماكن مختلفة من العالم، وشدّد على أن سورية تقف مع روسيا الاتحادية انطلاقاً من قناعتها بصوابية موقفها، ولأن مواجهة توسع الناتو هي حق لروسيا لأنه أصبح خطراً شاملاً على العالم وتحوّل إلى أداة لتحقيق السياسات غير المسؤولة للدول الغربية لضرب الاستقرار في العالم، وختم الأسد باعتبار أن العدو الذي يجابهه الجيشان السوري والروسي واحد ففي سورية هو تطرّف وفي أوكرانيا هو نازية، مشيراً إلى أن روسيا الاتحادية سوف تعطي درساً للعالم بأن الدول العظمى لا تكون عظمى بقوتها العسكرية فقط وإنما باحترام القانون والأخلاق العالية والمبادئ الإنسانية.
2022-02-26 | عدد القراءات 1311