الحملة الروسيّة تبدأ بقطاف ثمارها من خيرسون… ولافروف يحذّر من حرب نوويّة / موسكو تترقّب كيفيّة تعامل لبنان مع العقوبات في ضوء زيارة وفد الخزانة الأميركيّة / بري ونصرالله يطلقان الترشيحات النيابيّة… وتصويت لبنان في الأمم المتحدة يثير إشكالات
كتب المحرّر السياسيّ
في مناخ دولي يزداد تصعيداً بوجه روسيا عبر عنه التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونيل مشروع القرار الأميركي 141 صوتاً مقابل رفض 5 وامتناع 35، كان الميدان العسكري يسير باتجاه معاكس، حيث بدأ الجيش الروسي بقطاف ثمار حملته العسكرية بحسم السيطرة التامة على مدينة خيرسون الواقعة على البحر الأسود جنوب أوكرانيا، بعدما أكد عمدة المدينة خروج الجيش الأوكراني منها، بينما تواصلت عمليات التقدم والقصف التمهيدي على سائر الجبهات، وكانت مدينة خاركيف الشماليّة الجبهة الأشدّ سخونة بينها.
على الصعيد السياسي كان كلام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن إطار الحرب في أوكرانيا، واضعاً سقف نزع سلاح أوكرانيا ومنعها من تشكيل أي تهديد مستقبلي للأمن الروسي، كهدف لا تراجع عنه مهما اشتدت الضغوط وتعاظمت التحديات، مشيراً الى العدائية التي أظهرها الغرب بقيادة أميركية تشكل تحوّلاً خطيراً في مسار العلاقات الدولية تضع العالم على شفا حرب عالمية ثالثة ان وقعت ستتحول الى حرب نووية مدمّرة.
في لبنان تداعيات للحرب على الصعد السياسية والاقتصادية، فاقتصادياً أزمة قمح ومحروقات تبحثان عن حلول، وسياسياً لا تزال تداعيات موقف لبنان الرسمي من الحرب محور أسئلة ومدار نقاش وتساؤلات، فبعد بيان الخميس جاء اجتماع قصر بعبدا الذي ضمّ رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال عون ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب ليؤكد على بيان الخميس، مع بعض الروتوش الإنشائي الداعي لحل تفاوضي، وترجم ذلك مضمون التصويت اللبناني لصالح مشروع القرار الأميركي الذي يندّد بالموقف الروسي ويصفه بالغزو والاعتداء على السيادة، وكان محور النقاشات التي أثارها الموقف مدى دستورية اختزال مجلس الوزراء الذي ينص الدستور على صلاحيته الحصرية برسم السياسة العامة للدولة، بترويكا تضم الرئيسين ووزير الخارجية، تحت شعار تفادي الانقسامات، خصوصاً أن الأمر تخطى مجرد بيان وصل الى اتخاذ قرار بوجهة التصويت في الأمم المتحدة بين محورين دوليين متصارعين يتفق اللبنانيون على الوقوف على الحياد في صراعات أدنى مستوى منه.
زاد الطين بلة ما حمله وفد وزارة الخزانة الأميركية الذي زار لبنان والتقى جمعية المصارف والجهات الحكومية المعنية بالملفات المالية، وعلم أنه أبلغ المعنيين في الدولة والمصارف طلباً أميركياً بانضمام لبنان الى العقوبات التي تنفذها واشنطن وحلفاؤها بحق روسيا كدولة وقطاع خاص، وقالت مصادر على صلة بالملف إن الحكومة تبلغت موقفاً روسياً مضمونه أن موسكو تتابع عن كثب طريقة تصرف لبنان لتحدد كيفية تقييم علاقتها بالحكومة اللبنانية، بعدما تبين أن التوضيحات التي اعقبت بيان الخميس كانت مجرد إبرة مورفين، بحيث لم يتغير شيء بل زاد الأمر سوءاً في التصويت اللبناني في نيويورك.
2022-03-03 | عدد القراءات 1271